السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التأشيرات» الأميركي... يخذل العراقيين والأفغان

«التأشيرات» الأميركي... يخذل العراقيين والأفغان
13 أكتوبر 2013 22:27
في مطلع الأسبوع الماضي، وبينما كان الكونجرس في حالة من الفوضى بسبب إغلاق الحكومة، حدث شيء مذهل. فرغم الأزمة التي تسبب حالة من الشلل، تم تمرير مشروع قانون لاقى موافقة إجماعية من مجلسي الشيوخ والنواب. ويهدف القانون إلى التمديد 90 يوماً لبرنامج التأشيرات الخاصة للعراقيين والأفغان الذين عملوا مع الجنود والمدنيين الأميركيين، والذين يواجهون حالياً تهديدات بالقتل بسبب صلتهم مع الأميركيين في الماضي. والأمر المشين هو أن برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة لا يزال يخذل الآلاف من هؤلاء العراقيين والأفغان. والبرنامج الذي أسسه الكونجرس في عام 2008 كان من المفترض أن يقدّم 25 ألف تأشيرة سنوياً للعراقيين على مدار خمس سنوات، غير أنه لم يصدر سوى خمسة آلاف تأشيرة فقط، كما تم قبول حوالي 500 أفغاني فقط بمقتضى حصة منفصلة. ويبدو أن الأطواق البيروقراطية التي يجب أن يقفزوا من خلالها قد صممت ليس لإنقاذهم ولكن لمنعهم من الدخول. «كنا نظن أنه سوف يتم استخدام 25 ألف تأشيرة في العام الأول»، حسبما قال كيرك جونسون، مؤسس مشروع قائمة توطين الحلفاء العراقيين، الذي لديه مكاتب محاماة في جميع أنحاء البلاد في إطار جهود الصالح العام والتي ساعدت 1500 عراقي في الحصول على التأشيرة. وأضاف جونسون: «لكن العملية لا تزال تحتاج إلى سنوات لإتمامها»، فالعديد من المتقدمين، غالباً ما يعيشون مختبئين تحت وطأة تهديدات بالقتل، ينتظرون فترة تتراوح بين عامين وأربعة أعوام للرد عليهم أو عدم الرد عليهم نهائياً. يقول جونسون: «ما زلنا نعيد تفويض برنامج لا يعمل». هذا الوطني الأصيل كتب مذكرات لابد من قراءتها حول معركته لإنقاذ العراقيين الذين ساعدوا الأميركيين. وعنوان المذكرات ملائم ومزعج على حد سواء: «أن تكون صديقاً فهذا مميت... الكفاح لإنقاذ العراقيين الذين أهملتهم أميركا». وقد اقتبس هذا العنوان من هنري كيسنجر، الذي قال يوماً ما: «أن تكون عدواً للولايات المتحدة فهذا يمثل مشكلة، لكن أن تكون صديقاً فهذا أمر مميت». مقولة صحيحة تماماً. منذ البداية، دخل برنامج التأشيرة الخاصة في بيروقراطية واشنطن الغامضة وغير المستجيبة. فالعراقيون عليهم أن يقدموا ويعيدوا تقديم كميات هائلة من الأوراق إلى وزارة الخارجية، وغالباً ما يتوجهون إلى السفارة وسط مخاوف كبيرة. وقد تستمر فحوصات الأمن المتعددة والمتداخلة من قبل وزارة الأمن الداخلي لسنوات، وغالباً ما تتعطل بسبب ترجمة الأسماء. من المفترض أن تكون هذه الإجراءات ضرورية لأن بعض هؤلاء العراقيين قد يكونون إرهابيين، بالرغم من أن معظمهم قد تم فحصهم بشكل متكرر من قبل رؤسائهم من الأميركيين. لكن غالباً ما يتم تجاهل المنح والتوصيات المقدمة من قبل كبار المسؤولين الأميركيين. وهذا أحد الأمثلة من كتاب جونسون، والذي يماثل العديد من القصص التي قيلت لي عند كتابة أعمدة حول برنامج التأشيرة الخاص. «عمر»، سائق رافعة للجيش الأميركي، تقدّم للحصول على تأشيرة خاصة في عام 2011؛ فقد كان يتلقى تهديدات بالقتل من الميليشيات التابعة لـ«القاعدة» والتي اتهمته بأنه جاسوس أميركي. ولمدة ستة أشهر، ظلت وزارة الخارجية تطالبه بتسليمها إلى مشرف أميركي «مختلف». ورغم أن العديد من رؤسائه السابقين أرسلوا خطابات معتمدة من وزارة الخارجية، لكنه ظل يتلقى طلبات لتقديم «معلومات اتصالات مختلفة»، كما طُلب منه أن «يتحلى بالصبر». وفي 22 يونيو 2012، وبعد مرور 338 يوماً من تقديم طلبه الأول، قتل عمر؛ كما تم تحذير شقيقه وأرملته من أنهما سيكونان التاليين. وكان لابد لشقيق عمر أن يحصل على التأشيرة. وعندما ألحت أرملة عمر في طلب الدخول، طلب منها، مرة أخرى، تقديم المزيد من الإثباتات حول عمل عمر. وأخيراً حصلت على التأشيرة في يوليو 2013، بعد مرور عام على وفاة زوجها، لكن أيضاً بعد أن أبرز راديو «إن بي آر» قصة عمر. ويؤكد المحامون الذين يساعدون العراقيين لتقديم طلبات الحصول على تأشيرة خاصة، أن قصصاً مرعبة مماثلة تحدث حالياً. لماذا خذلنا العراقيين والأفغان الذين كانوا موالين لنا؟ السبب يعود جزئياً إلى السياسة. فقد أخّر بوش البرنامج ثم قلّل من أهميته. وزعم أوباما في خطاب حملته الانتخابية لعام 2007 قائلا: «علينا أن نحافظ على التزامنا حيال العراقيين الذين حافظوا على ولائهم لنا... المترجمون، العاملون بالسفارة، والمقاولون من المستهدفين بالاغتيال». لكنه كرئيس لم يطابق خطابه أبداً مع عمله فيما يتعلق ببرامج التأشيرة الخاصة. وبينما حاول بعض المعينين من قبل أوباما في عام 2011 تحسين تدفقات الفيزا -التي شهدت تحسناً نسبياً في عام 2012- إلا أنها تراجعت مرة أخرى إلى حد كبير. ويقدم كتاب جونسون سابقة تاريخية حول كيفية حدوث ذلك. فبعد التخلي في البداية عن مواطني فيتنام الجنوبية الذين عملوا مع الأميركيين، أعلن الرئيس جيرالد فورد في مايو 1975 أن الولايات المتحدة قد تحملت المسؤولية لمساعدتهم؛ فقامت بنقل أكثر من 130 ألف فيتنامي إلى جزيرة جوام في المحيط الهادئ، حيث تم تجهيزهم هناك ومن ثم نقلهم جواً إلى الولايات المتحدة. إن التأخير في العراق وأفغانستان ليس سوى جزء صغير من هذا. وعندما سألت جونسون: لماذا كتبت هذه المذكرات؟ أجاب بالقول: «هذا الكتاب هو محاولة يائسة للتذكير بما كنا نقدر على القيام به قبل أن نفقد رباطة جأشنا بسبب حادثة 11/9. فقد قمنا يوماً ما بمساعدة الناس الذين ساعدونا». وبعبارة أخرى، فإن مستقبل برنامج التأشيرة الخاصة يعتبر حالة اختبار لما إذا كنا ما زلنا قادرين على إظهار الولاء لأصدقائنا. ترودي روبين محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©