منعت الشرطة الباكستانية أمس ناشطين من مغادرة مدينة كراتشي، أكبر المدن الباكستانية، واعتقلت أكثر من 100 من المحتجين مما يزيد من حدة التوتر في بداية مسيرة ضخمة مناهضة للحكومة ووسط أزمة جديدة تلف البلاد·
وبالتوازي، شهدت مدن أخرى تظاهرات مناوئة للحكومة وحث رئيس الوزراء الأسبق زعيم المعارضة الرئيسية نواز شريف الحشود على تحدي الإجراءات الحكومية في وقت يأمل منظمو التظاهرات انضمام عشرات الآلاف من المحامين واحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، للمسيرة الطويلة·
وفيما حظرت الحكومة كافة أشكال المسيرات والاحتجاجات والتجمهرات لمدة شهر، واعتقلت مئات النشطاء، أصر المحامون ونشطاء في مجال الحقوق المدنية على تنظيم مسيرة في قافلة ستسير لمدة 4 أيام على طول الطريق بين كراتشي وإسلام آباد ( 1512 كلم) حيث من المقرر ان تصل الاثنين المقبل·
ويطالب المتظاهرون الرئيس آصف علي زرداري بإعادة القضاة الذين أقالهم الرئيس السابق برويز مشرف إلى مهامهم وبينهم القاضي افتخار محمد شودري الرئيس السابق للمحكمة العليا· وحث شريف الذي تدور مواجهة بينه وبين زرداري، ''الحشود على الوقوف في وجه الحكومة المدنية الضعيفة التي تعاني من أزمة سياسية واقتصادية إضافة إلى عنف المتمردين''· إلا أن شرطة مكافحة الشغب منعت قافلة من نحو 300 ناشط ومحامٍ من عبور البوابة الرئيسية المؤدية إلى خارج كراتشي وصادرت الحافلات ووضعت نحو 20 منهم في عربات كانت تنتظر أن تقلهم إلى السجن بعد أن نصبت حواجز على الطريق السريع·
وحظرت الحكومة كافة الاحتجاجات في ولاية البنجاب، أهم مركز سياسي في باكستان، وولاية السند التي تضم كراتشي، ونشرت قوات الأمن لحماية المنشآت خشية وقوع أعمال عنف·
واستغل المتحدرون من الباشتون وعدد من المتحدثين بلغة الأوردو الذين يعرفون بالعداوة بينهم، فرصة الاشتباكات في كراتشي واضرموا النار في حافلة صغيرة واطلقوا وابلاً من الرصاص والقوا بالحجارة، حسب الشرطة· وتم اعتقال اكثر من 100 شخص من انحاء المدينة ومن بينهم غفور احمد نائب رئيس الجماعة الإسلامية، أكبر حزب ديني باكستاني· وفي وقت لاحق غادر ما يقرب من 1500 شخص في قافلة من السيارات متوجهين إلى إسلام آباد حيث يعتزمون تنظيم اعتصام مفتوح بدءاً من الاثنين المقبل·
كما احتشد نحو ألفي محام وناشط سياسي ومدني في لاهور عاصمة البنجاب وهتفوا ''زرداري كلب'' واشتبكوا مع الشرطة· ورفض احد رجال الشرطة اعتقال المحامين والنشطاء السياسيين وحث زملاءه على تحدي أوامر الحكومة·
وخرج أيضاً مئات المحامين والنشطاء من مدينة كويتا الجنوبية الغربية حيث اختطف مسؤول أميركي يعمل مع الأمم المتحدة الشهر الماضي، وسط هتافات السكان الذين وقفوا على جوانب الطرق، ومن المقرر أن يلتقوا بالقافلة التي تنطلق من كراتشي في السند·
وفي بادرة على إمكانية التوصل إلى حل وسط قال اسفنديار والي خان زعيم حزب صغير مشارك في الائتلاف الحاكم للصحفيين إن زرداري وافق على مطلبين من مطالب شريف· ولم يعط المزيد من التفاصيل لكن شريف قال الأسبوع الماضي إن مطلبيه الرئيسيين هما إعادة كبير القضاة السابق وسحب الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا ضده وضد شقيقه·
وذكر مسؤول أمني بارز للصحفيين أمس أن الحكومة اضطرت إلى سحب القوات من المنطقة القبلية التي تعاني من التمرد المسلح ومنطــــقة سوات في إقليم الحدود الشمالية الغربية، من أجل حماية إسلام آباد· والتقت السفيرة الأميركية آن دبليو بيترسون أمس مع شريف في مقر إقامته في ضواحي لاهور في مسعى لحل الأزمة·
من جهة أخرى ، قتل سبعة أشخاص على الأقل ، بينهم ناشطون مفترضون في القاعدة ، مساء أمس بسقوط صاروخ يرجح أنه أميركي على أحد معاقل طالبان في شمال غرب باكستان ، وفق ما أعلن مسؤولون أمنيون·
وقال أحد هؤلاء المسؤولين ''وقع الهجوم في منطقة كرام·· لقد دمر ما يمكن أن يكون معقلا يستخدمه ناشطون من طالبان ، واسفر عن مقتل سبعة ناشطين على الاقل ، بينهم اجانب''، وهو التعبير المستخدم عادة للاشارة الى عناصر القاعدة· واكد مسؤول آخر هذه المعلومة·
وتتعرض هذه المنطقة بانتظام لسقوط صواريخ أميركية· وتعتبر إسلام آباد والولايات المتحدة أن مناطق القبائل الباكستانية المحاذية لأفغانستان تحولت ملاذا لمتمردي طالبان وحلفائهم من القاعدة وقاعدة خلفية لهم، يشنون منها هجمات على القوات الدولية المنتشرة في افغانستان
عدد اليوم
