كوزمين: «التوازن» منح «الزعيم» قوة الأداء ونظافة الشباك

(العين) - كانت جماهير (الأمة العيناوية) على الوعد والموعد ونفذت بالفعل ما قطعته على نفسها بالوقوف خلف الفريق ومساندته في كافة مبارياته حتى آخر دقيقة من عمر بطولة الدوري. ومثلت مباراة الزعيم العيناوي والعميد النصراوي التي شهدها ملعب ستاد طحنون بن محمد بالقطارة مساء أول أمس في أولى جولات دوري المحترفين، التحدي الأول الذي واجهته رابطة مشجعي البنفسج إلا أنها تخطته بنجاح تام. كان منظر جماهير العين مهيباً. وكان البنفسج هو اللون الطاغي وصوت عشاق الزعيم هو العالي في لقاء أمس الأول لتعيد الجماهير إلى الذاكرة تلك الوقفة التاريخية التي شهدها ذات الملعب عندما كان العين يخوض مبارياته في البطولة الآسيوية للأندية أبطال الدوري والكأس في نسختها الأولى في عام 2003. وبسبب المساندة الجماهيرية القوية والمستمرة كان العين يمضي من نصر إلى آخر وجماهيره تزحف خلفه أينما ذهب وأينما حل ولم تتركه يذهب وحيداً على مدى أيام المنافسة حتى توج جهود لاعبيه وجماهيره في نهاية المطاف بانتزاعه البطولة محققاً أول إنجاز في تاريخ الكرة الإماراتية على المستوى القاري. وما أشبه وقفة الجماهير مع الزعيم في تلك الليالي بالبارحة. وفي أولى محطات الدوري وقف أمس الأول 5233 فرداً، عدا قلة قليلة ساندت العميد، يساندون العين على مدار الشوطين وإن كان العدد أقل من ما شهده ملعب القطارة في بطولة آسيا 2003، لكنه حضور يبشر بأن القادم أجمل وأن جماهير البنفسج ستظل في ازدياد مضطرد من جولة إلى أخرى حتى تصل إلى قمة الهرم خاصة إذا كان العين وقتها قاب قوسين أو أدني من حصد اللقب الذي غاب عن خزائنه ستة مواسم متتالية. لم يأت توجه هذه الجماهير إلى ملعب القطارة بهذه الأعداد من فراغ فهي عاشقة لفريقها في المقام الأول، واجتهدت رابطة مشجعي الزعيم لجذب جماهيرها في المقام الثاني، متبعة أساليب جديدة حيث قامت بإعداد كتيب توعوي تم توزيعه بالفعل على كافة جماهير الفريق في جميع المناطق المنتشرة حول المدينة ثم عقدت ندوة موسعة قبل مباراة النصر تحدث فيها نجوم العين وخاطبوا جماهيرهم وبينوا لهم ما هو مطلوب منهم. وكان من الطبيعي أن تعبر جماهير العين عن فرحتها بعد أن انتزع العين “النصر” من “النصر” حيث حرصت على الالتفاف حول اللاعبين وهنأتهم على الأداء أولاً وعلى النتيجة ثانياً آملة أن يواصل الفريق مشواره على ذات النهج. وساهمت جماهير العين في فوز فريقها بأول ثلاث نقاط مع انطلاقة بطولة دوري المحترفين للموسم الجديد بمساندتها الجبارة والمهيبة ولم يخذلها لاعبوها الذين قدموا مستوى فنياً متميزاً يبشر بكل الخير خاصة في شوط اللعب الأول الذي دانت فيه السيطرة للعين وغاب فيه النصر تماماً بعد أن لجأ مدربه زنجا للعب بتكتيك غلبت عليه الصبغة الدفاعية طمعاً في الخروج من ملعب القطارة بنقطة قبل أن يغير من أسلوبه في الشوط الثاني ويتحول إلى اللعب الهجومي سعياً لإدراك التعادل وخطف النقطة التي استعصت على لاعبي الموج الأزرق الذين لم يحصلوا على فرص حقيقية طوال زمن اللقاء. كانت الرغبة العيناوية في الخروج بنتيجة إيجابية ووضع أول ثلاث نقاط في حسابهم واضحة منذ الوهلة الأولى بعد السيطرة الميدانية التي لم تتوقف والهجمات التي تواصلت من كل الجهات لدرجة أن لاعبي النصر لم يعرفوا من أين يأتيهم الخطر. وجاء هدف المدافع إسماعيل أحمد الرأسي ليكشف عن رغبة العين في الفوز وعدم التفريط في نقاط الخطوة الأولى وأردفه النجم السعودي ياسر القحطاني بالهدف الثاني إمعاناً في مزيد من التأكيد ليحتفل بهدفه الصاروخي على طريقته الخاصة. وحاول الغاني أسامواه جيان أن يصيب الشباك الزرقاء ليعيد رقصته الشهيرة والتي انتظرها الجميع لمدة 90 دقيقة ولكنها لم تتحقق لسوء الطالع ولكننا ما زلنا في بداية المشوار وقطعاً سيصل النجم الأفريقي يوماً إلى مبتغاه وسيرقص كثيراً وكثيراً طالما هو صديق دائم للشباك. ومن ناحيته عبر الروماني أولاريو كوزمين مدرب العين عن سعادته بحصد أول ثلاث نقاط في بداية مشوار البطولة بعد فوزهم على النصر بهدفين نظيفين لافتاً إلى أنهم عملوا بجد وبذلوا جهداً كبيراً في الفترة التي سبقت اللقاء من أجل بلوغ هذا المسعى والخروج بنتيجة إيجابية الأمر الذي يعتبر مهماً للغاية مع انطلاقة المنافسة ويمنح اللاعبين الدافع المطلوب واللعب بثقة كبيرة في المباريات المقبلة. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب المباراة بفرع نادي العين بالقطارة إنهم حصدوا ما هو مطلوب منهم وأن العين استحق الفوز عن جدارة مشيراً إلى أن أداء الفريق كان في الشوط الأول على قدر الطموح حيث قدم اللاعبون مستوى طيباً وفرضوا سيطرتهم على أحدات المباراة واستطاعوا أن يسجلوا هدفين، إلا أن مستوى الأداء انخفض كثيراً في الحصة الثانية. وأوضح كوزمين أن الفريقين قدما مستوى متوازناً في شوط اللعب الثاني وحصل العين على بعض الفرص إلا أن اللاعبين أهدروها ولم يستثمروها كما يجب. وأضاف: كان التجانس بين اللاعبين بدرجة أقل وهو ما كنا نتوقعه حيث لم يسبق أن لعب العين وهو مكتمل الصفوف من قبل وأن هذه المشكلة ستنتهي تدريجياً ولكن يتوجب علينا أن نستمر على نفس مستوى الشوط الأول وأكثر من ذلك في مقبل الجولات ويبقى الفوز مهماً في البداية وأهنئ اللاعبين على روحهم القتالية العالية وعطائهم الكبير طوال زمن المباراة. واعترف مدرب العين بوجود حالة من الارتباك في صفوف الفريق مع بداية الشوط الثاني بدون سبب واضح، مبيناً أن من الأرجح أن يكون ذلك لحاجة اللاعبين لبضع دقائق للدخول في أجواء المباراة بعد أن حصلوا على 15 دقيقة كفترة راحة بين الشوطين أو ربما يكون بدافع الخوف من استقبال شباكهم لهدف مبكر مع انطلاقة الشوط. وتابع: الأمر الرائع أن شباك العين خرجت نظيفة ولم تستقبل أي هدف علاوة على أن النصر لم يحصل على أي فرصة حقيقية للتسجيل وهذه نقطة تعني الكثير لفريق العين. وقال كوزمين إن فريقه لعب بتوازن كبير بين خطي الهجوم والدفاع مقدماً مستوى مرضياً ولكنه يطمح إلى المزيد من التطور والأداء الأكثر تجانساً وسيعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال التدريبات القادمة.