الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

متحف الشارقة للحضارة الإسلامية يضيئ على جماليات إكساء الكعبة المشرفة

متحف الشارقة للحضارة الإسلامية يضيئ على جماليات إكساء الكعبة المشرفة
13 أكتوبر 2013 23:49
يعرض حالياً في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية مجموعة نادرة من المنسوجات، التي نفذها خطاطون ونساجون عرب وأتراك ومن دول إسلامية مختلفة، وتم بها إكساء الكعبة المشرفة واستخدامها في المسجد النبوي وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعود بعضها إلى فترة الخلافة العثمانية. ففي المعرض الخاص الذي افتتح في بداية الشهر الجاري ويستمر لمدة شهرين، يقدم متحف الشارقة للحضارة الإسلامية أربع عشرة قطعة تجسد عنوان المعرض، وهو: “إكساء الأراضي المباركة” تزامناً مع موسم الحج، وعيد الأضحى المبارك، وتتمثل هذه القطع في مجموعة من المقتنيات والستائر الحريرية والمخطوطات والزخرفات الحروفية ذات الخصوصية الدينية والأثر القدسي المرتبط بذاكرة الحجاج وزوار المواقع المباركة. وتقول منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة: “يأتي عرض هذه المجموعة الخاصة في إطار رسالتنا وجهودنا المستمرة لعرض القطع الأثرية وتوفير الفرص التعليمية، التي تسلط الضوء على الثقافة الإسلامية ونشر وجهات النظر الإسلامية المتعلقة بالفنون والعلوم والثقافة والتاريخ للجمهور العالمي”. ويعد المعرض الأول من نوعه من حيث كشفه عن المنسوجات الدينية بشكل أكاديمي دقيق، ليس لقيمة المعروضات المادية والدينية فقط، ولكن لأهميتها الثقافية والتاريخية والفنية، وذلك حسب توصيف يوريكا خميس، مستشار المقتنيات الإسلامية والشرق أوسطية بالمتحف. وتضم المجموعة المعروضة المنسوجات التاريخية والمعاصرة الأصلية من مقتنيات المتحف، والتي كانت تستخدم لتغطية الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وتشمل كسوة الكعبة التي تتم صناعتها وحياكتها اليوم للكسوة الخارجية للكعبة المزركشة بحزام منقوش بآيات قرآنية، وستارة بباب الكعبة، والكسوة الداخلية، وستارة “باب التوبة” الذي يؤدي إلى سقف الكعبة، ولمواقع أخرى مهمة داخل الحرم. وتستغرق عملية صناعة كسوة الكعبة (وكسوة ثانية احتياطية لحالات الطوارئ) سنة كاملة. ويستخدم في صناعة الكسوة 670 كيلو جراماً من أرقى وأجود أنواع الحرير، فضلاً على 120 كيلو جراماً من الذهب و50 كيلو جراماً من الفضة بتكلفة إجمالية تقدر بأكثر من 17 مليون ريال. ويتيح المعرض لزواره فرصة مشاهدة ستائر حريرية مطرزة بخيوط معدنية للمسجد النبوي في المدينة المنورة، وتمت صناعتها ونسجها في مصر منتصف القرن التاسع عشر، ومن المرجح أن تكون هذه الستائر مخصصة لمحراب الصلاة في المسجد النبوي، حيث تتضمن نقوشاً مكتوبة وأدعية وآيات قرآنية مع وجود أطر دائرية مستقلة في زوايا الستائر تتضمن أسماء الخلفاء الراشدين مع وجود شعار الإمبراطورية العثمانية أو: “الطغراء” الخاصة بالسلطان العثماني عبدالحميد، الذي كلف أبرع الخطاطين، في عصره بتصميم أروع الأنسجة الدينية المعبرة عن الحظوة الروحية وقداسة الأمكنة الطاهرة في مكة والمدينة. وتعكس مقتنيات المعرض حرص الحكام المسلمين، بعد وفاة النبي على تكريم الكعبة في مكة، وتكريم قبر الرسول في المدينة بكسوتهما بأقمشة نفيسة تليق بمنزلة المكانين، وقد غطيت الكعبة لسنوات عديدة بطبقات متتالية من الكسوات حتى إنها باتت مهددة بالتصدع والانهيار، وفي عام 160 للهجرة أصدر الخليفة العباسي حينها أمرا بأن تصنع للكعبة كسوة واحدة في كل مرة، وظلت ألوان كسوة الكعبة تتغير حتى القرن السادس الهجري، عندما أصبحت الكسوة المصنوعة من الحرير الأسود، هي السائدة، ثم أضيف لها بعد ذلك الحزام العلوي المنقوش بآيات من القرآن الكريم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©