الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«رباب من بياض» جديد أحمد لطف الله

«رباب من بياض» جديد أحمد لطف الله
13 أكتوبر 2013 23:49
عن دار التنوخي للنشر والتوزيع صدر حديثاً للكاتب المغربي أحمد لطف الله مجموعة قصصية جديدة بعنوان «رباب من بياض». وتضم المجموعة، التي صمّم غلافها الفنان المغربي بنيونس عميروش، خسم عشرة قصة قصيرة تحمل العناوين التالية: «رباب من بياض»، «لعنة»، «فصول لطائفية»، «شريط النسيان»، «محنة البياض»، «سفور وحجاب»، «دمار المعنى»، «مسافة»، «ليلة السقوط»، «خاينة»، «بالأبيض والأسود»، «مؤامرات »، « تدبير الكلام»، «صبيحة السقوط»، «سيرة يد». وكتب قصص المجموعة في مدن وفضاءات متعددة تتراوح ما بين مدن: مكناس والدار البيضاء والرباط وفاس ووجدة، بين عامي (1999 و 2010) ويغلب على قصص المجموعة، أنها مُتوسطة الطول، فلا هي قصيرة جداً فتدخل ضمن خانة ما يُسمى بالقصص القصيرة جداً، ولا هي بالطويلة التي تتعب القارئ وتستهلك الفائض من وقته، كما أن أسلوب الكاتب سلس وفيه صُور شعرية وأبطال قصصه تتقاذفهم هموم ومشاغل الحياة وتشعّباتها. ومن المجموعة نقرأ قصة بعنوان «لعنة»: بعد تردد طال حتى ظننته لن ينتهي، انسحبت من الفراش، فتحت النافذة لتهوية غرفتي التي أصبحت نتنة بسبب الرطوبة... واجهتني سهام الأمطار المندفعة بشراسة جعلتني أبادر بإغلاق النافذة، فلطمتني دفقة هواء قارس، فأفقت وعزمت الخروج لأحضر الاجتماع الليلي.. يقيني يوحي إلي بأن لا شيء يمكنه أن يمنع اجتماعهم الآن، وهم دون ريب يتلهفون على وصولي، وقد تعودت على لهفتهم وأحببتها لدرجة أنني أتعمد التأخر أحياناً. الشارع الصامت يغرق في الماء، وفي ضوء القمر المدعوم بأضواء شبه مطموسة تنبعث واهنة من الأعمدة الكهربائية.. القطرات الجبارة ترتطم دون سابق إذن على الإسفلت متزحلقة لزجة.. تحول الشارع إلى لوحة طبيعية تقدم صورة الشتاء، ابتدأ الماء جداول خجولة وانتهى سيولاً جارفة. قفزات معدودة على الجداول جعلتني في الضفة الأخرى للشارع الذي لم تصله السيول بعد.. التصقت بالجدران محتمياً من الماء الثقيل الذي يهوي من السماء الرمادية والمتطاير من الميازيب.. أوقفت جسدي لدقائق قليلة أمام باب العمارة، ورغم المعطف الأسود الضخم الذي كان يلفني فقد تسربت مياه باردة من أعلى عنقي نحو صدري وظهري، ومن هناك انسابت لتغمر كل جسدي الذي أصبح مرتعشاً وخشناً. تكدس الظلام بمدخل العمارة أوقعني في لبس إزاء وقت الرعد، فقد ظننت أن أقساطاً من الليل قد انمحت من الوجود، لولا أن ساعتي اليدوية التي لا أشك بها أزالت هذا الوسواس من رأسي.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©