الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوك الطفل·· متى يعتبر مرضاً يحتاج العلاج؟

14 مارس 2009 00:07
قد يلْحظ الوالدان تغيّراً ما في سلوك طفلهما، ويظهر ذلك في عدم تكيف الطفل في بيئته الداخلية ''الأسرة'' أو البيئة الخارجية ''المجتمع''، وتتعدد مشكلات الأطفال وتتنوع تبعاً لعدة عوامل قد تكون جسمية أو نفسية أو أسرية أو مدرسية، وكل مشكلة لها مجموعة من الأسباب التي تفاعلت وتداخلت مع بعضها البعض وأدت بالتالي إلى الظهور لدى الطفل، ومن الصعب الفصل بين هذه الأسباب وتحديد أي منها كمسبب للمشكلة· قد يلجأ الوالدان لطلب استشارة نفسية عاجلة لسلوك طفلهما، ويعتقدان أن سلوكه غير طبيعي إما لجهلهما بطبيعة نمو الطفل أو لشدة الحرص على سلامته· يعد سلوك الطفل مشكلة تستدعي علاجاً سلوكياً عندما تلاحظ التالي: - تكرار المشكلة، فلابد أن يتكرر هذا السلوك الذي يعتقد أنه غير طبيعي أكثر من مرة، فظهور سلوك شاذ مرة أو مرتين أو ثلاث مرات، لا يدل على وجود مشكلة عند الطفل؛ لأنه قد يكون سلوكاً عارضاً يختفي تلقائياً أو بجهد من الطفل أو والديه· إعاقة هذا السلوك لنمو الطفل الجسمي والنفسي والاجتماعي، ويؤدي إلى اختلاف سلوكه ومشاعره عن سلوك ومشاعر من هم في سنه· ان تعوق المشكلة كفاءة الطفل في التحصيل الدراسي وفي اكتساب الخبرات· - عندما تتسبب هذه المشكلة في إعاقة الطفل عن الاستمتاع بالحياة مع نفسه ومع الآخرين وتؤدي لشعوره بالكآبة وضعف قدرته على تكوين علاقات جيدة مع والديه وإخوته وأصدقائه ومدرسّيه· وأوضحت نتائج الدراسات في مجالات علم النفس المرضي وعلم النفس الشواذ دور مشكلات الطفولة في نشأة الاضطرابات النفسية والعقلية والانحرافات السلوكية في مراحل المراهقة والرشد· ومن أهم هذه المشكلات مشكلة الخجل· والطفل الخجول عادةً ما يتحاشى الآخرين، ولا يميل إلى المشاركة في المواقف الاجتماعية ويبتعد عنها، ويكون خائفاً ضعيف الثقة بنفسه وبالآخرين، متردداً، ويكون صوته منخفضاً وعندما يتحدث إليه شخص غريب يحمر وجهه وقد يلزم الصمت ولا يجيب ويخفي نفسه عند مواجهة الغرباء، ويبدأ الخجل عند الأطفال في الفئة العمرية (2ـ3) سنوات ويستمر عند بعض الأطفال حتى سن المدرسة وقد يختفي أو يستمر· وهنـــــاك أســـــــــــباب لخجــــــل الأطفال، من أبرزها: - مشاعر النقص التي تعتري نفسية الطفل؛ وذلك قد يكون بسبب وجود عاهات جسمية، أو بسبب انخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة الذي يؤدي لعدم مقدرة الطفل على مجاراة أصدقائه، فيشعر بالنقص، وبالتالي الخجل· - التأخر الدراسي· - افتقاد الشعور بالأمن· - إشعار الطفل بالتبعية: بجعل الطفل تابعاً للكبار وفرض الرقابة الشديدة عليه، وذلك يشعره بالعجز عند محاولة الاستقلال، وكذلك اتخاذ القرارات المتعلقة به مثل لون الملابس، وماذا يريد أن يلبس، ويكثر الوالدان من الحديث نيابة عن الطفل وعدم الاهتمام بأخذ رأيه· - طلب الكمال والتجريح أمام الأقران: يلح بعض الأباء والأمهات في طلب الكمال في كل شيء في أطفالهم في المشي، في الأكل، في الدراسة ويغفل الوالدان أن السلوكيات يتعلمها الطفل بالتدرج، وهناك بعض الآباء أو الأمهات لا يبالي بتجريح الطفل أمام أقرانه، وذلك له أكبر الأثر في نفسية الطفل· - تكرار كلمة الخجل أمام الطفل ونعته بها فيقبل الطفل بهذه الفكرة وتجعله يشعر بالخجل· - الوراثة وتقليد أحد الوالدين: عادة ما يكون لدى الآباء الخجولين أبناء خجولون والعكس غير صحيح· - اضطرابات النمو الخاصة والمرض الجسمي: كاضطرابات اللغة، تجنب الطفل الاحتكاك بالآخرين، كما أن إصابته ببعض الأمراض مثل الحمى أو الإعاقة تمنعه من الاندماج أو حتى الاختلاط مع أقرانه· ولعلاج تلك المشكلة، نقترح التعرف إلى الأسباب وعلاجها، فمثلاً إن كان سبب خجل الطفل هو اضطراب في اللغة فعلى الوالدين أن يسارعا في علاج هذه المشكلة لدى الطفل، وتشجيع الطفل على الثقة بنفسه، وتعريفه بالنواحي التي يمتاز بها عن غيره، وعدم مقارنته بالأطفال الآخرين ممن هم أفضل منه· وتوفير قدرٍ كافٍ من الرعاية والعطف والمحبة، والابتعاد عن انتقاد الطفل باستمرار خاصة عند أقرانه أو إخوته· ويجب ألاندفع الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته ومهاراته، ويحب العمل على تدربيه على تكوين الصداقات وتعليمه فن المهارات الاجتماعية، والثناء على إنجازاته ولو كانت قليلة، وتشجيع الطفل على الحوار مع الوالدين ومع الآخرين، وتدريبه على الاسترخاء لتقليل الحساسية من الخجل، وأخذه في نزهة إلى أحد المتنزهات وإشراكه في اللعب والتفاعل مع الآخرين· خولة الشامسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©