الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فوز رباعي الحوار الوطني التونسي بـ«نوبل للسلام»

فوز رباعي الحوار الوطني التونسي بـ«نوبل للسلام»
10 أكتوبر 2015 01:37
ساسي جبيل (تونس، عواصم، وكالات) أعلنت لجنة جائزة نوبل النرويجية أمس فوز اللجنة الرباعية الراعية للحوار الوطني في تونس بجائزة نوبل للسلام هذا العام نظراً «لإسهاماتها الحاسمة في بناء ديمقراطية تعددية» في تونس. وتضم اللجنة الرباعية الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين. وقالت لجنة نوبل للسلام أنها أسندت جائزة هذا العام للرباعي التونسي تقديراً «لمساهمته الحاسمة في بناء ديمقراطية متعددة بعد ثورة الياسمين في العام 2011». وقالت اللجنة إن «الوساطة الرباعية تشكلت صيف 2013 بينما كانت عملية الانتقال إلى الديمقراطية تواجه مخاطر نتيجة اغتيالات سياسية واضطرابات اجتماعية على نطاق واسع». وذكرت أن الوساطة الرباعية «أطلقت عملية سياسية بديلة وسلمية في وقت كانت فيه البلاد على شفير حرب أهلية». ووصفت هذه الوساطة بأنها كانت «حيوية» وأتاحت لتونس الغارقة في الفوضى «إقامة نظام حكم دستوري يضمن الحقوق الأساسية لجميع السكان من دون شروط تتصل بالجنس والأفكار السياسية والمعتقد الديني». وأعربت كاسي كولمان فايف رئيسة لجنة نوبل عن أملها أن يكون منح الجائزة للجنة الرباعية بمثابة «إلهام لمن يعملون من أجل عمليات السلام» في العالم. وذكرت اللجنة أنها تأمل، من خلال منح الجائزة هذا العام إلى رباعية الحوار الوطني في تونس، أن «تسهم في الحفاظ على الديمقراطية في تونس وأن تعطي الإلهام لكل من يسعون لدفع السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباقي العالم». وأعلن رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر عن بدء الإعداد لاحتفال فوز الرباعي بالجائزة. وفي أول رد فعل للرئاسة التونسية اعتبر الباجي قايد السبسي حصول «الرباعي الراعي للحوار الوطني» على جائزة نوبل تكريساً لمبدأ التوافق السياسي الذي سارت فيه البلاد. وقال السبسي: «هذا ليس فقط تكريماً للرباعي ومن يمثله هذا تكريس للمبدأ الذي مشينا فيه وهو الحلول التوافقية التي توخيناها وللحوار». وأضاف الرئيس التونسي «تونس ليس لها حل آخر إلا الحوار على الرغم من الخلافات والانتماءات العقائدية وغير العقائدية والمذهبية وغير المذهبية، لابد أن نمضي في هذا المنهج». وأفاد «بالنسبة إلى المستقبل، لا حلول إلا بالحوار». وقال السبسي «نعيش أوضاعاً صعبة لكن رغم التجاذبات والضبابية هناك أخبار سارة. ليس كل شيء أسود». وأضاف: «حصول رباعي الحوار على جائزة نوبل، هذا ليس هيناً». وقادت هذه المنظمات المعروفة في تونس باسم «الرباعي الراعي للحوار الوطني» مفاوضات سياسية طويلة وشاقة بين حركة النهضة التي وصلت إلى الحكم نهاية 2011، ومعارضيها وحملتهم على «التوافق» لتجاوز أزمة سياسية حادة اندلعت في 2013 إثر اغتيال محمد البراهمي وهو نائب في البرلمان. وأفضى «الحوار الوطني» إلى استقالة الحكومة التي كانت تقودها حركة النهضة، لتحل محلها مطلع 2014 حكومة غير حزبية برئاسة مهدي جمعة قادت البلاد حتى إجراء انتخابات عامة نهاية العام نفسه. واعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) هذا التتويج «تكريماً لشهداء الثورة» التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال حسين العباسي الأمين العام للاتحاد «هذا ليس فقط تكريماً للرباعي الذي قاد الحوار الوطني، بل تكريم لشهداء الثورة الذين سال دمهم حتى تكون تونس دولة مدنية اجتماعية ديمقراطية». وأضاف «بهذه المناسبة أريد الترحم على كل الشهداء الذين آمنوا بمدنية الدولة وذهبوا ضحية اغتيالات من سياسيين وعسكريين وأمنيين». وأثنى العباسي على «كل الأحزاب السياسية التي قبلت الجلوس للتفاوض في إطار الحوار الوطني لإيجاد حلول للأزمة السياسية الخانقة التي شهدتها البلاد». وقال في هذا السياق: «شارك في الحوار الوطني كل الأحزاب الممثلة في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت) باستثناء حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (أسسه الرئيس السابق محمد منصف المرزوقي) الذي رفض المشاركة». وأضاف: «في تونس ما زلنا نحتاج إلى حوار وطني اقتصادي لإخراج البلاد من عنق الزجاجة، وإلى حوار وطني من أجل مقاومة الإرهاب واجتثاثه من جذوره». وختم: «نتمنى أن يكون حصول الرباعي الراعي للحوار الوطني على جائزة نوبل للسلام حافزا لمنظمات المجتمع المدني في البلدان العربية التي تعيش صراعات ومخاطر، حتى تقوم بدور لإخراج هذه الدول من الأوضاع التي تردت فيها». بدوره، قال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد: إن «حصول الرباعي الراعي للحوار على جائزة نوبل للسلام فخر لجميع التونسيين الذين ضحوا بالكثير من أجل الحرية». وقال إن هذه الجائزة «تعبر عن الاعتراف الدولي بأهمية المسار السلمي الذي اختاره الشعب التونسي لتحقيق الديمقراطية». ودعا الصيد التونسيين إلى الاعتزاز ببلدهم وإلى بذل المزيد من العمل والجهد من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من الثورة. واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند منح الجائزة للوساطة الرباعية «يكرس نجاح الانتقال الديمقراطي» في هذا البلد. وأضاف أولاند: «أنا مسرور لجميع التونسيين. لقد التقيت أعضاء الرباعية وأريد أن أحيي جميع هؤلاء الناشطين والناشطات لأن نساء كثيرات شاركن في هذه العملية». وتابع: «إنه أيضاً تشجيع لدعم أكبر لتونس في المحن التي تشهدها، وقد شهدنا ذلك في الأعمال الإرهابية في الأسابيع والأشهر الأخيرة ينبغي أن نقر بأن الربيع العربي في تونس كان الوحيد الذي أفضى إلى هذه النتيجة (والتي تمثلت) في انتخابات نزيهة أدت إلى إرساء ديمقراطية في نهاية المطاف». لكنه شدد على أن «أوروبا والعالم ينبغي ألا يكتفيا ببساطة بمنح جائزة، بل إعطاء أهمية للمساعدات الواجب تقديمها إلى تونس». وقال أولاند أيضا «يجب إفساح المجال لتونس لتمضي أكثر في نجاح عمليتها الانتقالية. هذا سيكون موقف فرنسا. على فرنسا أن تستخلص من ذلك كل العبر وأن تقيم تعاونا مع تونس يكون على المستوى المطلوب على الصعيدين الاقتصادي والسياحي وأيضا على صعيد الدفاع». وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني أن الوساطة الرباعية «مثال على كيفية الخروج من الأزمات في المنطقة». وتابعت على تويتر: إن «منح جائزة نوبل للسلام للوساطة الرباعية في الحوار الوطني في تونس يكشف السبيل للخروج من الأزمات في المنطقة وهو الوحدة الوطنية والديمقراطية». ورحبت الأمم المتحدة ووصفت الأمر بأنه دفعة للنشطاء الذين يقودون جهود السلام. وقال أحمد فوزي كبير المتحدثين باسم المنظمة الدولية في جنيف في إفادة صحفية مقتضبة: «نحتاج إلى مجتمع مدني لمساعدتنا على دفع عمليات السلام قدما». وأضاف: «هذا مثال رائع، أعتقد أن تونس إحدى الدول العربية التي أبلت بلاء حسنا منذ ما يعرف بالربيع العربي والانتفاضات في هذا الجزء من العالم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©