السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باحثون يقدمون صورة الشرق في الشعر العالمي

باحثون يقدمون صورة الشرق في الشعر العالمي
18 أكتوبر 2011 09:40
(دبي) - تواصلت أمس فعاليات ملتقى «الشعر من أجل التعايش السلمي»، الذي تقيمه مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري في دبي، حيث عقدت أمس جلسة صباحية للنقد والدراسات الأدبية، تبعتها «ظهيرة شعرية لعدد من الشعراء العرب، بحضور عشرات من المبدعين والسياسيين العرب والأجانب. أبحاث الجلسة الصباحية دارت في إطار محور «صورة الشرق في الشعر العالمي»، وتضمنت كلمات حول «حضور الشرق في الشعر الإنجليزي» قدمها الدكتور جيم وات، و«حضور الشرق في الشعر الفرنسي» من الدكتور جان كلود فيلان، و»حضور الشرق في الشعر الإسباني» من الدكتور خوان بيدرو، و«صورة الآخر في الشعر الروسي» من الدكتورة ناتاليا كيلمانين، و«لإبداعات الأدبية العربية كمصدر إلهام للشعراء البولنديين» الدكتورة باربارا ميخالاك، و«الشرق.. نظرة من الداخل» من الدكتور وضاح الخطيب. وهنا إطلالة على أبرز ما جرى تقديمه. تأثير الإبداع العربي في بولندا تتناول الباحثة البولندية باربارا ميخالاك في بحثها تأثيرات الإبداعات الأدبية العربية في مؤلفات الشعراء والكتّاب البولنديين التي ما زالت مستمرة حتى القرن العشرين. حيث تذكر الباحثة أن الأدب العربي دخل إلى بولندا بطريقة غير مباشرة من خلال أوروبا الغربية وخصوصاً فرنسا وإيطاليا وذلك نتيجة للعلاقات الثقافية النامية التي تربط بولندا بهذين البلدين، وكذلك نتيجة رحلات أبناء بولندا إلى الخارج، واهتمامات المبدعين منهم خاصة. كما ترى الباحثة أن التوسع الجغرافي للعرب والاحتكاكات السياسية والثقافية وأسفار الرحالة من أهم العناصر التي أدت إلى وصول الموضوعات والأجناس والأشكال الأدبية العربية إلى القارة الأوروبية ومن ضمنها بولندا، كما أشارت الباحثة إلى أن الموضوعات الأدبية الشرقية قد تسربت إلى أدب الباروك الذي كان أول ظهور له في القرن السادس عشر في أوروبا وإسبانيا وبعد ذلك تفاعل وتغلغل في أوروبا بصورة كاملة واستمر حتى القرن الثامن عشر. وتذكر الباحثة أنه في مرحلة «بولندا الفتية» سادت الرومانسية الجديدة وهي واحدة من المصطلحات التي تحدد اتجاهات التجديد ما بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حيث نشطت في هذه الفترة الاهتمامات بالشرق وتلخّصت في إشهار أعمال مختلفة من الأدب العربي عبر ترجمتها، أو تبدَّت في إبداعات منفردة معتمدة على موضوعات الشرق. الشرق في الشعر الإنجليزي وتحدث الدكتور جيم وات عن «حضور الشرق في الشعر الإنجليزي» مبينا كيف يمكن لعدد من الكتاب الرومانسيين البريطانيين، كالسير وليام جونز، وروبرت ساوثي ولورد بايرون، ولي هانت التلاقي مع الآخر المشرقيّ في أعمالهم. ويقول: لم تكن هناك أي إيديولوجية بريطانية متآلفة في تلك الفترة، وذلك لحقبة من الزمن في أواخر القرن الثامن عشر، فيما يمكن بحثه في شركة الهند الشرقية، من أحوال السكان التابعين لها. ويضيف وات «لم تكن الطريقة التي تواجه بها القصائد الرومانسية المشرقية قارئها «الآخر» مباشرة أو سهلة الفهم، بل كانت تتطلب اقترابًا واهتمامًا أكثر من قرائها. وكان يبدو أن شعر بايرون المشرقي، يعمل ضد التيار الثقافي، كما لو أنه كان يريد الإبقاء على إمكانية وجود البدائل لسياسات الحاضر، ففي معظم كتاباته المتنوعة، أعطى بايرون عدة منظورات، أو وجهات نظر، في تلك الأيديولوجيات العرقية، والعسكرية، والتوسع الاستعماري الذي كان يبدو في تزايد. وجزء من مشكلة الاعتماد كثيراً على فكرة الانفتاح العالمي، هو أن الكونية (العالمية) القائمة تحافظ فوق كل شيء على النخبة الاجتماعية المرفهة، ويتأكد هذا القول أكثر، على مستوى الخيارات المتاحة للمستهلك، أو أنها تعرض التطور الثقافي أكثر من اهتمامها بالحقوق الاقتصادية والسياسية لشعوب العالم». الشعر الفرنسي بحث «العرب والمشرق في الشعر الفرنسي» لجان كلود فيللاّن يرى أن تأثير الشرق، والثقافة العربية بشكل خاص، في الشعر الفرنسي يندرج في سياق تبادلات متنوعة تعود بداياتها الأولى إلى عدة قرون. هذه الورقة تحاول، من خلال إظهار بعض العوامل الأساسية ذات العلاقة، إجراء مسح سريع للصعود المتزايد لهذا التأثير، في مساره الزمني كما في أبعاده المكانية والثقافية. ويتأتى منذ ذلك حضور متصاعد، يثري بدون انقطاع انفتاحًا وتفاهمًا متبادلين، ويعتبر عمل الترجمة والنشر لأجلهما أمرًا حاسمًا. ويقول إن الشعر العربي لم يدخل سوى نسبيًّا جدًّا في الشعر الفرنسي، سواء بسبب الترجمات غير الكافية التي أهملت أجزاء كاملة من التراث الشعري العربي التقليدي كما الحديث والمعاصر.. أو بسبب قصور في الانفتاح والفضولية اللذين لا يزالان يبقيان الشعر العربي على درجات سلم الثقافة المنفتحة على الكون التي من عادة فرنسا الافتخار بها. إصدارات وبالتزامن مع ملتقى «الشعر والتعايش السلمي» أصدرت مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري أكثر من خمسين كتاباً يتم توزيعها مجاناً في الملتقى، منها أربعة إصدارات جديدة، هي: «الديوان العربي للشاعر الغربي.. نصوص مختارة» من إعداد الباحثين الدكتور محمد مصطفى أبو شوارب والدكتور إيهاب النجدي. وكتاب «وساطة الشعر في التسامح الديني والمثاقفة العالمية» تأليف الدكتور راشد عيسى، و»صورة الآخر في الشعر العربي» من تأليف الدكتور فوزي عيسى، وكتاب «قصائد من الشعر العربي المعاصر في العراق» إعداد عبد العزيز محمد جمعه. إضافة إلى تسعة وأربعين كتاباً مختاراً من إصدارات المؤسسة السابقة، تم انتقاؤها من العناوين التي تنسجم مع فكرة الملتقى التي تهدف إلى تسليط الضوء على الدور الفكري للشعر في ربط الحضارات ببعضها عبر نسيج من التسامح صنعه الشعراء بوعيهم وإيمانهم بأن الإنسانية تتجاوز في تلاقيها كل الاعتبارات الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©