الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفرح والحزن يجتمعان لدى أهالي الأسرى

الفرح والحزن يجتمعان لدى أهالي الأسرى
18 أكتوبر 2011 00:07
رام الله، غزة (الاتحاد، أف ب) - حلوى وزغاريد في بيوت الأسرى من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، المقرر تحريرهم اليوم الثلاثاء. أخيراً الحلم يتحقق في بيوت كثيرة، وحانت اللحظة لاستقبال المحررين بعد سنوات طويلة من الفراق، ليلتئم شمل عائلات كثيرة. من هنا فالفرح كبير وأيضاً الحزن أكبر لأهالي أسرى عندما يصفون لهم مرارة فراق الأحبة، وآخرون لن يتمكن ذووهم من استقبالهم لأنهم باقون في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وفي أحد البيوت زوجة الأسير سلامة مصلح، الذي قضى أكثر من 19 عاماً متنقلا في سجون الاحتلال، أصابها انهيار عصبي بعدما أفاقت من حلم ظل يراودها بغياب اسمه من قائمة المفرج عنهم. وتقول “حرقتي كبيرة لقد صعقت. على الرغم من فرحي بإطلاق الأسرى، فالألم أصعب ليس بعدم إطلاق سراح الزوج فقط لكن جنيني الذي افتقده لحظة اعتقال زوجي وهمي بالجلوس وحيدة”. وتضيف “لو بقي طفلي لبلغ من العمر الآن ثمانية عشر عاماً ولأصبح أنيسي في وحدتي، خاصة أن والده لن يخرج من السجن في هذه الصفقة”. وعلقت عائلة الأسير فخري البرغوثي في قرية كوبر شمال غرب رام الله صورة عملاقة في منزلها له ولابنه ابنه شادي المحكوم عليه بالسجن 27 عاماً، قضى منها 7 من أعوام الذي لم تشمله صفقة تبادل الأسرى، وكتبت عليها عبارة “هذا الشبل من ذاك الأسد”. كما تحتفظ في غرفة الضيافة بصورة تجمعهما، وهما داخل السجن، وعلقت صورة أُخرى لفخري وولديه الأسيرين السابقين هادي وشادي داخل السجن. وسيخرج فخري البرغوثي من السجن بعد 33 عاماً ليجد أن معظم أفراد عائلته قد توفوا خلال فترة أسره الطويلة. وتقول زوجته سميرة البرغوثي “الحمد لله أن زوجي أبو شادي سيخرج إلى النور، لكن فرحتي تبقى منقوصة لأن ابني شادي لا يزال قيد الاعتقال، وسامضي حياتي ذهاباً وإيابا إلى السجن ومنه لزيارته”. وتضيف “زوجي سيخرج الآن بعد أن توفي 50 فرداً من ذويه وأقاربه، بينهم والده ووالدته وشقيقه وشقيقته وزوجة أخيه وعمه وزوجة عمه”. وتتابع قائلة “حينما اعتقل زوجي، كان عدد أهالي القرية لا يتعدى ألف نسمة، واليوم أصبحوا نحو خمسة آلاف نسمة، وهناك الكثير من أبنائهم لن يعرفهم فخري”. وأوضحت أنها كانت حاملاً بابنهما الثاني هادي الذي لم يقابل والده إلا عندما اعتقل وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات و6 أشهر. وقال هادي “إنا لم ألتق والدي عن قرب إلا لمدة عامين بالسجن. وصحيح أنني شعرت بحنان الأب حينها، لكن العلاقة بيننا كانت علاقة سجين مع سجين وكان له سريره الخشبي وأنا لي سريري”. وأضاف “من الصعب التعبير عن ذلك الشعور، لأني لم أتذكر والدي إلا من خلال الزيارات القصيرة له ولقائنا في السجن لم يكن أصلاً طبيعياً أو إنسانياً”. وسادت الفرحة بين أفراد عائلة الأسيرة وفاء البس في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة. ويقول والدها أبو ياسر، الذي منع من زيارتها أو حتى الاطمئنان على أحوالها عبر الهاتف منذ يوم اعتقالها، إنه يعيش لحظات فرحة لا تضاهى ولا تصفها مشاعر ويسجلها التاريخ،. ويضيف “الفرحة ملأت قلوب أصحاب الدار والجيران والحي كاملاً”. أما والدتها أم ياسر، فكانت تزغرد بدموعها ولسانها وكل أعضائها، لأن الأمر أشبه بالمعجزة أن ترى ابنتها بعدما منعت من زيارتها خلال الأعوام الماضية. وتقول “لا أكاد لا أصدق نفسي، سعيدة بقدر هذا الكون”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©