الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل تستغل شبكات التواصل الاجتماعي لتزوير التاريخ

5 أكتوبر 2012
رام الله (الاتحاد) - تستخدم إسرائيل مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لسياساتها وكسب التعاطف معها، في جانب خفي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحاول كسر المقاطعة الأكاديمية لها عبر العالم. وهو جانب لم يتمكن منه الفلسطينيون بعد. وقال د. إيهاب بسيسو أستاذ الإعلام بجامعة بير زيت في قضاء رام الله، إن فيسبوك وشبكات التواصل الاجتماعي عموماً ساهمت بشكل كبير في تغيير الكثير من المفاهيم السياسية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم. وأضاف أنه كان لهذه المواقع تأثير على القضية الفلسطينية، حيث استغلت إسرائيل هذه الوسائل للترويج لدعايتها السياسية بهدف تغيير صورتها أمام الرأي العام العالمي. وقال بسيسو، إن إسرائيل تروج لأفكارها السياسية بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثال، تحمل الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات، علما بأن المفاوضات فشلت بسبب تواصل الاستيطان ومواصلة مصادرة الأراضي الفلسطينية. وأضاف لـ”الاتحاد” أن المجتمع العربي غير محصن ضد محاولات الاختراق عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أنه بجانب القرصنة الإلكترونية، أصبح من السهولة اليوم العثور على معلومة لا تحتاج إلى أي نوع من الدفاعات التكنولوجية، بقدر ما تحتاج إلى محصنات للمفاهيم. وعبر عن قناعته بأن هذه هي المعضلة الرئيسية أمام كثير من المجتمعات العربية عامة والمجتمع الفلسطيني خاصة. وأوضح أنه بالنظر إلى طبيعة المجموعات اليهودية الموجودة على الفيسبوك والفيديوهات التي تضعها سنجد أنها جهودها تصب في محاولة تزوير ضخمة للتاريخ والجغرافيا واللغة وحتى العادات والتقاليد الشعبية. وأضاف أن عملية تزوير العملاقة تلك، التي يشارك فيها المئات وربما الآلاف ليست موجهة للشعب الفلسطيني خاصة ولكن لمجتمعات أكبر. وقال بسيسو، إن إسرائيل تستثمر شبكات التواصل الاجتماعي بنجاح عبر الفن والرياضة والثقافة والسياحة. وتجذب بواسطتها رواد شبكات التواصل الاجتماعي إلى المواقع الإسرائيلية التي تركز على الشأن السياسي والأمني والميداني، لخلق رأي عام مغاير بطريقة غير مباشرة. وأشار إلى أن الهجمات الإعلامية والسياسية ليست جديدة فصحيفة “يديعوت أحرنوت” أطلقت في فترة سابقة نسختها العربية، التي نشر فيها مقالات لكتاب عرب في بدايات الألفية الثانية. وحذر بسيسو من أن الفن والرياضة مفاهيم كونية وعالمية تعد مدخلاً سهلاً للتطبيع، والخوف أن تصبح هذه الرسائل مدخلا لحالة من التواصل في ظل حالة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل بسبب تجميد المفاوضات والتوسع الاستيطاني. وأكد أن التحصين من شبكات التواصل الاجتماعي يكون بزيادة الوعي السياسي والمجتمعي، ووجود مجتمع صحي قائم على التعددية السياسية، وقائم على نهج يحترم ويقدر تاريخه لمواجهة التزوير الإسرائيلي بالوسيلة نفسها. ودعا الفصائل الفلسطينية للاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي لتأكيد الحق الفلسطيني بكل الوسائل. وأكد على وجود مجموعات فلسطينية نشطة على شبكات التواصل الاجتماعي تحاول تأكيد الهوية والصورة الفلسطينية الحقيقية. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني بحاجة لكل المبادرات سواء الفردية أو المؤسساتية لترسيخ مفهوم فلسطين العربية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي. وطالب بالابتعاد عن “خطاب العاطفة والقلب لا خطاب العقل” في التعامل مع الإعلام. لأن الشعارات غير المدعومة باستراتيجية وخطة إعلامية واضحة لا يمكنها الوفاء بالغرض المطلوب على المستوى البعيد. وقال إن المطلوب هو التركيز على التراث الشعبي والتاريخ والمصطلحات الفلسطينية لترسيخ المصطلحات والمفردات الفلسطينية. وأكد أن الفلسطينيين بحاجة لإعادة صياغة استراتيجية إعلامية شاملة وجامعة لكل أطياف العمل الإعلامي الفلسطيني لأن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا المأزق السياسي-الإعلامي يكمن في بلورة استراتيجية تستطيع التعامل بشكل جدي مع المتغيرات. ودعا للاستفادة من احتقان الشباب لتطوير خطابهم، والاستفادة من قدراتهم في تطوير الاستراتيجية الإعلامية الفلسطينية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©