الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد السويدي: الشخصية الإماراتية تحتفظ بمظاهر وعادات العيد القديمة

سعيد السويدي: الشخصية الإماراتية تحتفظ بمظاهر وعادات العيد القديمة
14 أكتوبر 2013 22:00
التحولات التي شهدها مجتمع الإمارات عبر السنوات الماضية لم تسهم كثيراً في تغيير العادات التي تعارف عليها الناس في مناسبة جليلة مثل عيد الأضحى المبارك، فالطبيعة الإماراتية دائماً في حالة تشوق إلى استحضار الألعاب الشعبية والتراثية، وصناعة الأطعمة الشعبية، والاهتمام بمظاهر العيدية للأطفال والنساء، وارتداء الملابس الجديدة، وأداء صلاة العيد التي يعقبها الذهاب إلى الأقارب، ومن ثم السلام عليهم في محبة خالصة حيث تصفو نفوس الجميع وتعم الفرحة القلوب، وترتسم على الوجوه الابتسامات المشرقة. ساحات مفتوحة حول العادات الإماراتية الأصيلة التي تشكل ملامح عيد الأضحى يقول الباحث في الأنساب والتاريخ المحلي سعيد خميس السويدي: لم تزل الشخصية الإماراتية محتفظة بمظاهر عيد الأضحى القديمة فهي جزء لا يتجزأ عنها، وأول ما يهتم به الكبار والصغار هو الاستعداد إلى صلاة العيد، والذهاب مبكراً إلى المصليات المنتشرة في الساحات المفتوحة، إذ يفضلها المواطنون وينظرون إليها على أنها مظهر مهم في عيد الأضحى، رغم انتشار المساجد في كل إمارات الدولة التي تتميز بروعة البناء الإسلامي الرصين، إذ إن أغلب الناس كانوا يفضلون المظهر القديم لصلاة العيد في الساحات الكبيرة. ويبين السويدي أنه فور الانتهاء من صلاة العيد يسلم الناس على بعضهم بعضاً، ومن ثم تبدأ الزيارات المنزلية بين الأقارب والجيران والأرحام بصفة عامة. ويشير إلى وجود الفوالة في كل بيت، فضلاً عن أن البيوت الإماراتية اعتادت تجهيز أكلات طوال أيام عيد الأضحى، مثل الخبيص والعرسية والبلاليط مع وجود الذبائح. ويلفت إلى أن هناك بعض البيوت التي يمكن أن يطلق عليها بالمركزية وهي التي يكون بها كبير العائلة، وهو بطبيعة الحال يظل في بيته والجميع يأتي من أجل السلام عليه، وتقديم التهنئة له بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك. تغيرات طارئة بالنسبة لبعض المتغيرات التي طرأت على عادات الإماراتيين في العيد، يذكر السويدي أنه قديماً كانت العائلات تذهب بأطفالها إلى أماكن ترفيهية مثل الحدائق العامة، وبعض المدن التي تتميز بسحر خاص مثل مدينة العين وغيرها، وعلى الرغم من أن هذا المظهر لا يزال له وجود، لكن أضيف إليه الذهاب إلى المراكز التجارية الكبيرة التي تعج بأماكن مخصصة لألعاب الأطفال والتي تحرص على التنوع وتقديم فقرات جاذبة تستأثر بعقول الأطفال وتدفع الناس إلى اصطحاب أسرهم إليها. وبخصوص ملابس العيد، التي يحرص المواطنون على أن تكون جديدة تماماً، يوضح السويدي أنه كان قديماً نصيب الفرد من الكنادير في عيد الفطر واحدة أو اثنتين على الأكثر، لكن في هذا العصر قد يصل الرقم إلى عشر كنادير وكانت النساء تهتم بوضع الحناء، ويمتنعن عن ذلك في حالة وفاة أحد أفراد العائلة احتراماً للميت وتوقيراً له، ويذكر أن البيوت كانت قريبة من بعضها بعضاً في أحياء يجمع أهلها المودة والألفة ويكفي أنهم كانوا يعرفون بعضهم وهذا المظهر اختفى في هذا العصر، وما من شك في أن تقارب الناس جعل مهمة الصغار قديماً في جمع العيدية أسهل، وعلى الرغم من أن العيدية في الماضي كانت رمزية وذات قيمية مادية بسيطة، إلا أن لها طعماً آخر ويحس الصغير فور انتهاء العيد أنه غنم كثيراً. ويشير إلى أن “الكثير من المواطنين دأبوا في الأعوام الماضية على السفر إلى خارج البلاد من أجل قضاء العيد في إحدى الدول الأوروبية أو الآسيوية أو العربية وقد جربت هذه العادة المستحدثة مرة واحدة لكنها لم تعد ترق لي، وأجد أنه من الأفضل أن يقضي المرء مناسبة عيد الأضحى بين أهله وفي أحضان بلده”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©