الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فوزي صالح يبحث عن شكل فني في «ألف ليلة وليلة

18 أكتوبر 2011 00:27
(أبوظبي) - بعد فيلم “جلد حي” الذي حصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الرابعة من مهرجان أبوظبي السينمائي العام الماضي، يحاول المخرج المصري فوزي صالح أن يفاجئ الساحة السينمائية العربية بعمل جديد.. سمعنا ذلك، ولكن ماذا يقول فوزي صالح عن هذا الخبر الذي أفرحنا جميعاً لكوننا شاهدنا منجزاً مهماً في “جلد حي” سيقود إلى عمل أكثر أهمية فقال: “أعمل الآن على مشروعين يتمحور الأول عند موضوعة الوثائقية، وآخر يطرق الفن الروائي الدرامي”. وحول المشروع الأول، قال صالح: “أحاول في فيلمي الوثائقي الجديد المعنون (في انتظار الطبقة العاملة) ان أقدم وجهة نظر مختلفة عن الثورة، وما قبلها وما بعدها، ضمن إطار شكلي يشبه رحلة الشاعر دانتي برفقة الشاعر فرجيل في الكوميديا الإلهية، حيث أحاول في الفيلم طرح أسئلة تخص الإبداع والسياسة في الآن نفسه، وهل من الممكن أن يكون الفنان سياسياً أو العكس، فأنا أتشبه بدانتي الذي يبحث عن الكمال، ولهذا قررت أن أبحث عن وجودي الشخصي في عالم متداخل جاءت به الثورة”. أبو العلاء المعري وتحدثنا مع فوزي صالح عن مسببات عدم اقترابه من رحلة أبي العلاء المعري بدلاً من دانتي، فقال: “بصراحة إن الفنان يستقي من خبراته المعرفية، فلا أعرف هل كنت سعيد الحظ أم تعيساً لكوني قرأت دانتي وتأثرت به، وزاد تأثري أكثر بدانتي مع مشاهدتي لأفلام المخرج الفرنسي العظيم جان لوك جودار الذي كرّس تأثره بدانتي بوضوح، حيث نرى في أفلامه ثلاثة فصول تمثل الجحيم والمطر والفردوس، لكنني لم اقرأ أبا العلاء خاصة (رسالة الغفران)، وأعترف بشجاعة بأنني مقصر خاصة أني أحاول في أفلامي أن استلهم الثقافة العربية والتراث العربي وما يظهر جلياً مستقبلاً في مشروع فيلمي الروائي الطويل (ورد مسموم)”. ويضيف فوزي صالح: “إن هذا لا يعني الاستعلاء أو الاستغناء عن ما أنتجته الحضارة الأوروبية، فأنا أولاً وأخيراً أصنف نفسي منتمياً للإنسانية بمعناها ومفهومها الواسع”. ومحمود حميدة الممثل البارع الذي تعاون مع فوزي صالح منذ البدايات، ولم يأت هذا التعاون اعتباطاً، بل جاء تكريساً لفكرة بسيطة، وهي أن لحظة اقتناع أحدهما بالآخر قادتهما إلى أن يقدما للسينما المصرية والعربية أفكاراً جديدة، وأظن أن من قدم “جلد حي” سوف يقدم الأفضل، فكيف ينظر فوزي صالح إلى هذا الجانب المهم من مسيرته الإبداعية؟ يقول: “أعتقد أنه لولا وجود محمود حميدة لم يظهر (جلد حي)، وهو الفيلم الذي ماطلت الجهات الحكومية في إنتاجه؛ لأنه يفضح سياسة الدولة وأخطاءها دون الخوض في غمار السياسة، إذ تكشف الصورة وحدها الجحيم الذي يعيش فيه ملايين المصريين في دباغة الجلود خلف سور مجرى العيون”. وأضاف: “أنا مدين لمحمود حميدة بالفضل، والآن، لأنه يستمر في دعمي وتشجيعي، ولهذا جاء فيلم (ورد مسموم)، وكان محمود حميدة فيه منتجاً وربما نراه فيه ممثلاً”. قصص قصيرة يتناول “ورد مسموم” قصصاً أربعاً تروى بالتسلسل على طريقة ألف ليلة وليلة، وتكمل بعضها بعضاً مثل الأحجبة كاشفة عن الملابسات التي أدت إلى انتحار صقر عبدالواحد، بدءاً من قصة امرأة عمياء في حي المدابغ والتي يحاول رجال الشرطة الفاسدين إجبارها على العمل معهم في ترويج المخدرات. تحتل هذه الحكاية المركبة بالقصص الثانوية التي تتقاطع مع بعضها من خلال العلاقات التي تنسجها الشخصيات ببعضها بعضاً. ولأن فيلم “ورد مسموم” قد حصل على دعم صندوق “سند” التابع لمهرجان أبوظبي السينمائي، كان لفوزي صالح رأي في هذا الموضوع، فقال: “كل سنة يزداد مهرجان أبوظبي أهمية على الساحة الدولية لمهرجانات السينما التي تقام في العالم، من فينيسيا إلى تورنتو وتستقبل باحترام وتقدير فني مهم، وهذا ما نحتاجه كصناع للأفلام العربية، حيث لا يقدم الصندوق الدعم المادي فقط، بل يقدم دعماً معنوياً أهم بكثير، وهذا ما يحتاج له الشباب صناع السينما وربما الكبار، وذلك بخلق شبكة مع المنتجين الأوروبيين والموزعين والمهرجانات الكبرى”. وشكر المخرج الشاب فوزي صالح مهرجان أبوظبي السينمائي، ومن يضع سينما عربية في هذا المهرجان ومن يقف خلفه. وأضاف فوزي صالح أنه قد أنجز النسخة الأولى من سيناريو “ورد مسموم”، ويعمل الآن على تطوير النص، إلى جانب البحث عن إنتاج مشترك لإطلاق الفيلم العربي في أماكن جديدة، بما يعني أسواقاً جديدة ومهرجانات جديدة خاصة أننا نمر بلحظة تاريخية وعيون العالم ترقبنا وتريد التعرف إلينا أكثر وهذا يساعدنا على كسر الصورة النمطية التي تكرس العربي إرهابياً جاهلاً يمتطي الجمل أو الحصان. بداية الطريق ومن الجميل فعلاً أن يتحدث فوزي صالح عن أعمال مخرج آخر وهو إبراهيم البطوط، مثمناً له إنجازه في هذين الفيلمين، وذلك يجعل من فوزي صالح متعالياً على ذاته ويعترف للآخر بأهميته وهذا نادر ـ من المؤسف ـ في الذهنية العربية فقال: “مازلت في بداية طريقي، ولا أدعي أنني سأضع الألياذة أو الأوديسية، أنا فقط أتحدث عن نفسي من خلال الأفلام”. وقال: “عندما كنت صغيراً، حلمت بأن أصبح روبن هود، أسرق الأغنياء وأعطي ما سرقته إلى الفقراء، وفشلت، فحلمت بأن أصير زعيماً سياسياً الهم الملايين بالسعي نحو العدل والحرية ففشلت مجدداً، وإلى جانب ذلك صفعني كثير من رجال الشرطة، لهذا أنا أجلس الآن إلى جوارك وأنا مازلت أحلم لكن هذه المرة، أحلم بصنع الصور وتركيب المشاهد السينمائية مكتشفاً الجميل بنفسي ومعرياً قبحي الداخلي”. سينمائي وناشط حقوقي فوزي صالح سيناريست ومخرج سينمائي وناشط في مجال حقوق الإنسان، وحاصل على شهادة في كتابة السيناريو من معهد القاهرة السينمائي، وشهادة في التاريخ من جامعة السويس، وقد شارك في العديد من الأفلام الوثائقية باحثاً وكاتباً وعمل مخرجاً فنياً في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية. في عام 2006 أخرج فيلمه التجريبي القصير “موكا”، وفي عام 2010 أخرج فيلمه الطويل الأول “جلد حي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©