اشتكى أحد أولياء الأمور من عدم نزول المشرفة من حافلة المدرسة، وحمل حقيبة ابنه، في حين اتهم آخر المشرفة بالتهاون في التعامل مع أحد الطلبة الذي تعرض لابنه وأذاه نفسياً من خلال كلامه النابي. ملاحظات عديدة عما يصدر عن بعض مشرفات الحافلات، التي تفرض على الطلبة الانتظار على ناصية الشارع العام، أمر يدعو إلى مناقشة دور مشرفات الحافلات في الحفاظ على سلامة وأمن الطلبة، من خلال معرفة واجباتهن، والعقوبات التي تطالهن في حالة مخالفة سير العمل، وسط مطالبات بإخضاعهن لدورات تصقل مهاراتهن وتعلمهن كيفية التصدي للطوارئ ومواجهة بعض المشاحنات التي تحدث بين الطلبة.
(أبوظبي) - عن حجم المسؤولية، الذي تواجه مشرفات الحافلات، تقول خولة رمضان مسؤولة المشرفات بمدرسة النهضة الوطنية بنات، إن مسؤولية المشرفات كبيرة جدا وتواجههن تحديات يومية، موضحة أنه بجهود شخصية سجلت المدرسة درجة عالية من الأمان، بتطبيق قاعدة إلزامية تواجد مشرفة داخل أي حافلة مدرسة منذ 13 عاماً دراسياً.
ووفق مسؤولة المشرفات، فإن المشرفة تواجه تحديات كبرى خاصة في الفترة الصباحية ووقت الظهيرة، فيما يتعلق بمواعيد وصول ومغادرة الطلاب، إذ تحيط بالمدرسة في هذه الفترات مئات السيارات الخاصة بأهالي الطلبة، بالإضافة لحافلات المدرسة، التي يستفيد منها «الحافلات والسيارات الخاصة» أكثر من 1500 طالبة بمدرسة النهضة الوطنية بنات، لذلك فإن هذا الأمر يمثل تحديا كبيرا بالنسبة للإدارة، في وضع آليات تضمن انسيابية المرور، ولذلك تمت مخاطبة معلمي المدرسة بعدم التوقف في المواقف القريبة من باب المدرسة، وذلك لضمان وقوف الحافلات قرب الباب، لكن المشكلة الكبيرة، هم أصحاب السيارات الخاصة، حيث يغلقون المنافذ المؤدية للمدرسة، ويعرقلون حركة السير، إذ يقفون أحيانا في الممرات ويسدونها، إلى جانب وقوفهم أحيانا بعيدين عن باب المدرسة مما يجعل الطلبة يعبرون الشارع، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالحوادث.
انسيابية المرور
وعن عدم انسيابية حركة المرور بالقرب من المدرسة، تضيف رمضان أن محيط المدرسة يمكن اجتيازه خلال 5 دقائق، بينما يستغرق ذلك أكثر من نصف ســاعة وقت دخول وخروج الطلبة، بسبب عدم انســيابية المرور، مطالبة بضرورة تفهم أولياء الأمور لهذا الأمر، بسرعة انزال أبنائهم في أقرب مكان لدخول المدرسة وتجنب الأحاديث الجانبية معهم أو البحث عن دراهم في السيارة لمنحهم المصروف، أو الانتظار داخلها حتى سماع جرس المدرسة.
إلزامية المشرفة
وأوضحت خولة رمضان أن عمل المشرفة وضرورة تواجدها في الحافلة، ضرورة تتطلبها قواعد السلامة في الحافلات، وهو أيضا يدخل ضمن استراتيجية وفلسفة المدرسة، حيث تحتوي القواعد الداخلية للمدرسة على فصل خاص بالحافلات منها قوانين السلامة والأمان، بالإضافة إلى مهام عمل المشرفات في الحافلات وواجباتهن، والالتزامات التي تقع على عاتقهن، والإجراءات التي يجب اتخاذها في حالة الأزمات، كما يتضمن جانب العقوبات، مؤكدة أن المشرفة يجب أن تكون أول الصاعدين للحافلة وآخر من يتركها، محذرة من أن بعض السائقين غير ملمين بقواعد السلامة المرورية، لذلك فإن وجود المشرفات في الحافلات أصبح ضرورة وليس ترفا، كما نوهت إلى أن الكاميرات ووسائل التكنولوجيا التي توضع في الحافلات لا تغني أبدا عن العنصر البشري، لكن ذلك يؤدي إلى طمأنينة عند الأهل.
من جهة أخرى تشير إلى أن المشرفات يخضعن لتدريبات دورية وذلك لصقل مهاراتهن وإحاطتهن بكل المشاكل التي يجب النهوض بها ومواجهتها وتزويدهن بآليات التعامل مع كل الحالات، موضحة أنه ليست هناك قاعدة موحدة بين كل المدارس لتدريب المشرفات، لهذا فإن كل مدرسة تقوم بمجهودات شخصية، من خلال متابعة القصاصات التي تكتب في الجرائد، والبحث في الإنترنت، والحوادث التي يقوم بها بعض الحافلات وكل المشاكل التي يعني منها هذا المجال الحيوي، وتضع نقاط رئيسية لورشات عمل تضم المشرفات، بالإضافة لذلك فإن المشرفات يحضرن اجتماعا شهريا، تتحدث فيه عن كل واحدة عن متاعبها.
وتتابع من الأشياء المهمة التي نتلقاها يوميا هي شكاوى الآباء التي نأخذها بعين الاعتبار، وندرسها، لكن هناك بعض الأفكار المغلوطة، حيث هناك من يشتكي من عدم حمل الحقيبة للطالب، وهذا بالطبع لا يدخل في مسؤولية المشرفة، كما أن هناك من الأهل من يشتكي من الشجار الذي يحصل بين الطلاب في الحافلة المدرسية، ولكن أقول إن 90? من الآباء متفهمون، والباقي نسجل ملاحظاتهم وندرسها، بحيث هناك من له متطلبات، إلى درجة أن هناك من يطلب أن يجلس ولده قرب النافذة، أما بالنسبة للطلبة فهناك من يأكل في الحافلة وهذا ممنوع للضرورة عن طريق طبيبة المدرسة، فهناك من يتقيأ في الحافلة، وهناك من يرمي الأزبال وغير ذلك من السلوكيات، وهكذا فإننا نسجل كل الشكاوى وندرسها ونحل كل المشاكل مهما كانت بسيطة.
حقوق وواجبات
ولفتت إلى أن المشرفات اللواتي يصل عددهن إلى 45 مشرفة بالإضافة إلى 3 مشرفات احتياطيات في مدرسة النهضة الوطنية بنات لهن حقوق كما لديهن واجبات، ومن بين حقوقهن صرف راتب اتصالات لهن وذلك للتواصل مع الأهل في حالة الضرورة، وكما توفر لهن المدرسة التدريب الجيد، بالإضافة لذلك فإن عليهن واجبات وهي الالتزام بمجموعة من النقاط التي لا يجب تجاوزها ومنها: يجب أن يكون في كل حافلة مشرفة مسؤولة عن الطلاب والطالبات تكون أول من يصعد الباص وآخر من يغادره، وعلى المشرفات الحفاظ على الهدوء والنظام في الباص ومنع أي طالب من الاعتداء لفظياً أو جسدياً على أي طالب آخر، والتأكد من وجود جميع الطلاب والطالبات في “الباص” بالإضافة للتأكد من نزول الطالب عند البيت أو البناية وليس في مكان آخر، وعدم تسليم الطالبة إلا إلى ولي الأمر أو الخادمة وليس لحارس البناية إلا بطلب مكتوب من الأهل، ومساعدة الطلاب في الصعود والنزول من وإلى الحافلة، والحرص على إيصال طلاب الروضة الأولى والثانية إلى فصولهم والأول الابتدائي إلى داخل مبنى المدرسة ومتابعة باقي الصفوف لحين دخولهم باب المدرسة، ومتابعة الحضور والغياب في القوائم الخاصة لكل باص يومياً، وتبليغ إدارة المدرسة في حالة نقل أي طالب من حافلة إلى حافلة، وتبليغ إدارة المدرسة عن أي شكوى من قبل أولياء الأمور بخصوص الحافلة، وإبلاغ الإدارة هاتفياً على الفور في حال وقوع حادث أو مشكلة ليتسنى للإدارة اتخاذ الإجراءات المناسبة.
أما بالنسبة لمن تخل بهذه التعليمات فقالت إنها تتعرض للمساءلة، حيث يوجه لها بداية إنذار شفهي، وبعد ذلك وإذا تكرر الفعل إنذار كتابي يحفظ في ملفها، أما الخطوة الثالثة فهي خصم من الراتب، ثم الفصل إذا تأكد تكرار تصرفاتها المخالفة لسير العمل ويعيق انسيابية وصل الطلبة إلى المدرسة بأمان وسلام مثلا كالتأخر المفاجئ عن موعد الحافلة، أو الاعتذار عن الحضور في نفس اليوم، وإذا حصل ذلك فإننا نكلف مشرفة احتياطية وتحاول المدرسة بأقصى سرعة تجنب التأخر واحتواء المشكل.
وفي السياق ذاته أكدت رمضان أنه يشرف على عملية إدخال الطلبة إلى المدرسة وأخذ توقيعات المشرفات يوميا 3 مسؤولات رئيسيات، كما تشرف إدارة المدرسة على سير العمل وإيصال الطلبة بأمان إلى باب المدرسة.
كما تشير إلى معاناة المشرفات من بعض تجاوزات الطلبة، ويعاملونها بعدم احترام، ويمارسون سلوكيات غير سوية، كما هناك منهم من يعتدي على زملائه سواء اعتداء جسدي أو لفظي وهذا الأمر ترفع فيه المشرفة تقريرا للمسؤولة ومن تم يتخذ الإجراء التالي في حق الطالب أو الطالبة، وذلك لتنبيه الطالب إلى النتائج السلبية لمثل هذا التصرف ووضعه أمام مسؤوليته في تصحيح الوضع.
إضاءة
عن بعض الشكاوى التي يقدمها الآباء للمدرسة ويعاني منها الطلاب أشارت خولة رمضان مسؤولة المشرفات بمدرسة النهاضة إلى مشكلة مرور الحافلة المدرسية لأخذ بعض الطلبة الساعة السادسة والربع صباحا، وهو ما يعتبره أولياء الأمور وقتاً مبكراً، لذلك طالب هؤلاء الآباء إعفاء الطلبة من حضور الطابور الصباحي والوصول وقت الحصة خاصة أيام فصل الشتاء.
عدد اليوم
