الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ربات بيوت يتحولن إلى الإبداع في برنامج نادي الفنون

ربات بيوت يتحولن إلى الإبداع في برنامج نادي الفنون
6 أكتوبر 2012
(دبي) - تتوالى البرامج الفنية التي تقدمها جمعية النهضة النسائية بدبي، متمثلة في مركز الفنون، حيث يقدم برنامج نادي الفنون الذي يحتضن تحت مظلته كل ربة منزل، راغبة في استثمار فراغها، خلال جلسة نسائية بها مختلف المشغولات اليدوية. وأوضحت إدارة المركز أن عمل ربة البيت لا يقل أهمية عن عطائها في منزلها وتربية أبنائها، إضافة إلى تحولها من فرد مستهلك إلى آخر منتج تبث ثقافة الإنتاج في محيط أسرتها، وتتبادل الأفكار والخبرات حول مجمل الأمور التي تساهم في الارتقاء بمهاراتهن، ولذلك تنوعت هذه الورش بين صناعة الإكسسوارات، وتعلم فنون الخياطة بتفاصيلها الدقيقة، والوقوف على صناعة العطور والبخور، والمشغولات الفنية المتنوعة الأخرى. وعن أسباب الانضمام إلى البرنامج، قالت عدد من المنتسبات لنادي الفنون إن المرأة تبذل الكثير من جهدها وطاقتها في سبيل عائلها، وتوفير احتياجاتهم الأسرية، فهي لم تكف عن ذلك، ولن تتوقف عن دورها ومسؤوليتها في ذلك، لكن من الجميل حسب ما ذكرت ليلي خلف إحدى المنتسبات، أن تبحث المرأة عن ذاتها، في أمور تجد فيه متنفساً لها، يحولها إلى سيدة منتجة، بفكرها وإبداعها، مشيرة إلى أن هذا في حقيقة الأمر ما دفعها إلى الخروج من بوتقة الحياة الروتينية إلى أجواء أكثر تجدداً وإبداعاً. استثمار الطاقات وتشير سلوى حسن منتسبة أخرى إلى أن المرأة أصبحت في الوقت الحالي شغوفة بأن تستثمر طاقاتها بشكل مختلف، فالمرأة العاملة تبذل جهداً مضاعفاً في العمل، ثم تكمله بمهامها المنزلية، فهي تستغل كل طاقتها اليومية، بخلاف ربة المنزل، التي لديها مساحة واسعة من الفراغ، فبعد أن تنجز مهامها اليومية، تجد نفسها، في فراغ، ولذلك فإن جود مثل هذه الملتقيات النسائية المثمرة، يساهم في تبادل الخبرات واكتساب مهارات فنية مختلفة. وتقول فاطمة حسن، زوجي يشجعني دائماً، ويدفعني إلى تعلم مهارة ما كي أشغل وقتي الطويل بشيء مثمر، وامتلاك بعض المهارات، فكان انخراطي في نادي الفنون، الذي ساهم في تعرفي ببعض الحرف، التي أجهل تقنياتها، واكتساب مهارات جديدة، التي سيكون لها أثر واضح في تجديد نشاطي، والنظر إلى الأمور من حولي برؤية أكثر إيجابية، مشيرة إلى أن المرأة بحاجة إلى أن تستشعر بقيمة نفسها، وأن عطاءها لا يتوقف أمام مسؤولياتها المنزلية فقط. وتضيف أم محمد: كوني أعيش في الغربة مع زوجي، فالفنون اليدوية متنفس لي في هذه الغربة، وبغض النظر عن كون هذه المهارة شكل من أشكال استثمار وقت الفراغ، لكن تظل من المهارات التي يجب على المرأة أن تكون على دراية به، كمهارات الخياطة ونحوها من الأمور التي تساعد في تلبية احتياجات المنزل، فأمهاتنا خرجن إلى بيت الزوجية، وهن مكتسبات بعض المهارات كالتطريز والخياطة، نظراً لممارسة المرأة الكثير من الأعمال التي تزين به ملابسها وبيتها. مشاريع فنية أما ريم حسن فتحرص على المشاركة الدائمة في هذه المشاريع الفنية، فما أن تنتهي من دورة حتى تلتحق بأخرى، مشيرة إلى أن هذه الدورات تثري المخزون المعرفي والفني للفرد وفق أسس وضوابط علمية مدروسة، يرتكز عليها وينطلق من خلالها لمرحلة أخرى، وهي الابتكار وإنتاج شيء مميز، فهذه المحطة هي بمثابة مرحلة مبدئية للمرأة في فهم فحوي هذه الحرف بأشكالها كافة، وأسس التعامل معها، عندها لابد أن تقف المرأة مع ذاتها، وتحاول جاهدة في رسم أبعاد وملامح الحرفة التي وجدت فيه ذاتها، ومدى قدرتها على العطاء فيها بشكل متقن ومبتكر. وحول برنامج النادي الفني توضح المشرفة سمر عبدالمعطي، يقدم من خلال هذا النادي مجموعة من الحرف التي تقبل عليها السيدات، ومنها فنون الخياطة والتطريز والإكسسوارات وصناعة الدخون والحناء والرسم، بالإضافة إلى الكثير من الأفكار الفنية المتجددة التي نحاول أن ننفذها بطريقة أو بأخرى، حيث تستمر الورشة يومين، حتى تستطيع المرأة أن تخرج من الورشة وتنتقل إلى أخرى، وقد أصبحت ملمة بتقنية العمل كافة بحيث يخرج العمل متكاملاً في عناصره، فتكون على قدر من المعرفة والدراية بأبعاد المنتج كافة، من خاماته ووصولاً إلى مرحلة تنفيذ العمل، بشكل متقن وذي جودة عالية. ولفتت إلى أن إدارة الورشة تحاول بقدر الإمكان أن تأهل المشاركة، بحيث تخرج وهي تتملك فنون مهارة المشغولات اليدوية، موضحة أن هذه الفعاليات تستمر على مدار العام، نظرا لزخم البرامج المقدمة خلالها، لتعليم المشاركات أسس وضوابط هذه الحرف، التي باتت تشغل الكثير من السيدات، وتستحوذ على اهتمام فئات عمرية مختلفة. مهارات ولفتت إلى أنه سيتم إقامة معرض في ختام الفعاليات لعرض إبداعات المشاركات كخطوة تشجيعية على بذل المزيد من العمل والاستمرار فيه، من جانب آخر تشير سهير الشنار مشرفة على قسم الخياطة إلى أن النادي يضم في جعبته الكثير من المهارات الفنية التي يمكن أن توجه المرأة عطاءها وميولها من خلاله، هرباً من ضغوطات الحياة اليومية، ومحاولة للبحث واكتشاف الذات، فالمرأة سوا كانت عاملة أو حتى ربة بيت، فهي بحاجة ماسة إلى أجواء من الترويح عن النفس. وقالت إن المهارات الفنية قد تكون هي العلاج الناجع لمثل هذه المشكلات، فنحن سمعنا وقرأنا عن مدى فاعلية وتأثير هذه المهارات في إعادة وتيرة الهدوء للنفس، وعودة الاتزان والتركيز، إلى الذهن، وأيضا الشعور الذي يتسلل إلى النفس عند إنتاج وعمل شيء مميز ومختلف، ويساهم بلا شك في إعادة الثقة من جديد، ومعرفة مفتاح الإبداع الذي تملكه المرأة، كل ذلك ممكن أن يتحقق من خلال التجربة، ووجود بوادر الاستعداد والرغبة في الإبحار في هذه الفنون، وعدم ترك مساحات للملل أو الضجر تنفذ من خلالها إلى النفس، فيجب منح الذات فرصة للانطلاق، ووضع حجر الأساس الذي يبني عليه المرء نهجه في الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©