الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدارس خاصة تغرد «خارج السرب» والطلبة يدفعون الثمن

مدارس خاصة تغرد «خارج السرب» والطلبة يدفعون الثمن
6 أكتوبر 2012
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من المدارس الخاصة التي تسعى إلى تقديم خدمات تعليمية على مستوى جيد وتتنافس فيما بينها بشكل واضح، في حين خرجت مدارس عن مسارها ووجهتها، لأسباب متعددة ومتباينة منها المسلك التجاري، الذي بات يسعى إليه عدد كبير من المستثمرين في هذه المدارس، مما يؤثر بشكل أو بأخر في ثقة أولياء أمور الطلبة، الذين لم يلمسوا إلى الآن التطور الملحوظ في تحصيل أبنائهم العلمي والمهاري. (دبي) - رضا أولياء الأمور عن المدارس الخاصة، صعب أن يكتمل، في ظل ارتفاع الرسوم وتدني مستوى الخدمات التي يحصلون عليها، حيث قال عدد من أولياء أمور الطلبة، منهم زينة الحسوني، لابد أن تكون الكفة متساوية، بين ما تدفعه من رسوم، وبين التحصيل العلمي المتميز الذي يجب أن يحظى به الأبناء، فمن غير المعقول أن تبنى الصروح العلمية وفق أحدث وأعلى المقاييس في حين نجد التعليم لا يرقى إلى مستوى هذه الإمكانيات المتوفرة، فنحن لا نريد تلك الأبنية التعليمية الحديثة، في مقابل التعليم. وأضافت أنه، لا يمكن أن نتجاهل دور المعلم باعتباره الجزء المهم في العملية التعليمية، الذي لابد أن يهتم به بشكل أفضل من خلال الحوافز والمميزات التي ترتقي بعطائه، وتمنحه الدافع الأكبر في دفع العملية التعليمية والتأثير بشكل إيجابي على الأبناء. ارتفاع الرسوم من جهة أخرى ترى ولية أمر أخرى لطالب يدعى عمران، أن الرسوم في بعض المدارس فاقت رسوم بعض الجامعات، كما ترى هذه المدارس كمؤسسة لتحصيل الأموال ليس إلا، في حين يبقى التعليم أمرا ثانويا في حقيقة الأمر، حيث يذهب الطفل إلى المدرسة، التي لا بد أن تهيئ له الظروف التي على ضوئها يمكن أن يرتقي بالعملية التعليمية، فنجدها تتنصل من مسؤولياتها في حال وقوع أي مشكلة، وتوقع اللوم على الطالب الذي لربما لم يمكن ليدرك الخطأ الذي ارتكبه. أما داليا أحمد فتشير إلى أن الرسوم معضلة حقيقية تعاني منها الأسر بشكل كبير، منتقدة تخبط ملحوظ في العملية التعليمية والأنظمة الإدارية ببعض المدارس الخاصة التي تفتقر إلى الانضباط والوضوح في مسيرتها ، مما يؤثر على مستوى تحصيل الطالب التعليمي، حيث إنها تجد في العام الدراسي الواحد عدم التزام المعلم مع المدرسة، وانسحابه في أي وقت، بسبب تدني مستوى راتبه، مما يشكل ربكة في العملية التعليمية لإدارة بعض المدارس التي تحاول أن تسد عجزها في توفير معلمين لديهم إقامات على جهات أخرى، فما أن يحصل المعلم على عرض جيد، سرعان ما يمضي إلى الجهة الأخرى. وفي رأي مخالف لما سبق، تقول أحلام السويدي لا يمكن أن ننكر أن بعض المدارس الخاصة قد حققت تتطورا ملحوظا في مسيرتها التعليمية بحكم خبرتها وسنوات عطائها، ومنهجيته التعليمية الواضحة، حتى أهلت طلبة قادرين على مواصلت تعليمهم الجامعي بكل سهولة، في حين نجد تقهقرا في مدارس أخرى تسعى جاهدة إلى مواكبة هذا التطور السريع، من خلال التعديلات المستمرة على مناهجها التعليمي، التي إلى الآن نجد فيها بعض القصور. اختبارات الجامعة وأضافت، بعض طلبة المدارس لا يستطيع تجاوز اختبارات دخول الجامعات، مما يحتم عليهم انخراطهم في بعض البرامج لتأهيلهم على تعدي هذه الامتحانات ودخول معترك الدراسة الجامعية، ومنهم ينهي البرامج بنجاح في حين البعض يخفق في ذلك فلا يستطيع أن يخرج من إطارها نظرا لضعف مهاراته. وردا على آراء أولياء الأمور قال حذيفة أحمد مساعد مدير مدرسة خاصة في دبي، إن المدارس الخاصة تولى اهتماما بالمردود المادي، لكن كنظرة ورؤية متأخرة، فالمقام الأول يأتي التربية والتعليم وهما عنصران لا ينفكان عن بعضهما البعض ، من خلال العمل على تكريس المبادئ الأخلاقية، والسلوك الحسن، وغرس في نفوس الطلبة القيم والتعاليم الإسلامية التي تعتبر كإطار لتوجيه مسار الطالب في مختلف مجالات الحياة، فالمدرسة لا تستطيع أبدا أن تهمل أو أن تغفل عن هذا الجانب. ولفت إلى تركيز المدارس الخاصة علي الارتقاء بالعملية التعليمية من خلال استخدام الوسائل التعليمية الحديثة التي تداولها كبرى المؤسسات، ومتابعة النظريات العلمية المتطورة، وأضاف، نحن نسعى كإدارة لمدرسة خاصة على الاطلاع على أحدث أنظمة التعليم، ثم ننظر بعد ذلك إلى الجانب المادي التجاري رغبة في استمرار المؤسسة في عطائها، كما أننا نسعى إلى اختيار مدرسين مؤهلين تربويا وأكاديميا، على إطلاع تام على تقاليد المجتمع المحلي. منظور تجاري وشدد على ضرورة رفض تنازل بعض المدارس الخاصة عن بعض هذه المعايير، والنظر من منظور تجاري بحت، فأصحاب هذه المدارس لابد أن يدركوا تمام الإدراك أنهم يديرون منابر للعلم والنور فلابد أن يكونوا أمناء في نشر هذه الرسالة السامية فهم يساهمون في بناء أجيال ورواد للوطن. وعت التفكير التجاري الذي يغزوا بعض المدارس، أشار الدكتور إبراهيم راشد عميد كلية الإعلام بجامعة عجمان إلى أنه أمر لا يمكن أن نتجاهله، فهناك الكثير من المدارس تفكر بشكل تجاري قبل المنظور التعليمي، لكن حتى أفضل المدارس مناهجاً وتنظيماً تفكر بشكل تجاري، فلو لو يكسب الممولون لهذه المدارس لما استمرت، لأنهم ليسوا مؤسسة قائمة من أجل خدمة المجتمع، فهي ليست جمعيات خيرية. وأضاف، هذا واقع، لكن الكثير من الملاك يبالغون في رسومهم ومتطلباتهم المالية في حين أن مخرجاتهم من التعليم ليست بالكفاءة اللازمة لكي نستعيض بهم عن المدارس الحكومية الأفضل إمكانيات ومناهج، وإن كانت هذه المدارس تعتمد على مناهج متقدمة، لكن في أحيان كثيرة يشوبها قصور في أداء المدرسين الذين يفتقدون التدريب الكافي والمستمر، ويفتقدون الأساس التعليمي في أحيان أخرى، وإن كانت معظم المدارس الخاصة الآن تضم مدرسين يحملون شهادات عليا، فهذا الأمر يختلف من مدرسة وأخرى. ويتابع، التدريب العملي والمهني للمدرسين مفتقد، مما يجعل الكادر التعليمي غير مؤهل لتوصيل المعلومة الدقيقة والتهيئة الجيدة للطالب للدخول في بيئة التعليم الجامعي بسهولة تامة، وإن انتقاء أفضل المدارس لأبنائنا هي تلك التي تعتمد على مدرسين أكفاء، ومنهج قوي، وهيئة تعليمية إدارية متمكنة، وهذا لا يتوفر إلا إذا علمنا بتوجه المستثمرين الممولين للمدرسة الخاصة، والذين يأخذون العملية التعليمية كتوجه مبدأي ولفائدة أبنائهم الذين يدرسون في هذه المدارس، لتهيئتهم بأفضل السبل، على يد أفضل المدرسين. وتواصل هيئة المعرفة بدبي ممثلة بجهاز الرقابة المدرسية، بوضع البرامج والقوانين الكفيلة لتصحح مسار وتوجهات هذه المدارس وللارتقاء بالعملية التعليمية، حيث قالت فاطمة بالرهيف مديرة الرقابة المدرسية في الهيئة إن الرقابة حرصت ومنذ انطلاقتها قبل أربع سنوات على تقديم تحليل موضوعي شامل عن أداء المدارس الخاصة في دبي تبعاً للمناهج التعليمية المطبقة فيها ولجودة التعليم الذي يحظى به طلبتنا في هذه المدارس، ومتابعة للتغيرات التي حصلت في أدائها عاماً بعد عام، مستندة في ذلك إلى قاعدة بيانات شاملة ومفصلة تعد الأولى، من نوعها في دبي وفرتها تقارير الرقابة المدرسية للعام 2011 - 2012 والأعوام السابقة، مما يساعد جميع الأطراف المعنية في سعيها لتحقيق هدفنا المشترك في ضمان توفير تعليم عالي الجودة لجميع طلابنا. إضاءة لفتت فاطمة بالرهيف مديرة الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة بدبي إلى أنه وانسجاماً مع الملاحظات والمقترحات التي وصلت من أولياء الأمور والمعلمين والطلبة، طوّر الجهاز عمليات الرقابة المدرسية في العام الدراسي 2011/ 2012 لزيادة التركيز على أهمية استطلاع وجهات نظر كافة الأطراف المعنية في كل مدرسة، مشيرة إلى إطلاق الجهاز لاستبانات إلكترونية للطلبة والمعلمين، كما عمل على تحسين أساليب مشاركة أولياء الأمور في أنشطة الرقابة المدرسية. الرقابة المدرسية أشارت فاطمة بالرهيف مديرة الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة إلى أن التقرير السنوي الرابع للرقابة المدرسية، الذي صدر مؤخراً قد خلص إلى نتائج إيجابية تؤكد أن كثيرا من طلبتنا يتلقون تعليمهم حالياً في مدارس تقـدم تعليماً أفضل، لاسيما الزيادة الكبيرة في أعـداد الطـلبة التي يتلقـون تعليمـهم في مدارس جيدة ومتميزة، وهذا ما نطمـح إليه ونسعى إلى تحقيقه في كل مدرسة ولكل طالب من طلبة دبي. وأضافت، ندرك في ظل هذه النتائج المشجعة أن على المدارس في العام القادم بذل قصار جهدها في رفع مستويات جودة أدائها ، فعدد هذه المدارس ما يزال كبيراً، رغم تقديرنا للجهود التي بذلتها كثير من هذه المدارس . وأوضحت أن الجهاز حريص على تنفيذ عمليات مراجعة وتطوير عمليات الرقابة المدرسية على النحو الذي يتيح للجهاز تقديم دعم أكبر للمدارس في تحسين جودة التعليم الذي يحظى به طلبتنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©