السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجمهوريون» والاقتصاد... تعزيز لحظوظ «رومني»

18 أكتوبر 2011 12:26
فيليب روككر وآمي جاردينر محللان سياسيان أميركيان عزز ميـت رومنـي المرشـح "الجمهـوري"، الذي بدت عليه الثقة والهدوء، مكانته كمرشح أول في السابق على تزكية الحزب "الجمهوري" لخوض الانتخابات الرئاسية بعدما أمضى 90 دقيقة في نقاش صعب وأسئلة مباشرة من خصومه في المناظرة التي جمعتهم يوم الثلاثاء الماضي، فقد اقتسم المرشحون "الجمهوريون" الثمانية مائدة مستديرة لمناقشة سبل الخروج من الوضع الاقتصادي المتردي لأميركا، حيث تسابق الجميع لتوجيه اللوم إلى واشنطن وتحميلها مسؤولية المشاكل الاقتصادية التي تعرفها أميركا، وحرص كل واحد من المرشحين على توجيه أصابع الاتهام إلى أوباما، والاحتياطي الفيدرالي والحكومة بصفة عامة، رغم أنهم اختلفوا فيما بينهم حول تفاصيل خططهم لإنعاش الاقتصاد؛ وإجمالاً صب المرشحون انتقاداتهم على الرئيس أوباما وباقي المسؤولين في واشنطن لفشلهم، حسب رأيهم، في تحفيز الاقتصاد وعدم قدرتهم على خلق النمو الضروري للخروج من الأزمة بسبب القيود الكثيرة المفروضة على النشاط الاقتصادي وارتفاع الضرائب التي تعيق النمو، ويبدو أنه في هذه المناسبة من النقاش اضطر المرشح الأول، "ميت رومني"، إلى تقاسم الأضواء مع مرشح صاعد آخر هو، "هيرمان كاين". فرجل الأعمال الذي ارتفعت شعبيته في استطلاعات الرأي واجه في مناظرة يوم الثلاثاء الماضي أوقاتاً عصيبة عندما أُخضعت خطته الاقتصادية للتمحيص من قبل باقي المرشحين، ورغم إصرار "كاين" على العودة إلى الخطة التي اقترحها في وقت سابق والمعروفة باسم "9-9-9"، فقد انتقدها خصومه باعتبارها تبسيطية وغير واقعية، فيما دافع "كاين" عن خطته، مشيراً إلى جرأتها في إصلاح النظام الضريبي، معتبراً أنها تميزه عن باقي السياسيين. وخلال جزء من المناظرة التي جرت يوم الثلاثاء الفائت برعاية من صحيفة "واشنطن بوست" و شبكة "بلومبيرج"، والتي تناوب فيها المشاركون على طرح أسئلة على بعضهم البعض، تم التركيز على "رومني" باعتباره المرشح الذي يتعين على الباقي التغلب عليه وإحراجه، هذا في الوقت الذي التزم فيه حاكم تكساس، "ريك بيري"، الصمت لمدة طويلة خلال النقاش. وعندما سئل كيف سيعالج الوضع الاقتصادي المتعثر في البلاد أجاب بأنه سيطور مصادر جديدة للطاقة، وحتى عندما ضغط عليه الآخرون لم يعطِ مزيداً من التفاصيل، قائلاً: "ما يتعين علينا التركيز عليه في هذا البلد ليس هو ما إذا كنا سنتبنى هذه السياسة، أو تلك، بل كيف سنعيد الأميركيين إلى العمل"، وفي إحدى المرات تحدى "كاين، الذي كان يرأس في السابق سلسلة مطاعم بيتزا، خصمه رومني، مطالباً منه تسمية 59 نقطة مما تتضمنه خطته الاقتصادية التي قال إنها تتكون من 160 صفحة، ملمحاً إلى أن خطة "رومني" الاقتصادية ليست بنفس بساطة وشفافية خطة "كاين"، لكن هذا الأخيرة لم يتأخر في الدفاع عن خطته، قائلاً إن تعقيدها إنما يعكس تعقيد المشكلات الاقتصادية التي تواجهها أميركا، وأنه يملك الخبرة الضرورية والمعرفة اللازمة بإدارة الأعمال التي تؤهله للتعامل مع تلك المشكلات المستعصية، موضحاً ذلك بقوله "لدي تجرية في حياتي فيما يتعلق بالتعامل مع بعض المشاكل الصعبة. وحتى عندما تكون بعض الأجوبة السهلة مناسبة أحياناً، إلا أنها في أحيان أخرى لا تفي بالغرض وتكون غير كافية. وفي رأيي لكي نعيد للاقتصاد قوته، علينا أن نهتم بأكثر من مجرد إصلاح النظام الضريبي وسياسة الطاقة، علماً أن النقطتين معا موجودتان في الخطة التي أقترحها". واللافت أن أحداً من المرشحين لم يشهر ورقة المحافظة ضد "رومني" الذي استفاد من قدرته التنظيمية وأدائه الجيد في النقاشات السياسية للتقدم على باقي خصومه وإن كان قد عجز حتى الآن في حسم المنافسة لصالحه. ويُذكر أيضاً أن "رومني" الذي ينظر إليه "المحافظون" بعين الريبة لمواقفه المعتدلة في القضايا الاجتماعية والمالية لم يساعد نفسه كثيراً في مناظرة يوم الثلاثاء المنصرم عندما دافع عن خطة إنقاذ بنوك "وول ستريت" في عام 2008 التي أصبحت نقطة حشد لحركة "حفلة الشاي" وبقية "المحافظين" الرافضين للتدخل الحكومي، فقد أكد "رومني" في معرض دفاعه عن إنقاذ البنوك أن "تحركاً ما كان يجب أن تقوم به الحكومة، لقد كان ذلك ضرورياً لإنقاذ النظام المصرفي الأميركي وحتى لا نفقد المزيد من الوظائف". ومن جهة أخرى انضم حاكم ولاية "يوتا" السابق "جون هانتسمان" إلى "كاين" في دعوته إلى إصلاح النظام الضريبي، فيما ذهبت المرشحة "ميشيل باكمان" إلى انتقاد القيود الحكومية على معدل الفائدة والقطاع العقاري، واجتمعت كل من "باكمان" ورئيس مجلس النواب السابق، "نيوت جينجريتش"، والنائب "رون بول" في استهداف الاحتياطي الفيدرالي لتنظيم العملة وفرض القيود على معدل الفائدة وباقي الأنشطة الاقتصادية، بل قالوا إن حل المشكلات الاقتصادية يكمن في إعادة بناء الأسرة الأميركية. ومع كل مناظرة من المناظرات تتغير مواقف الناخبين التي تؤشر عليها استطلاعات الرأي، بحيث ينتقل الاهتمام من مرشح إلى آخر وفقاً لأدائه في آخر مناظرة. وهكذا صعد إلى الواجهة في المرحلة الأخيرة، "هيرمان كاين"، الذي تقدم استطلاعات الرأي خلال الشهر الجاري وذلك بفضل الخطة المبسطة التي اقترحها لإصلاح النظام الضريبي، لكن سرعان ما بدأت حظوظه في التراجع بعد الانتقادات التي تعرضت لها الخطة والأداء الجيد لخصمه، "رومني"، في المناظرة الأخيرة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©