الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة المالية... ونزيف الوظائف الأوروبية

18 أكتوبر 2011 12:28
جايسون والش دبلن منذ أن ضرب "الركود الكبير" الاقتصادَ العالمي، أخذ سوق العمالة في أوروبا يتخلص من الوظائف بشكل سريع، ويبدو حسب دراسة جديدة للاتحاد الأوروبي أن الرجال أكثر تضرراً من الأزمة مقارنة مع النساء. فقد وجد تقرير أعدته وحدة بحوث العمل "يوروفاوند" التابعة للاتحاد الأوروبي أن النساء أبلين بلاء أفضل من الرجال في سوق العمل خلال فترة الركود؛ ذلك أنه من أصل خمسة ملايين وظيفة تم التخلص منها في سوق العمل ما بين 2008 و2010، كانت أربعة ملايين منها يشغلها ذكور بينما كان مليون وظيفة تشغلها نساء. السبب وراء ارتفاع البطالة بين الرجال قد لا تكون له علاقة بمسائل النوع، أو "الجندر"، وإنما له علاقة قوية بالتركيبة الجنسية (ذكور أم إناث) للقطاعات الأكثر تأثراً بالركود. فعلى سبيل المثال، تلقى قطاعا البناء والصناعة بعضا من أقوى وأشد الضربات ويبدو أنهما قطاعان تهيمن عليهما الوظائف الذكورية. وفي هذا الإطار، تقول "كاترين حكيم"، وهي عالمة اجتماع بمركز دراسات السياسات وباحثة سابقة بكلية "لندن سكول أوف إيكونوميكس": "إن الأمر لا علاقة له بالنساء؛ ولا شيء فيه يتعلق بالدفاع عن حقوق المرأة أو عدمه. فالاعتبارات الجندرية باتت لها أهمية أقل في سوق العمل، ولا أعتقد أن النساء أكثر تأثراً بالأوقات العصيبة من الرجال، أو العكس. بل الأمر يتعلق في الواقع بمسألة تركيبة القطاعات في الاقتصاد الوطني لكل بلد". واللافت أن الوظائف المهنية في قطاعي الصحة والتعليم التي تهيمن عليها النساء واصلت توسعها في حين انكمشت القطاعات الذكورية تقليديا ذات الأجور المتوسطة مثل البناء والصناعة. فقد قطاع الصناعة وظائف في كل من الفئتين التقليدية وفائقة التكنولوجيا من الصناعة، في حين انهار قطاع البناء تقريبا في العديد من البلدان، حيث انخفض التوظيف في قطاع البناء بما لا يقل عن النصف في إيرلندا وبلدان البلطيق. وإذا كان كل النمو في الوظائف تقريباً ببلدان الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين قد كان من نصيب النساء، فإن خسائر النساء من الوظائف "كانت حصريا في الوظائف ذات الأجور المتوسطة والمنخفضة"، كما يقول التقرير. وتعليقا على هذا الموضوع، يقول "جون هُرلي"، الذي ساهم في إعداد التقرير: "إن كلا من الرجال والنساء فقدوا وظائف بشكل عام؛ غير أنه من حيث "الوظائف العليا" والمناصب المهنية والمناصب ذات الأجور الجيدة، فقد كان ثمة نمو للوظائف عموما وقد حصلت النساء على حصة الأسد منه". وثمة أيضاً مؤشرات على انقسام متزايد بين "وظائف الياقات الزرقاء"، والمقصود بها الوظائف التي تعتمد بشكل رئيسي على الجهد العضلي، و"وظائف الياقات البيضاء"، والمقصود بها الوظائف المهنية، وذلك بالنسبة للجنسين. فعلى الرغم من أن قطاع الخدمات خلق وظائف في أعلى وأسفل البنية الوظائفية، إلا أنه كان ثمة عدد قليل نسبياً من الوظائف المتوسطة، بمعنى أن قطاع الخدمات لم يعوض الخسائر المسجلة في قطاع الصناعة. وفي هذا السياق، يقول آنردو سيسنز، الباحث بـ"مؤسسة العمل"، وهو مركز بحوث بريطاني يرصد مشاكل التوظيف والصناعة: "إننا نرى سوق عمل على شكل ساعة رملية حيث تتركز معظم الخسائر في الوسط". ويلفت سيسنز هنا أيضاً إلى أنه حتى في فترات النمو، تميل الصناعة إلى التخلص من الوظائف بعد أن تصبح أكثر إنتاجية وأقل حاجة إلى العمالة. في هذه الأثناء، اتخذ قطاع البناء منحى مستويا عبر معظم أوروبا حيث يقول سيسنز: "إن الكثير من طفرات البناء التي عرفتها بلدان الاتحاد الأوروبي كانت تقف وراءها فقاعات عقارية بدلا من استثمارات في البنى التحتية". ومن جانبه، يقول مارتن ويلان، مدير السياسات في فيدرالية قطاع البناء في إيرلندا، إن غياب سياسات استراتيجية للشركات في قطاع البناء أدى إلى كون التراجع في النشاط كان أكثر حدة مما كان ينبغي أن يكون عليه، معتبرا أن "أحد أعظم تركات القطاع كان هو تجديد مدننا وبلداتنا، ولكن اليوم هناك حركة تصحيحية مبالغ فيها في قطاع البناء". ويرى "ويلان" أيضاً أن تفضيل الحكومات للإنفاق "يوماً بيوم" على استثمار الرأسمال خطأ يؤدي إلى نمو أبطأ إذ يقول: "يبدو أن ثمة أرثوذوكسية في أوروبا تفضل خفض الإنفاق، ولكن الحسابات الوطنية لديها بعدان اثنان، وأحدهما هو النمو". والواقع أن الرجال الأميركيين أخذوا يفقدون الوظائف بأعداد كبيرة أيضاً. فالبحث يعكس أيضاً خلاصات من الولايات المتحدة تشير إلى أن الرجال أكثر تأثراً بالأزمات التي تصيب الاقتصاد بسبب التراجع في القطاعات التي تعرف هيمنة للذكور والتي تعد أكثر تأثرا بالرياح الباردة للركود؛ حيث تُظهر أرقام المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية أن 70 في المئة من الوظائف الأميركية التي فُقدت ما بين شهري ديسمبر 2007 ويونيو 2009 كان يشغلها رجال. كما تُظهر أرقام مكتب إحصائيات العمالة التي نشرت في السابع من أكتوبر أن 8.8 في المئة من الرجال و8.1 في المئة من النساء داخل القوة العاملة كانوا عاطلين عن العمل في سبتمبر الماضي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©