السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مركز سلوفاكي يستخدم تقنيات الفضاء لعلاج الجلطات وشلل الأطفال

مركز سلوفاكي يستخدم تقنيات الفضاء لعلاج الجلطات وشلل الأطفال
19 أكتوبر 2011 09:53
في منطقة هادئة من مدينة بيشتاني الوادعة بجنوب غرب سلوفاكيا ينتصب مبنى مركز آدلي الطبي الذي يحتضن بين جنباته أحلام مجاميع من الاطفال والكبار ممن يعانون إصابات بليغة في الدماغ من ضحايا الشلل الدماغي أو الجلطات والحوادث المرورية الكبيرة. تشعر أن اختيار اقامة المركز في هذه البلدة السلوفاكية قد جاء للاستفادة من تاريخها الطويل وشهرتها في العلاج الطبيعي اعتمادا على ينابيع المياه والطمي الكبريتي الذي عرفت به منذ قرون. (بيشتاني،سلوفاكيا)- يقول الدكتور مكسيم راسكن مدير عام المركز إن أفتتاح هذا المركز يعود للعام 2004، حين بدأ في استقبال أولى حالات الشلل الدماغي، وقد بدأنا مع مريض واحد لنستقبل اليوم ما لا يقل عن مائة مريض شهريا . وقد قطع المركز شوطا طويلا وكبيرا في تطوير قدراته وامكاناته وأبحاثه التي جعلت منه اليوم المنشأة الفريدة من نوعها في أوروبا التي تتوافر فيها تقنيات الفضاء لعلاج الحالات التي ترد إليها وبالوسائل والمعدات المتبعة في العلاج ومستوى الرعاية والتأهيل. وتقنيات العلاج اعتمدت على تطوير وسائل علاج وتقنيات من روسيا والولايات المتحدة. وأضاف أن شهرة المركز استقطبت مرضى من دول حوض الدانوب كالنمسا وسلوفاكيا والمجر، ومن ألمانيا وسويسرا وإيطاليا. وعندما لا حظت وجود عبارات باللغة العربية وقاعة للصلاة مكتوب مدخلها باللغة العربية الآخرى. قال الدكتور راسكن أننا نستقبل حالات من الكويت والإمارات وبعض الدول العربية. وقال إن مركزنا يعد احد ثلاثة مراكز في العالم يتخصص في علاج الأعصاب للأطفال. بذلة علاجية وحول تقنيات العلاج المتبعة والحالات يقول الدكتور راسكن : في البداية إن كل برنامج علاجي يختلف من حالة لأخرى، حيث يتم تفصيل كل برنامج للحالة على حدة. وهي تعتمد تقنية”آدلي” التي استمد المركز اسمه منها والتي تعني البذلة العلاجية والتي كانت سبقا في طب الفضاء، والتي يعود تطوير هذه البذلة الفضائية في روسيا العام 1971 عندما تم رصد الاختلالات في الحركة عند رواد الفضاء كنتيجة للتأثيرات الضارة لقوة الجاذبية ومحدودية النشاط الحركي على المخ ومركز أعصاب رائد الفضاء. وقد صممت هذه البدلات لمنع تلك التأثيرات السلبية. فاستخدام هذه البدلات في العلاج يزيد من التأثير العلاجي للتدريبات على الجهاز العصبي المتضرر للمريض. فهذه البدلات توفر هيكلا تخيليا للعضلات يقوم بتثبيت جسم وأطراف المريض. والبدلة يتم ضبطها بحسب مقاس المريض، وهي مرتبطة بعضها ببعض من الأسفل بوصلات مطاطية مرنة يشبه نظام الوصلات وضع العضلات القابضة وعضلات الاستدارة وغيرها من العضلات. كما تحتوي على عناصر تساعد في تصحيح خطوة القدم ووضع الرأس وغير ذلك من الوظائف. وأشار الدكتور راسكن إلى أن العلاج يعتمد كذلك على توصيل جرعات مركزة من الأوكسجين النقي للخلايا التالفة من المخ لعلاجها وتحفيز المخ لإطلاق إشارات إصدار الأوامر للأطراف من جديد. كما إن ما يميز العلاج في المركز إن كل مريض يخصص له إلى جانب طبيب الأعصاب الذي يشرف على علاجه، يخصص له أربعة أخصائي علاج طبيعي لتدريبه على استعادة الحركة وكذلك مدلك وأخصائي تخاطب. وهو الأمر الذي يفخر معه المركز في علاج مئات المرضى المعاقين الذين تمكنوا من استعادة حياتهم الطبيعية بدلا من التعايش مع أعاقة جسدية خطيرة طول العمر. ومن ابرز المهام إعادة تأهيل المرضى وفق طريقة” ادلي” تطبيع التشنجات العضلية وتصحيح الأوضاع المرضية لجهاز الاتزان والحركة عند المريض وإنشاء أو تحسين القدرة على الحركة ومواصلة تطوير القدرة على التخاطب والتحكم في الحركة وتحسين وظائف الاستشعار البصرية والسمعية والحسية وتوسيع حركة المفاصل والتغلب على ضعف الجسم وضمور عضلاته وتشكيل ردات الفعل وتحسين وتطوير التوازن الحركي وتحسين قدرة الأطراف الحركية، وتحسين حركة الدورة الدموية والجهاز التنفسي والأجهزة الأخرى. تكلفة العلاج وبسؤاله ما إذا كان ارتفاع تكاليف العلاج بطريقة “ادلي” سببا في جعلها متاحة فقط للموسرين، قال الدكتور راسكن: ربما يخيل للبعض مثل هذا الاعتقاد، ولكن نحن لا نهتم بالجانب المادي، وتكاليف العلاج ليست باهظة بالشكل الذي تعتقد. ولكن كلفة مستوى العلاج والخدمات المرتبطة به تعتبر عالية. فهذه البرامج تعتمد على مرافقة الوالدين أو المرافقين للمريض وأقامتهم معه في الطابق المخصص للسكن من المبنى. وكذلك حجم التدريبات والأطباء وأخصائيي العلاج الطبيعي المخصصين لكل مريض. خاصة وأن “كورسات” العلاج تعد طويلة بعض الشيء. ولا يقل الواحد منها عن أربعة أسابيع . علاج للسكري بالصدفة! وأكد أن المركز ينفق ويستثمر على الأبحاث الخاصة به، والتي أتاحت الاستفادة منها لعلاج أمراض بعيدة عن أصابات المخ كالسكري مثلا. وأضاف لقد لاحظت هذه الأبحاث إن مرضى الشلل الدماغي أو الجلطات من المصابين بالسكر عندما نخضعهم للعلاج بجرعات الأوكسجين النقي المشبع تنخفض حاجتهم للأنسولين وبالتالي الجرعات التي يستهلكونها من هذه المادة. كما أنها تعطي الإنسان مظهرا يقل عن سنوات عمره الحقيقية نظرا لتشبع الخلايا بالأوكسجين. مما أضاف خطا علاجيا للخدمات التي يقدمها المركز تتعلق هذه المرة بمرضى السكرى واستعادة الشباب. كما أن هذه التقنية الجديدة تقلل من الحاجة لبتر الأطراف عند إصابة المريض بغرغرينا السكري كما تساعد على سرعة التئام الجروح بعد الإصابات. وحول طريقة توفير الأوكسجين النقي، بين الدكتور راسكن أن المركز طور ما يشبه الغواصة يجلس المرضى داخلها، ويكون الضغط الجوي داخلها شبيها بمستوى الضغط الجوي تحت أعماق البحار أو طبقات الجو العليا. وهناك وتحت أشراف طبيب مختص يستنشق المريض من خلال كمامات خاصة جرعات من الأوكسجين النقي المشبع . ويحدد الطبيب المعالج الكميات وعدد الجلسات التي يحتاج إليها المريض وكل جلسة تستغرق نحو ساعتين في اليوم. وحول الحالات التي ترد اليهم من الدول العربية، قال إنها من منطقة الخليج العربي، وبالذات من الكويت وحالات من الإمارات، وهي لا تختلف عن حالات أقرانهم ممن يعانون من إصابات الشلل الدماغي وإصابات الدماغ الناجمة عن الحوادث المرورية وغيرها . وعند التجول في المركز يصادفك وجود حصص تدريبية لمريضين من ألمانيا وثالث من إيطاليا وقد كانوا مراهقين ولدوا بإصابات دماغية. ولم وكان ذويهم المرافقين لهم مشغولين بمتابعة تلك التدريبات، وابتسامات تشجيعية للأبناء لمواصلة الحركة على أمل التخلص من المعاناة المؤلمة للإعاقة. إعادة التأهيل يفضل العاملون في المركز استخدام تعبير إعادة التأهيل في تفسير خدماتهم، فهم يرون أن سبب معاناة هؤلاء المرضى خلايا تضررت وعضلات ضمرت تحتاج إلى اعادة تأهيل من أجل أن تستعيد دورها من جديد باستخدام هذه التقنيات العلاجية الجديدة إلى جانب طرق العلاج الطبيعي من تمارين رياضية تعود الجسم البشرى على استعادة حركته. في القاعة الرئيسية للعلاج الطبيعي في المركز هناك ممراً خشبياً مهمته تدريب المريض على المشي، كما يتدرب الطفل على اول خطواته في الحياة، لتجد انه جهد تضافرت فيه العلوم والتقنيات من أجل تحقيق خطوة جديدة إلى الأمام تحمل الأمل لإنسان حرمته الإصابة من ممارسة حياته الطبيعية، وتولد في داخله العزيمة والإصرار على التخلص من التعايش مع الإعاقة. وتقرأ في وجوه أولئك الشبان تلك الإرادة التي حملتهم من غرب القارة الأوروبية إلى هذه المدينة السلوفاكية الهادئة التي لا تبعد اكثر من 90 كيلومترا عن العاصمة النمساوية فيينا، وتستقبل زوارها وتودعهم بابتسامة تفاؤل وأمل بغد أفضل وأجمل للجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©