السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيخة المزروعي: الصـورة تغني أحياناً عن ألـف كلمة

شيخة المزروعي: الصـورة تغني أحياناً عن ألـف كلمة
14 مارس 2009 00:17
تقرأ بلغة الإحساس، وتكتب بلغة الضوء، تبحث في الوجوه والأماكن عن صيد لآلة تصويرها، لتمهر توقيعها ليس على حيز من سطح الصورة التي تقتنصها ببراعة وإبداع، بل على هواية التصوير ذاتها· قبل ثلاثة أعوام وبينما كانت تصطاف مع أسرتها خارج لبنان، استخدمت الشابة شيخة عيسى المزروعي كاميرا شقيقها الاحترافيه من نوع ''نيكون'' التقطت بها بعض الصور للطبيعة حولها بأسلوب مغاير لما كانت تقوم به حين تصور مشهداً ما، خاصة أن خصائص الكاميرا أسعفتها·· لبّت الصور بعض طموحاتها وكانت جميلة ومؤثرة بحق بحيث نالت الاستحسان· من حينها انطلقت شرارة عشق ''الكاميرا'' والصور الفنية· وطلبت من والدها أن يقتني لها آلة تصوير بتقنيات عالية خاصة بها، ليبدأ مشوارها مع فن التصوير الذي باتت تمارسه كهواية دائمة داخل وخارج الدولة خاصة أنها من هواة السفر مع عائلتها· بزغت موهبة المزروعي مبكراً فهي الآن وبعد مرور سنوات على ممارسة هوايتها الجميلة، لا تزال شابة في مقتبل العمر (21 سنة) تدرس ''إدارة أعمال- قسم الموارد البشرية'' في جامعة زايد بأبوظبي·· تقول المزروعي: ''منذ صغر سني أهوى التصوير، وكانت فلاشات ''الكاميرا'' تلمع دائماً أمام أي مشهد أحبه وأريد حفظه وتخليد اللحظة، لكنني اكتشفت ميولي وهوايتي بعد رحلة عائلية إلى لبنان سنة 2006 قمت خلالها بتصوير بعض اللقطات بكاميرا احترافية، تبينت لي بعدها الفوارق بين آلة تصوير وأخرى''· شدّت عوالم الصورة عين وإحساس وهواية المزروعي، وجذبتها إلى عالم المشاهِد المهمة واللقطات الفنية والمواضيع الإنسانية، فضلاً عن اهتمامها بتصوير الكائنات الحية كافة من إنسان وحيوان ونبات، ولم تهمل عناصر الطبيعة من بر وجو وبحر بكل ما تحويه تلك العناصر من جبال وأشجار وأزهار وشواطئ ورمال وشروق وغروب وغيوم ونجوم، وجماليات رائعة خلقها الله تعالى·· تقول المزروعي: ''قبل عدة سنوات وإثر نجاحي بالتقاط مشاهد نالت إعجاب أسرتي، بدأت أعجب بالتصوير وأحسست أنه عالم مليء بالإبداع والتعبير عن الذات، فتصويري للغروب والشمع والصور الداكنة يعطيني إحساساً بالدفء وبعض الأحيان بالحزن، وأميل دائماً إلى تصوير كل ما يتعلق بالإنسان بما فيه الشوارع والبيوت والنوافذ، لكن عندما أكون في قمة النشاط يتراوح تصويري بين شروق الشمس وحركة السيارات والحيوانات والناس والأحياء ولعب الأطفال، وكذلك أحب تصوير وجوه الأطفال شريطة أن تكون لقطات عفوية غير مصطنعة فهي بذلك تكون من أجمل اللقطات· كما أن التصوير الليلي يشدني كثيراً ففيه تتجلى براعة المصور وجماليات الصورة''· وفيما إذا كانت تتبع مدرسة معينة في فن التصوير أو أسلوباً مخصصاً·· تقول: ''معلوماتي في عالم التصوير ليست إلا قطرة من بحر، التصوير يحوي الكثير من الفنون، إذ أحاول أن التقط من كل بستان زهرة، فصورت الحياة الساكنة، والوجوه، والتصوير الإعلاني·· وأحاول أن أنمي إبداعاتي في كل المجالات، ولا تقتصر على فن معين· لكن هناك فناً من فنون التصوير يشدني إليه كثيراً هو فن السيلوليت (silhouette) يختص بتصوير جسم أو هدف باللون الأسود، وذلك بفضل وجود مصدر ضوئي قوي كالشمس· لكنني لا أنتمي إلى مدرسة بعينها في التصوير، بل لازلت أحاول أن أقدم صوراً تنتمي إلى عدة مدارس، وآمل قريباً أن تكون لي بصمتي الخاصة في التصوير''· وتحظى المزروعي بتشجيع من كافة أفراد أسرتها، لكنه تشجيع يقتصر على ممارسة التصوير كهواية فقط، تقول: ''ألاقي الدعم الطيب من أسرتي لتنمية هوايتي، فعلى الرغم من انتمائي إلى أسرة محافظة، لكنها في المقابل تشجع الهوايات والقدرات في الفرد، لذا تساندني وتشجعني كهاوية لأنني لا أفكر أن أمتهن التصوير كحرفة أو مهنة، فالمصور يخوض الكثير من المغامرات ويقابل الكثير من الأشخاص من جميع الفئات، ويفترض توفر الجرأة والاندفاع به، وأن يحمل كاميرته حيثما ذهب ليقتنص صورة فريدة، لذلك من الصعب أن أمارس التصوير كمهنة، بل سأظل هاوية حتى لو وصلت لمرحلة المحترفين لهذا الفن''· وعن متابعتها للحركة المتصلة بالتصوير الضوئي والمصورين في الدولة وباقي أنحاء العالم، تقول: ''أتابع نتاج جميع الإبداعات، لذا لا يوجد فنان بعينه أتابع صوره وأهمل الآخرين· وكذلك أتصفح أقسام التصوير في منتديات شبكة الإنترنت، لأطوّر بعض أفكاري وأطلع على أفكار وصور وإبداعات المواهب والمصورين من كل أنحاء العالم، وليس الإمارات فقط· حيث هناك موقع إبداعي يحوي الكثير من الفنون يعرف باسم deviantart، ينشر صور الكثير من المبدعين العرب والأجانب''· ولا يتاح للمزروعي بسبب ظروف دراستها وسعيها للنجاح والتفوق، حضور الكثير من معارض التصوير في الدولة، لكن لديها طريقة لتعويض ذلك، تشير إليها، وتقول: ''صحيح أنه لا يتاح لي حضور الكثير من معارض التصوير الضوئي، لكنني خلال متابعتي أنشطة وفعاليات ''هيئة أبوظبي للثقافة والتراث'' أحرص على مشاهدة المعارض المتوفرة، وكذلك منشورات الهيئة الخاصة بمعارض ومسابقات التصوير''· وعلى الرغم من أن المزروعي لا تنوي امتهان التصوير كحرفة، فإنها تأمل بإقامة معرض شخصي لها ذات يوم، وتقول: ''أتمنى أن أقيم لي معرضاً خاصاً أعرض فيه مجموعة من الصور التي التقطتها خلال سنوات متتالية ليتبين لزوار المعرض كيفية تطور تجربتي، لكنني لست مستعجلة، فأنا لازلت أعمل على تطوير أدواتي وتقنيتي في التصوير''· ولا شك أن موهبة حالمة وطموحة مثل شيخة المزروعي لديها أحلام وطموحات في مجال التصوير، تشير إليها وتقول: ''أحلم أحياناً بامتلاك استديو خاصاً بي مجهزاً بجميع المعدات اللازمة، لأمارس هوايتي بتقنيات أعلى· كما أطمح أن تنمو قدراتي في هذا المجال بعد أن أصقل موهبتي بمزيد من العلم والتجربة الضوئية لتصل مرحلة الاحترافية· وأتطلع إلى أن أتمكن من خلال صوري من الوصول إلى قلوب الناس، بحيث أرسل لهم ذات يوم عبر الصورة المؤثرة رسائل مثلما يفعل الشاعر ويؤثر بالمتلقين عبر كلمات قصائده، فأحيانا تغني الصورة عن ألف كلمة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©