الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إخوان السودان»... بداية الانهيار

15 أكتوبر 2013 23:06
لم تفاجئ السودانيين أخبار الأزمة الطاحنة التي تفعل فعلها العنيف في داخل تنظيم «الإخوان»، فما كان صراعاً داخلياً مكبوتاً ومحاطاً بأسوار من الأسرار والغموض، كعادة تنظيم الإخوان منذ نشأته على يدي البنا، أصبح يجري علانية في مسرح السياسة السودانيـة. ويتداول أخباره الناس في الخرطوم والحكومة «الإخوانية»، التي حولت صحفها إلى نشرات وبيانات كاذبة ومزورة يشرف على تحريرها جهاز الأمن والمخابرات لم ترد بذلك كبت وحجب أخبار جرائمها ضد معارضيه وحسب، فإنما كان الهدف أيضاً حجب أخبار الصراع «الإخواني» - «الإخواني»، الذي مزق التنظيم الحديدي والذي أصبح معروفاً بين عامة الناس بصراع جناح د. غازي صلاح الدين، ذلك المثقف المشهور بين الناس بطهارة اليد وعفة اللسان، وجناح علي عثمان رئيس الحركة الإسلامية (المنتخب) تزويراً وغصباً منذ مؤتمر الحركة الأخيرة الذي ترشح فيه د. غازي صلاح الدين ليحل مكانه في رئاسة التنظيم (التاريخي). و»الحقيقة الغائبة» عن مؤيدي الشيخ علي عثمان الذين يصورون د. غازي بالخارج والمتمرد على تنظيم شارك في تأسيسه منذ مرحلة الدراسة، فهم يظلمون أخاهم غازي ويخطئون في فهم مقاصده التي عبر عنها أخيراً في مذكرة الـ13 قيادياً «إخوانياً». د. غازي رأى بعينيه، ولمس بيديه أن قيادة الـ6 «إخواني» برئاسة علي عثمان وتأييد البشير قد قادت التنظيم والبلد لمرحلة نتيجتها المنطقية هي انهيار التنظيم والحكومة ومعها ما تبقى من السودان كوطن، فنذر الحرب الأهلية الآن واضحة وبداياتها تمثلت في إنزال مليشيات «الإخوان» لمواجهة مواكب الاحتجاج الشعبي الجارفة في بداية الأسبوع الأول من هذا الشهر.. وهو ومن معه يريدون تفادي تنظيمهم العقائدي تنظيمات تشبهه في السمات والأفعال. د. غازي ومن معه من قيادات علنية - وسرية - مدنية - وعسكرية من قيادات «الإخوان»، لمسوا بأنفسهم أن القيادة الفاشلة والتي أمسكت بخناق البلد لنحو ربع قرن تفشى فيها الفساد والإفساد والقتل الجماعي والإرهاب والتعذيب حتى طال أعضاء في تنظيمهم، وهو ومن معه قد شاهد ولمس (صحوة الضمير) التي طالت المجاهدين الذين أدركوا - بعد فوات الأوان - أن دماء إخوانهم في الجهاد التي أريقت في غابات الجنوب وأحراشه قد ذهبت هدراً وسموا شهادة (فتوى) مهندس الجهاد ومؤلف المشروع الحضاري بأن الأمر كله كان سياسة في سياسة وليس له بالجهاد في سبيل الله، وليس ثوابه الجنة والحور المعين أو كما قال والدليل أنه في تحالف مع كفار الحركة الشعبية. خلاصة الأمر أن حركة د. غازي، هي نتاج تهاوي بنيان التنظيم «الإخواني» طوبة بعد طوبة، واتساع وصعود حركة الاحتجاج الشعبي ضده وصولاً إلى مرحلة العمل السلمي لإسقاط النظام (وقد يتحول الاحتجاج السلمي إذا ما أصرت القيادة على الاستمرار في سلوكها العنيف في مقابلة المتظاهرين وتسليط ميليشيات «الإخوان» على النساء والشباب والأطفال والشيوخ الذي سقط منهم مئتان وعشرون شهيداً حسب بيان منظمة العفو الدولية، وأصيب منهم سبعمائة جريح (شهادة بيان نقابة الأطباء)، وأكثر من ألف معتقل من بينهم أمهات خرجن متظاهرات وفي أيديهن أطفالهن الذين لم تتجاوز أعمار بعضهم العام الواحد. تنظيم «الإخوان» وحكومته قد بلغ مرحلة الانهيار التام، وما هذا العنف الذي مارسوه ضد المتظاهرين السلميين إلا دليل على «مرحلة خروج الروح» وليس دليل قوة. هذه سلطة مرفوضة من (شعبها) ومحاصرة بدول العالم، وفي مقدمتهم الدول العربية الشقيقة والأفريقية، وهذا (حزب) تمزقه الانقسامات السرية والعلنية.. وهذه قيادة آن الأوان لرحيلها. فالنظام الذي بدأ مسيرته الدموية (بكذبة بلقاء) واستمرأ الكذب، وغداً ستشرق الشمـس علـى السـودان وسيسترد الوطن والشعـب حريته وكرامته. عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©