معتز الشامي، علي معالي (دبي) - للمرة الثانية على التوالي، يخفق الوصل في الحفاظ على تقدمه، ويمنح منافسه نقطة غالية في الصراع المرير بدوري المحترفين لكرة القدم هذا الموسم، بعدما أدرك الأهلي التعادل أمام “الفهود” 2 -2 في مباراتهما أمس الأول في زعبيل ضمن الجولة الثالثة، حيث كان صاحب الأرض صاحب المبادرة في التسجيل خلال المرتين، ولكن الصحوة انتابت “الحمراء” خلال معظم فترات الشوط الثاني، مقابل تراجع وصلاوي، يتكرر للمرة الثانية خصوصاً في الدقائق الأخيرة، مثلما حدث في “الديربي” أمام النصر في الجولة الماضية، ما منع أنصار “الأصفر” من الاحتفال بخروج فريقها بـ”العلامة الكاملة” في معقلهم باستاد زعبيل الذي شهد حضوراً جماهيرياً لافتاً تجاوز عدده 8 آلاف متفرج.
وفي المقابل واصل الأهلي أداءه المتميز، ونجح في تحويل تأخره إلى تعادل مستحق، بعدما لعبت “الدكة” دوراً عن طريق الثنائي إسماعيل الحمادي وأحمد خليل الذي كان قرار الدفع بهما في الشوط الثاني عبقرياً من جانب الإسباني كيكي.
وأكدت مباراة الوصل والأهلي أن “الفهود” يجيد في أول 70 دقيقة فقط، كما حدث أمام النصر عندما سجل هدفين، وفشل في الحفاظ على تقدمه في آخر 20 دقيقة، وتكرر السيناريو نفسه أمام الأهلي، بعد نجاح البرازيلي جرافيتي مهاجم “الفرسان” في قلب الطاولة على الجميع، والذي واصل تألقه ومارس هوايته في هز الشباك بهدفين رائعين، وهو الموسم الثاني على التوالي الذي يهز فيه جرافيتي شباك الوصل فيه للمرة الرابعة على التوالي بدوري المحترفين، بهدفين الموسم الماضي ومثلهما أمس الأول، فيما وضح تأثر “الامبراطور” بعدم وجود البديل الكفء على الدكة، والقادر على تغيير نتيجة المباراة لمصلحته، مثلما فعل كيكي مدرب الأهلي.
قلة الدعم
واعترف الفرنسي برونو ميتسو مدرب الوصل بثغرة “الدكة” التي يعاني منها فريقه مقارنة بدكة الأهلي المتخمة بالنجوم القادرين على “قلب الموازين”، ولفت إلى أن الجهاز الفني للوصل يعمل في ظل الإمكانيات المتاحة، ورغم ذلك حقق نجاحات فنية وبدنية لافته يرضا عنها الجميع، واشتكى ميتسو من قل الدعم المادي، والذي يقف حجر عثرة في طريق تكوين الفريق الذي كان يطمع فيه، خاصة على مستوى البدلاء أصحاب الخبرات والمهارات.
وعن سيناريو المباراة ومستوى الوصل قال “كانت مباراة شيقة بين فريقين كبيرين، شهدت مستوى فنياً مرتفعاً ولياقة بدنية متميزة، ومثل هذه المباريات هي التي يحتاج إليها الدوري الإماراتي حتى يرتفع مستوى كرة القدم فيه، كما كان الأداء القتالي حاضراً حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة، وهو ما يعكس أن هناك عملاً فنياً وبدنياً وتكتيكياً على أعلى مستوى، تم بذله على أرض الملعب”.
وتحدث ميتسو عن مستوى بدلاء الأهلي، وقدرتهم على تحويل نتيجة المباراة بمجرد دخولهم، وقال “لولا أحمد خليل وإسماعيل الحمادي لما تعادل الأهلي، ولما خسر الوصل نقطتين، ولو كنت مدرباً للأهلي لما تركتهما على دكة البدلاء، ولعبت بتشكيل مختلف لتحقيق الفوز، عن طريق بناء خطتي على خليل والحمادي داخل الملعب ومن ثم يأتي بعدهما بقية اللاعبين”.
وتساءل ميتسو قائلاً “كيف بلاعبين أساسيين في المنتخب، يجلسان على دكة البدلاء، أعتقد أنني كان يمكنني قيادة الأهلي بهذين اللاعبين تحديداً لتحقيق الفوز، لذلك أرى أن الأهلي محظوظ لوفرة دكة قوية تحت تصرف الجهاز الفني بقيادة كيكي فلوريس”.
وأضاف “بينما نحن لدينا لاعبون معظمهم صغار في السن، وقليلو الخبرات ولكن في بعض المباريات، خصوصاً أمام الفرق القوية يتطلب ضرورة وجود لاعب أو اثنين يمكنهما قلب نتيجة المباراة، وعلينا أن نصبر على لاعبينا الحاليين، لأنه المفتاح لجني الثمار، ورغم ذلك، فنحن نقدم مستوى مرتفعا للغاية، وقادرون على علاج السلبيات خلال الفترة المقبلة”.
الدقائق الأخيرة
ورفض ميتسو وصف مستوى الوصل ، بالمتراجع خلال الدقائق الأخيرة من المباريات التي يخوضها، وهو ما وضح أمام النصر، ثم الأهلي بتعادله أيضاً، وإخفاق “الأصفر” في الحفاظ على تقدمه، وقال “في أي مباراة يقاتل الفريق الخاسر لإدراك التعادل، والأهلي لديه مهاجمون مخضرمون، وبدلاء على أعلى مستوى، وهو من أفضل الفرق التي تجيد اللعب خارج الأرض، بدليل ما قدمه أمام العين حامل اللقب، ما يعني أن التعادل معه ليس عيباً بل مكسبا في واقع الأمر”.
عن تباين أداء الوصل بين خطي الدفاع والهجوم، حيث يمتاز بقوة الخط الأمامي، وقدرات المهاجمين المتميزة، خاصة شيكابالا وألفارو مقابل اهتزاز أداء الخط الخلفي، وبطء المدافعين، رغم وجود لوكاس نيل، قال “هذا رأي بعض المحللين، ولكن الواقع يقول عكس ذلك، فلدينا لاعبون جيدون في كل الخطوط.
وعلى الجانب الآخر أشاد ميتسو بقدرات الحارس أحمد محمود ديدا والمستوى الذي قدمه، رافضاً توجيه اللوم إليه، أو انتقاده لتسببه في ولوج الهدف الأول داخل شباكه، بعد إخفاقه في التصدي لكرة عرضية سهلة سجله منها جرافيتي الهدف الأول، ولفت إلى أنه ليس من الحكمة انتقاد ديدا أو تحميله مسؤولية هدف وقال “ديدا لاعب متميز ويجتهد بكل جدية، وهو تولى المسؤولية في وقت صعب للغاية، وأطالبكم بالصبر عليه، حتى يحصل على الدعم الفني والنفسي، وفي رأيي أن بدايته أقوى وأفضل من بداية ماجد ناصر نفسه”.
وذكر ميتسو بدايات ماجد التي وصفها بالمتواضعة. وقال “في إحدى المباريات الأولى لماجد، منح الكرة للمنافس مرتين عندما كنت مدرباً للمنتخب، وهو حالياً أفضل حارس في الدوري الإماراتي، ما يعني أن الصبر على حراس المرمى، هو الطريق الوحيد لوصولهم إلى أفضل المستويات، وارتكاب الأخطاء في هذا المركز وارد، وأرى أنه بداية طريق التألق لديدا”.
وعن الأداء بعقلية الفوز دائماً لدى “الفهود” قال “خضنا أصعب مباريات بالبداية القوية أمام الوحدة ثم النصر وأخيراً الأهلي، وأنا راضٍ تماماً على الأداء العام للفريق ووجهت الشكر للاعبين، وكان ينقصنا الحظ فقط في آخر مباراتين”.
وتابع “أتمنى الاستمرار بنفس الروح القتالية والحضور الذهني والفكري والتمسك بثقافة الفوز، والآن علينا أن نرى كيف سيؤدي اللاعبون أمام الفرق الأقل قوة من التي قابلناها وتحديداً الظفرة وعجمان وهما مباراتان سوف تكشفان مدى قوة الوصل وقدرات لاعبيه الحقيقية”. ورفض ميتسو في ختام حديثه عن المباراة انتقاد الأداء التحكيمي ولفت إلى أنه يركز فقط مع فريقه داخل الملعب.
حسن علي: العودة إلى مركزي سر التألق
دبي (الاتحاد) - كشف حسن علي إبراهيم لاعب وسط الوصل أن عودته للعب في مركزه بوسط الملعب، وتكليفه بمهام دفاعية وهجومية، وراء استعادة التألق، مقارنة بأدائه المتراجع خلال المواسم الأخيرة، والتي شهدت وضعه في مراكز جديدة عليه بعض الشيء، وشدد على أن ميتسو يجيد التعامل النفسي مع جميع اللاعبين، وقال “ميتسو يعرف قدراتي جيداً، ودفع بي في المركز الذي أجيد خلاله، وهو له فضل كبير في تألقي”. وعن احتفاله بهدفي الوصل في مرمى الأهلي فريقه السابق، قال “أنا أرتدي الشعار “الأصفر” حالياً، ومن حقي الاحتفال بأي هدف يسجله فريقي”.
وشدد لاعب الوصل على أن “الفهود” يفكر في كل مباراة على حدة، وأن الفوز باللقب لن يكون سهلاً والمطلوب هو الخروج بنتيجة إيجابية في كل مباراة.
سعود سعيد: ميتسو أعاد اكتشافي
دبي (الاتحاد) - ظهر الحزن الكبير على سعود سعيد مدافع الوصل، وهو ما برره بأن فريقه يستحق الفوز بالمباراة، لولا أن الأهلي خطف هدف التعادل في وقت قاتل، وقال “لا نستحق ضياع نقطتين بهذه السهولة والتفريط منذ البداية ربما يكلفنا الكثير في النهاية، والمهم أن نبحث مع أنفسنا كلاعبين عن سبب ضياع النقاط السهلة”.
وأضاف: “سيطرنا على الملعب، ولكن عدم تركيز الدقائق الأخيرة أضاع الفوز في النهاية، والوصل يقدم كرة جميلة هذا الموسم، حيث نظهر بمستوى متميز، وعلينا تعويض ما فات من إهدار نقاط، وميتسو منحني الثقة وأعاد اكتشافي، وفي الموسم الماضي أعادني مارادونا للتألق، ومنحني ميتسو المزيد من الثقة، ولدي طموح كبير مع فريقي هذا الموسم لرغبتنا في إزالة الصورة السيئة التي ظهرنا عليها”.
عيسى علي:
أخطاء الدقائق الأخيرة قتلت «الفهود»
دبي (الاتحاد) - أكد عيسى علي كابتن الوصل أنه كان بمقدور فريقه الخروج بنقاط المباراة كاملة لولا الأخطاء القاتلة في اللحظات الأخيرة والتي منحت الأهلي هدف التعادل، مشيراً إلى أنه يجب على لاعبي “الفهود” التركيز والاجتهاد بشكل أفضل وأقوى، مما هم عليه الآن، خاصة أن أخطاء الدقائق الأخيرة تهدر الكثير من انتصارات “الأصفر”، وعليهم أيضاً تفادي مثل هذه الأمور إذا كانوا يرغبون بالفعل في التقدم بجدول ترتيب البطولة”.
وأشاد كابتن الوصل بأحمد خليل مهاجم الأهلي، ووصفه باللاعب الكبير، وعندما شارك كبديل في المباراة تحرك المنافس، وهو يملك إمكانات عالية في التسجيل والمراوغة وصنع الفارق مع الأهلي، عندما دفع به المدرب في المباراة، وهدف التعادل كان سهلاً، وهذه الأخطاء التي وقعنا فيها أمام الأهلي، علينا أن نتعلم منها كثيرا قبل فوات الأوان”.
وعن ديدا قال: “حارس المرمى معرض للأخطاء في أي لحظة من المباراة، وعندما كان ماجد ناصر معنا كانت لديه أخطاء أيضاً، وهي جزء من اللعبة، ونحن كلاعبين نقف خلف ديدا، وندعمه بمنتهى القوة، وهو حارس لديه إمكانات كبيرة، وباستثناء الهدف الذي تسبب فيه، فإنه تصدى لأكثر من فرصة قريبة للتهديف أيضاً، وهذا يؤكد أنه حارس جيد”.
وعن أسباب تراجع الوصل في الشوط الثاني، قال:” حاول الحفاظ على تقدمنا بعد الهدف الثاني، وأي فريق في موقفنا يفعل الأمر نفسه، وأؤكد أن مستوى الوصل سوف يتطور إلى الأفضل مما كان عليه في الجولات الثلاث الماضية”.
عدد اليوم
