حقق منتخبنا الوطني الأول فوزاً مستحقاً مساء أمس أمام نظيره هونج كونج في الجولة الثالثة للتصفيات المؤهلة لأمم آسيا 2015 بأستراليا، وجاء الانتصار بأربعة أهداف دون رد في المباراة التي جرت بينهما بهونج كونج وأمام أكثر من 13 ألف متفرج، منحهم منتخبنا العيدية بكل تواضع.
سجل لمنتخبنا علي مبخوت «هاتريك» في الدقائق 29 و 55 و89، وعزز وليد عباس بهدف رابع في الوقت المحتسب بدل الضائع (90+4)، من هجمة مرتدة استغلها عباس المتقدم من الخلف للأمام، وقدم مبخوت مباراة ولا أروع وتمكن من تسجيل أول «هاتريك» له مع المنتخب وبمهارة فردية راقية وتفاهم واضح بينه وبين زملائه اللاعبين.
وانتزع منتخب أوزبكستان المركز الثاني من هونج كونج بفارق الأهداف فقط بعد الفوز على ضيفه الفيتنامي 3 - 1 في المباراة الثانية بالمجموعة.
وشهدت المباراة سيطرة الأبيض على مجرياتها مقابل ظهور متواضع لأصحاب الأرض، الذين فشلوا في إيقاف تألق منتخبنا وسيطرته على الشوطين، وبهذه النتيجة رفع الأبيض رصيده إلى 9 نقاط من 3 مرات فوز متتال بينما تجمد رصيد هونج كونج عند 4 نقاط في الترتيب الثاني.
الإنذار الثالث
وشهدت المباراة نيل علي مبخوت الإنذار الثالث في مشوار التصفيات ما يعني غيابه عن المباراة القادمة أمام منتخب هونج كونج منتصف الشهر المقبل، كما قدم ماجد حسن لاعب وسط منتخبنا مباراة قوية حيث شارك بديلاً لعامر عبدالرحمن، بينما سيطرت حالة عدم التوفيق أمام المرمى على مهاجم منتخبنا أحمد خليل في 5 فرص.
لعب المنتخب بتشكيل ضمت علي خصيف في المرمى وأمامه عبدالعزيز هيكل، وليد عباس، محمد أحمد، مهند العنزي، وفي الوسط عمر عبدالرحمن، خميس إسماعيل، حبيب الفردان، ماجد حسن، وفي الهجوم أحمد خليل وعلي مبخوت.
بدأت المباراة سريعة من جانب منتخبنا الذي نجح في بسيط سيطرته على مجريات اللعب طوال الشوط تقريباً، بفضل تقدم لاعبي الوسط لتشكيل الضغط المطلوب على منتخب هونج كونج الذي تراجع للخلف ووضح قلة خبرة وتجانس لاعبيه مقارنة بالأبيض، ما أدى لسيطرة حالة من الخوف التكتيكي على أداءه، ما أدى للجوء الأبيض إلى الحلول الفردية، في ظل تقهقر أصحاب الأرض للاعتماد على طريقة دفاع المنطقة والتكتل بالقرب من منطقة الجزاء لمنع تحرك مهاجمينا، ومن ثم الاعتماد على الهجمات المرتدة.
تقارب الخطوط
وأحكم الأبيض سيطرته تماما منذ الدقائق الأولى عبر تقارب الخطوط بالإضافة لسرعة تحرك صانعي اللعب بالوسط وتحديداً ماجد حسن وخميس إسماعيل والفردان وعمر عبدالرحمن، لاسيما بعد فرض رقابة لصيقة على الأخير كونه العقل المفكر ومصدر الخطورة للأبيض.
وتلقى ماجد حسن كرة من خميس إسماعيل راوغ بها لاعبي هونج كونج ومررها لأحمد خليل في المنطقة الخالية داخل منطقة الجزاء لكن تدخل الحارس وأنقذ الموقف في التوقيت المناسب.
ورد الأبيض بهجمة ثانية منظمة عن طريق تناقل الكرات بين خميس وعمر عبدالرحمن انتهت بتمريرة سحرية في عمق دفاع أصحاب الأرض ولكن لم تسفر عن شيء، وحصل علي مبخوت على إنذار نتيجة لتدخله بعنف على مدافع هونج كونج.
3 فرص
واستمر اللعب من جانب واحد لمنتخبنا ولكن غابت اللمسة الأخيرة التي كانت سبباً في إهدار 3 فرص على الأقل، وكان الظهور الهجومي الأول لمنتخب هونج كونج ولعلي خصيف مدرب منتخبنا في الدقيقة 16 من هجمة مرتدة حاول أصحاب الأرض تنفيذها لكن تدخل مهند العنزي وأبعد الكرة لضربة ركنية لم تسفر عن شيء.
وتلقى عمر عبدالرحمن تمريرة طولية من علي خصيف راوغ بها الدفاع وحولها على رأس حبيب الفردان أمام منطقة الجزاء ولكن تدخل الدفاع المتكتل وتحولت لوسط الملعب مرة أخرى رمية تماس.
التمريرة الأخطر
وشهدت الدقيقة 19 التمريرة الأخطر لمنتخبنا من كرة طولية أرسلها عمر بأقصى الزاوية اليسرى لمنطقة جزاء هونج كونج تقدم لها أحمد خليل الهارب من الرقابة، وحولها لوسط المنطقة في المنطقة الخالية أمام علي مبخوت لكنه تحرك متأخراً لتنتهي عند أقدام الدفاع الأحمر.
وقاد الأبيض هجمة منظمة أخرى باتجاه مرمى هونج كونج وأمام تكتل دفاع أصحاب الأرض اعتمد منتخبنا على تناقل الكرات بطريقة عرضية من مبخوت للفردان ولعمر عبدالرحمن الذي حولها لأحمد خليل الذي انطلق داخل منطقة الجزاء وسدد قوية أنقذها الحارس هونج فاي وهي في طريقها لشباكه في الدقيقة 24.
فك الشيفرة
وظهر باتريك لاعب هونج كونج للمرة الأولى أمام مرمى منتخبنا في الدقيقة 26 عندما تلقى كرة عالية من ضربة حرة مباشرة حولها بالرأس باتجاه مرمانا لكن تدخل علي خصيف لإنقاذ الموقف.
وتمكن علي مبخوت من فك شيفرة التكتل الدفاعي لمنتخب هونج كونج بعدما استغل الخطأ الأول لدفاع أصحاب الأرض وتحديدا الغاني الأصل باتريك فوفو، في التعامل مع تمريرة طولية متقنة أرسلها وليد عباس، لتسقط داخل منطقة الجزاء أمام مبخوت الذي حول الكرة بقوة في أقصى الزاوية اليمنى لمرمى الحارس هونج فاي معلناً تقدم منتخبنا في الدقيقة 29.
الإحكام الفني
واستسلم أصحاب الأرض لسيطرة منتخبنا التي تشكلت بفعل الإحكام الفني على جميع مناطق اللعب، وشهدت الدقائق الأخيرة من زمن الشوط أخطر فرص منتخبنا من كرة تلقاها علي مبخوت أمام منطقة الجزاء راوغ بها المدفع فوفو وانفرد من على حدود منطقة الجزاء وسدد بقوة لتعلو العارضة بسنتيمترات قليلة ليضيع هدف سهل للأبيض.
بدأ الشوط الثاني بالوتيرة نفسها من حيث سيطرة منتخبنا وتراجع المضيف، وشهدت الدقائق العشر الأولى 3 فرص محققة للتسجيل أمام أحمد خليل من شبه انفرادات كاملة بمرمى هونج كونج، لكنه أصر على التسديد السهل، تارة أرضية زاحفة في قدم الحارس، وتارة أخرى في المكان نفسه الذي يتمركز فيه الحارس، ما مكنه من التصدي لها وإنقاذ مرماه بسهولة، وذلك قبل أن يتقدم علي مبخوت للأمام مجدداً ويحل لغز حارس هونج كونج فاي في الدقيقة 55 التي شهدت تسجيل هدف ثان للأبيض، من تمريرة عرضية للفردان تلقاها مبخوت دخل منطقة الجزاء وسدد في المرة الأول في المدافع فعادت الكرة مجدداً أمام مبخوت ليسددها قوية مباغتة في الزاوية الضيقة اليسرى لحارس مرمى هونج كونج.
تبديلان لمنتخبنا
وأجرى مهدي علي مدرب منتخبنا تغييراته بالدفع بمحمد فوزي بدلاً من عبد العزيز هيكل وبحمدان الكمالي بدلاً من محمد أحمد.
وتقدم منتخب هونج كونج للأمام كاشفاً منطقته الخلفية ليقع أحمد أحمد خليل أكثر من مرة في مصيدة التسلل، واستثمر حمدان الكمالي إمكانيته في إرسال الكرات الطولية للأمام في أكثر من مناسبة كانت أخطرها لعلي مبخوت الذي انفرد بحارس مرمى هونج كونج فاي الذي خرج وأنقذ مرماه من هدف محقق للأبيض في الدقيقة 71.
فرصة رابعة
واستمر سيطرة الحظ السيئ على أحمد خليل لمرة رابعة أمام المرمى في الدقيقة 78 من هجمة مرتدة قادها عمر عبدالرحمن حولها لعلي مبخوت داخل منطقة الجزاء والذي سدد في قدم الحارس لتعود لأحمد خليل المتمركز أمام منطقة الست ياردات ولكنه سددها لترتطم الكرة في الأرض وتعلو المرمى الخالي تماماً.
وتكرر الأمر لمرة خامسة لأحمد خليل، وهذه المرة من تمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء أرسلها عمر عبدالرحمن، لكنه سدد في قدم المدافع فوفو، وأجرى مهدي على التغيير الأخير بالدفع بحبوش صالح بديلاً لحبيب الفردان.
الهدف الثالث
وفي الدقيقة 89 سجل علي مبخوت هدف المنتخب الثالث ليحرز «هاتريك» مستحق، من هجمة منظمة قادها ماجد حسن وحبوش صالح انتهت بتمريرة على حدود منطقة الجزاء لعمر عبدالرحمن القادم من الخلف فراوغ المدافع فوفو وحولها إلى الجهة اليمنى داخل منطقة الجزاء لعلي مبخوت المتمركز في منطقة خالية من الرقابة الذي سددها أرضية زاحفة في أقصى الزاوية اليسرى لمرمى حارس هونج كونج فاي محرزاً الثالث «هاتريك» والأول للأبيض في التصفيات.
وشهدت الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدل من الضائع إضافة هدف رابع لمنتخبنا من هجمة مرتدة قادها حبوش صالح مستغلال تمريرة طولية لعمر عبدالرحمن، ولكن تدخل مدافع هونج كونج وأسقط حبوش لتجد الكرة طريقها لوليد عباس القادم من الخلف، إلى داخل منطقة الجزاء والذي حولها زاحفة إلى أقصى يسار الحارس هونج فاي معلناً نهاية المباراة بعيدية رابعة لمنتخبنا في شباك هونج كونج.
مبخوت يهدي «الهاتريك» إلى شعب الإمارات
أبدى علي مبخوت صاحب الأهداف الثلاثة في مرمى هونج كونج سعادته بالمستوى الذي ظهر عليه خلال المباراة ونجاحه في تسجيل أول «هاتريك» له مع الابيض وأمام فريق مميز، وقال: «هذا «الهاتريك» هدية لشعب الإمارات، وأهم شيء هو فوز المنتخب أيا كان من يسجل، فليس المهم الإنجاز الفردي بقدر ما يعنيه الفوز بالنسبة للمنتخب ككل». وتابع: «استفدنا كثيراً من المعسكر الخارجي الذي سبق المباراة، وقد كان سبباً كافياً في تألقنا بعد المجهود الذي قدمناه في المعسكر الخارجي، وهدفنا هو الاستمرار في التألق وتحقيق الفوز وراء الآخر لحسم الصدارة والتأهل المبكر للنهائيات».
وأشار مبخوت إلى «أنه لولا مساعدة زملائه اللاعبين وتحديداً عمر عبدالرحمن، لما تمكن من تسجيل الأهداف الثلاثة في مرمى هونج كونج».
عدد اليوم
