السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدخل الروسي.. رسائل بلغة السلاح!

11 أكتوبر 2015 03:03
يرمي تدخل روسيا المباشر مؤخراً في سوريا وقصفها الجوي الواسع لأهداف هناك، إلى دعم نظام بشار الأسد المنهك والمحاصَر من قبل تنظيم «داعش»، والثوار المدعومين من طرف الغرب، والتنظيمات التابعة ل «القاعدة»، مثل «جبهة النصرة». وهذا هو الهدف الرئيسي للتدخل الروسي. وبإلقاء نظرة على تقرير موقع «بيلينجكات» وصور قاعدة باسل الأسد الجوية في اللاذقية، يمكن أن نرى أن موسكو نشرت 12 طائرة حربية على الأقل «سوخوي 25». كما يفيد دايف ماجومدار من مجلة «ذا ناشيونال إنترست» بأن روسيا نشرت أيضاً 10 مقاتلات من طراز «سوخوي 24» و4 مقاتلات من طراز «سوخوي 34». ووفق الحكومة الروسية، فإن هذه الطائرات ستقوم بتوفير دعم جوي لجنود الأسد الذين يقاتلون «داعش»، غير أن واشنطن تتهم موسكو بضرب مجموعات من الثوار تابعة للجيش السوري الحر المدعوم من قبل الغرب أيضاً. كما أرسلت روسيا أيضاً طائرات هيلكوبتر هجومية إل ى سوريا على ما يبدو. ووفق صورة لم يتم التحقق منها، فإن هذه الطائرات تشمل «مي 24»، التي تُعتبر واحدة من أقوى المروحيات العسكرية الروسية وتلقب ب «الدبابة الطائرة». وقد نشر دميتري أدامسكي مقالاً قيّما في دورية «فورين أفيرز» الأميركية يحلل فيه دلالات ذلك بالنسبة لسياسة روسيا الخارجية. واللافت أن صور موقع «بيلينجكات» تشير أيضاً إلى أن روسيا قد تكون نشرت أيضاً عدداً من مقاتلات «سوخوي 30»، وهي طائرات يمكن استعمالها في مهمات هجومية جو- أرض، ولكنها أيضاً ذات قدرات هائلة في المناورات والمعارك الجوية. ونظراً إلى أنه لا أحد من أعداء الأسد يمتلك طائرات خاصة به، فإن السؤال هو عما إن كانت هذه الطائرات قد أُرسلت إلى هناك كوسيلة لردع أي انخراط أميركي كبير في النزاع. وبالتالي، فلو توافرت معلومات حول ما إن كانت الطائرات الموجودة في اللاذقية مجهزة بأسلحة جو- جو ستكون ذات أهمية بالغة. وعلى ما يبدو، فإن مركبات جوية روسية غير مأهولة أُرسلت أيضاً إلى سوريا. ووفق موقع «ذا دايلي بيست»، فقد أكد مسؤولون أميركيون أن الطائرات من دون طيار الروسية التي تعمل انطلاقاً من اللاذقية، تقوم بمهمات استطلاعية استعداداً لتوجيه ضربات جوية. وعلاوة على ذلك، تُظهر صور التقطها أعضاء من «جبهة النصرة» في محافظة إدلب، على ما يبدو، طائرات من دون طيار شبيهة بطائرات «بشيلا 1 تي»، أو سلفها «شميل 1». ثم هناك بعض المؤشرات على أن قوات برية روسية أخذت تنضم أيضاً للقتال. فعلى رغم أن موسكو تنفي رسمياً نشر قوات برية في مناطق القتال، إلا أن ثمة أدلة متزايدة تشير إلى أن هذا هو واقع الحال. فهناك عدد متزايد من الصور التي يبدو أنها تنشر من قبل جنود روس عاملين في سوريا، يتم تداولها حالياً على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» وموقع «فكونتاكت» الروسي، ووفق الملفات الشخصية لهؤلاء الجنود التي جمعها المدون الروسي رسلان لفيف، فهم أعضاء في الكتيبة العاشرة التابعة للبحرية الروسية في قاعدة سيفاستوبول الروسية في القرم. والعديد من تلك الصور محددة جغرافياً، بمعنى أن الموقع الذي التُقطت فيه الصورة موسوم فيها إلكترونياً. وتشير بيانات العديد من تلك الصور إلى أنها التُقطت في قاعدة طرطوس الروسية، وهو ما ينسجم مع الرواية الروسية الرسمية. غير أن عدداً من تلك الصور أيضاً يعود موقع التقاطها إلى محافظة حمص التي شهدت معظم القتال بين «الجيش السوري الحر» و«جبهة النصرة» وقوات الأسد. وعلاوة على ذلك، فإن ثمة أيضاً بعض مقاطع الفيديو المثيرة للاهتمام التي سربت على موقع «يوتيوب». فعلى مقطع يُظهر معارك شمال اللاذقية، مثلاً، يمكن سماع ما يبدو أصواتاً روسية. والواقع أنه لا توجد أدلة قاطعة على أن جنوداً روساً قد شاركوا في عمليات قتالية برية حتى الآن. ثم إنه حتى إذا ثبت أن الأصوات المسموعة في مقطع الفيديو روسية بالفعل، فمن الممكن مع ذلك أن يكون الأمر يتعلق بجنود مرتزقة يقاتلون لحساب الأسد. وقد حدث هذا من قبل، وإنْ كان من غير المعروف إلى أي مدى يحظى أولئك المرتزقة بمباركة موسكو ودعمها. ولكن المؤكد حتى الآن هو أن روسيا تعمل على التصعيد في سوريا! بينجامن ديفيد بايكر* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©