السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رفع «الحيف»

26 يناير 2011 21:18
علاقة الرياضة بالسياسة وطيدة، على الرغم من أنهما لا يلتقيان على ملعب واحد، فالسياسيون لهم ملعبهم ونظرتهم واستراتيجيتهم، ولكنهم يديرون لعبة قاسية متطرفة صعبة في كثير من الأحيان لا علاقة لها بالقيمة الأخلاقية للرياضة التي توحد وتبهج وتمتلك من السحر الشيء الكثير لتوحيد الشعوب والأطراف المتنازعة، والرياضي يمكن أن يكون سياسياً، ولكن ليس كل سياسي يصلح أن يكون رياضياً. “ما تفسده السياسة تصلحه الرياضة بين الشعوب” فإلى أي مدى يمكن أن تكون هذه المقولة مطابقة وإيجابية عندما يتعلق الأمر بالشعب العراقي الشقيق صاحب الحضارات العريقة والإرث الكبير من العلم والمعرفة، فهل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة في غالب الأحيان؟ العراقيون يتجمعون على كلمة سواء عندما يتعلق الأمر بالرياضة وكرة القدم ويتذكر الجميع فرحة الشعب العراقي قبل 4 سنوات عندما حقق “أسود الرافدين” بطولة أمم آسيا وكيف احتفل وتجمع واتفق الشعب العراقي على حب وتشجيع اللاعبين وهم يرفعون كأس آسيا. وعندما يتحدث الدكتور إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق رئيس القائمة العراقية إلى “الاتحاد” حصريا ويقول: “الرياضة تجمع العراقيين وتوحدهم، وأنه مع الانتصارات يكون التعاطف في أوجه ويصبح واسعا فرحا بالجهود الاستثنائية التي يبذلها اللاعبون والإداريون ومدربوهم”، من هذا الجانب تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة في العراق التي تأن تحت وطأة التشتت والتفجيرات والتصفيات الجسدية. وفي محور آخر يتحدث علاوي بشكل صريح عن أهمية رفع الظلم “الحيف” عن المدرب عدنان حمد الذي منع من تدريب المنتخب العراقي بقرار من وزارة الشباب والرياضة ويقول: “إن ذلك من مظاهر التقصير الحكومي”، وطالب الحكومة بالاعتذار لعدنان حمد الذي يعتبره من أكثر المدربين كفاءة وله بصماته الواضحة، ولا يختلف واقع حسين سعيد رئيس اتحاد الكرة عن عدنان حمد، فرئيس الاتحاد يكاد يدير دفة الأمور من خارج العراق، ويقول علاوي: “إنه من أكفأ الرياضيين العراقيين ويصفه بالمخلص والشهم والشريف”، وهذا فيه كثير من رد الاعتبار لأحد أبرز نجوم الكرة العراقية في تاريخها. إن حسين سعيد وعدنان حمد من أبرز الشخصيات في المشهد الرياضي العراقي الحالي ولهما وزنهما على مستوى القارة، وهناك الكثير من المدربين واللاعبين والإداريين وآلاف من المثقفين والمهندسين والأطباء والفنانين وهم من خيرة العقول العراقية وكلهم ينتظرون رفع “الحيف” عنهم، لا بل العراق بأكمله ينتظر رفع الظلم “الحيف”. إن الرياضيين العراقيين يمكنهم تقديم الكثير لبلاد الرافدين إذا اتحدت الجهود وخلصت النوايا، فالعراق الذي مزقته السياسة على مدى العقود الثلاثة الماضية يتجمع أبناؤه وينسون انتماءاتهم الحزبية والمذهبية مع كل انتصار يتحقق بأقدام اللاعبين، فلتحيا الرياضة وليسقط التشرذم السياسي. إبراهيم العسم (الإمارات) | alassam131@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©