الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قمة «الساموراي» و «شمشون» تفوق الكثير من «الديربيات» الأوروبية

قمة «الساموراي» و «شمشون» تفوق الكثير من «الديربيات» الأوروبية
26 يناير 2011 21:19
"يا لها من مباراة مجنونة" تلك التي جمعت بين اليابان وكوريا الجنوبية، في نصف نهائي كأس أمم آسيا، ومن جهتي لم أتخيل في يوم ما أن تصل الكرة الآسيوية، إلى هذا المستوى، من الكفاح والإبداع، إنها من الناحية الفنية، يمكنها أن تتفوق على الكثير من "الديربيات الأوروبية"، وعلى الرغم من أن الخطورة كانت دائماً عند "محاربي الساموراي" بقيادة مثلث الرعب "نجاموتو – هوندا – كاجاوا"، إلا أن التحدي والكفاح كان دائماً عند كوريا الجنوبية بفضل اندفاعات دو ري شا مع بارك جي سونج، ولي يونج هيو، وجي دونج وون.. فطوال 120 دقيقة كانت الندية هي العنوان الأبرز في تلك المواجهة الدراماتيكية".هكذا بدأ البرازيلي فييرا المحلل الفني لمباريات البطولة حديثه عن المباراة. يلقي فييرا الضوء على أهم الملاحظات الفنية في تلك المباراة، ويدلي بدلوه في رصد الحالة الفنية لكل من الفريقين، وقال: إن واحدة من أفضل مباريات الكرة الآسيوية طوال السنوات الماضية، لأن الفريقين لعبا للفوز، وتوفرت لهما عناصر كثيرة للتفوق، مثل اللياقة البدنية، والانضباط التكتيكي، والمهارات الفردية، والسرعة، والحماس، والتمسك بالطموح المشروع، والمنتخب الياباني بدأ اللقاء بطريقة "4 - 4 -2 )، وحاول من البداية أن يفاجئ الفريق الكوري باللعب من لمسة واحدة، والتحول السريع من الدفاع إلي الهجوم، وفي المقابل بدأ الفريق الكوري اللقاء معتمدا على طريقة "4 - 2- 3 -1) وتحولت أحيانا إلى "4 - 5 - 1"، وبالتالي كانت هناك مرونة عند الفريقين في التحول من طريقة إلى أخرى في الحالة الدفاعية، وعند التقدم للحالة الهجومية، وذلك على ضوء الإمكانات الفنية العالية عند اللاعبين، إلا أنني لدي بعض الملاحظات المهمة حول تلك المباراة" أولاً: المباراة كان من المتوقع من المدربين أنها ستكون مثل معركة، وبالتالي فقد لعبها الفريقان على جزئيات، حيث تبادل الفريقان الأفضلية على مدار 120 دقيقة، وكانت أشبه بمباراة "بينج بونج" هات وخذ، لي الأفضلية الآن، ولك بعد عدة دقائق، خصوصاً أنه كان لابد من توزيع الجهد على 120 دقيقة. لمسة واحدة ثانياً: الفريق الياباني كان أكثر تميزاً في تبادل الكرة من لمسة واحدة، ولم يكن لاعبوه يعانون بأي شكل من الأشكال في تمرير الكرة، والتقدم من الخلف إلى الأمام أو العكس، بعكس الفريق الكوري الجنوبي الذي كان يعاني في نقل الكرة نظراً لعدم وجود مساحات، وبالتالي فقد لجأ إلى الكرات الطولية العالية في الكثير من الأحيان، وهذا ناتج عن فارق "التكنيك" والمهارة الذي يصب في صالح اللاعب الياباني. صلاحيات كاجاوا ثالثاً: سر خطورة الفريق الياباني في تلك المباراة لم يكن كاجاوا أو إيندو، كما كنا معتادون من قبل، لأن المدرب زاكيروني توقع من الفريق الكوري الجنوبي أن يفرض عليهما الرقابة، وبالتالي فقد أعطى لهوندا الكثير من صلاحيات كاجاوا في تلك المباراة، حتى أنه أصبح مفاجأة المباراة التي أربكت حسابات الفريق الكوري، ولا سيما أنه كان حر الحركة ينتقل من مكان إلى آخر بمنتهى الحرية، ويتراجع للخلف أكثر مما كان يحدث من ذي قبل، وأعطى المدرب زاكيروني تعليماته لكاجاوا الخطير بأن يساهم في فتح المساحات أمام هوندا فقط لكي يتيح له فرصة اللعب والتقدم، والقيام بالدور المطلوب، وقد كان، فيما عاد إيندو للخلف للقيام بالدور الدفاعي. مستوى الأفراد رابعاً: الفريق الكوري الجنوبي برغم أنه قدم عرضاً رائعاً من الناحية الجماعية، إلا أنه كان كأفراد أقل بكثير مما كان عليه في كل المباريات السابقة، فلم يكن دو ري شا في نفس مستواه، لأنه لم يجد المساحة التي يتحرك فيها حيث أن كاجاوا لعب عليه لإيقافه في الخلف، وضغط عليه كثيراً ليضعه في موقف رد الفعل، واللاعب كوجاك شو أوقفه إيندو من وسط الملعب، وكذلك اللاعب بارك جي سونج لم يجد المساحات الكافية للحركة لأنه كان دائماً مضغوطاً، وعلى الرغم من ذلك تمكن المدرب من الخروج من تلك الأزمة بمنح التعليمات للاعب كي يونج بالحرية وقيادة الهجمات من الخلف والتقدم معها لتكوين ثنائيات وثلاثيات، ودفع المدرب الكوري الجنوبي بهونج شونج هو في الدقيقة 65 في وسط الملعب لإيقاف خطورة هوندا، وتحرير دو ري شا وبارك جي سونج من الرقابة. خامساً: المهارة اليابانية في التسليم والتسلم والتحرك بدون الكرة أفضل من المهارة الكورية وقد ظهر ذلك جليا في الهدف الأول الذي أعتبره واحداً من أفضل الأهداف في البطولة، لأن الكرة انتقلت من لاعب لآخر إلى ثالث ومنه إلى القادم من الخلف غير المراقب في لحظات معدودة، ومنها إلى الشباك بما يشبه تمريرات "البلياردو" المدروسة، وكان بالإمكان أن تتكرر هذه الأهداف لولا سوء الحظ الياباني. سادساً: لم أفاجأ بمستوى المباراة الذي كان رفيعاً، ولا بالسيناريو الذي صارت عليه، ولكن المفاجأة الكبرى في تلك المباراة هي الحكم السعودي خليل جلال الذي كاد يفسدها، لأنه احتسب ضربتي جزاء غير صحيحتين من وجهة نظري، ولكنه كان محظوظاً بأن الفريقين لا يفقدان التركيز، ولا يعترضان وأنا بدوري أرفع لهم القبعة لأنهما لم يخرجا عن النص، ولو كان قد حدث ذلك مع منتخب عربي لكان الأمر صعب، وعموما فإنه وبرغم هذه الأخطاء التحكيمية أعتقد أن المباراة كانت عادلة في نتيجتها ومجرياتها. الأفضل والبطل وإذا كان السؤال عن بطل المباراة فلا أدنى شك أقول إنه الحارس الياباني كواشينا الذي تصدى لكل ركلات جزاء لاعبي كوريا الجنوبية تقريباً، وكان سبباً رئيسياً في فوز فريقه، أما عن أفضل لاعب في المباراة فليس هناك أدنى شك من أن هوندا هو نجم اللقاء الأول بلا منافس، برغم أنه أهدر ركلة جزاء خلال المباراة. إحصاءات وأرقام أما عن أهم الإحصاءات والأرقام في هذه المباراة فإن بعضها في صالح الكوري وبعضها الآخر في صالح الياباني بمعني أن الاستحواذ كان في صالح الياباني بنتيجة 57 % مقابل 43 % للياباني، وقد نجح الفريق الياباني في التمرير 458 تمريرة طوال 120 دقيقة مقابل 387 تمريرة للكوري الجنوبي، وكانت معظم تمريرات الياباني إيجابية وأمامية وقطرية، فيما كانت أغلبية تمريرات الكوري "عرضي"، وقد أرتكب الياباني مخالفات أكثر في مواجهة الكوري بواقع 35 مخالفة على الياباني مقابل 24 على الكوري، وكان الكمبيوتر الأكثر تسديدا على المرمى بواقع 8 تسديدات مقابل 7 للياباني، وهذا الرقم محدود للغاية، قياسا بكل المباريات السابقة، مما يعكس مدى الرقابة التي كانت مفروضة على كافة الأطراف، وقد كانت الضربات الركنية في صالح اليابان أكثر بواقع 9 ركنيات للأزرق مقابل 6 للكوري الجنوبي، أما عن عدد "الكروسات" التي قام بها لاعبو كوريا الجنوبية فقد بلغت 17 ، مقابل 11 فقط للفريق الياباني “الساموراي” وشخصية البطل ومن يتابع منتخب اليابان في المونديال الآسيوي يستطيع بكل بساطة أن يكتشف شخصية البطل عند لاعبيه، وأهم ملامح تلك الشخصية هي الثقة بالنفس، وعدم فقدان التركيز تحت أي سبب من الأسباب، بدليل أن الفريق تأخر في أول مواجهاته بالبطولة أمام منتخب الأردن بهدف وظل محافظاً على هدوئه وتركيزه حتى أدرك التعادل في الدقيقة 92 من اللقاء، وتكرر هذا المشهد حيث تعرض لظروف قاسية أمام منتخب سوريا في الجولة الثالثة من الدور التمهيدي، عندما تعرض حارسه للطرد، ولعب في ظل النقص العددي ثم تمكنت من تحقيق الفوز، ويعود نفس المشهد ليتكرر معه في مباراة قطر بربع النهائي، عندما تم طرد أحد لاعبيه، ويتأخر بهدف، ثم يتمكن من التعادل وتسجيل هدف التقدم برغم النقص العددي. أما في مباراة كوريا الجنوبية فقد مني مرماه بهدف في البداية وفي الوقت الذي كانت الأفضلية للياباني فيه، ولكنه تمكن من العودة، ثم سجل هدف التقدم، قبل أن يتعرض إلى لحظة قمة في الدراما كانت من الممكن أن تحبطه أو تهز ثقته، وتفقده التركيز عندما تعادل معه الكوري في آخر دقيقة من اللقاء، ولجأ الطرفان إلى ركلات الجزاء، ومع ذلك ظل الفريق الياباني متماسكاً في ركلات الجزاء، ومرت عليه العاصفة بسلام. هاسيبي وشافي وربطت كل جماهير وعشاق الكرة الآسيوية التي تابعت البطولة بين لاعبين من الفريق الياباني ولاعبين مثلهما في فريق برشلونة، ووجدت شبها كبيراً بين اللاعب الياباني هاسيبي صاحب التمريرات السحرية البينة العابرة لكل الدفاعات من العمق، وبين اللاعب الإسباني شافي صاحب التمريرات الرائعة، وبما أن كل تمريرات هاسيبي المتقنة تصل إلى كاجاوا على خط منطقة جزاء المناسب فيعدلها وينفرد ليسجل بمنتهى المهارة فقد أطلقوا عليه ميسي آسيا، وربما أنه من وحي هذه المعطيات قال ميتسو مدرب المنتخب القطري قبل لقائه مع الأزرق الياباني أنه يواجه برشلونة آسيا. إبداع الكمبيوتر أبوظبي( الاتحاد) – قال المحلل الفني فييرا:بعد متابعة كل مباريات وفرق البطولة الآسيوية، يمكنني أن أقول إنه لا يوجد فريق في البطولة فاجأني بما لم أتوقعه إلا الفريق الياباني الذي كان دائماً يتحدى المستحيل، بفضل أدائه الجماعي، وخبرة لاعبيه، وانضباطهم ومهاراتهم العالية، وهو الفريق الأول الذي أجبر الجميع على احترامه ويملك الجديد الذي يقدمه في كل مباراة، بدليل أننا أحيانا وجدنا هاسيبي مفتاح الحل، وفي مباريات أخرى وجدنا أوكازاكي، ثم بعد ذلك وجدنا كاجاوا، وهوندا. أحلى 45 دقيقة في «الدوحة 2011» أبوظبي( الاتحاد) – قال فييرا كان الشوط الأول في مباراة اليابان وكوريا الجنوبية، هو أقوى شوط في البطولة من النواحي الفنية، وذلك نتيجة للسرعة والمهارة، والدقة في التمرير، والتحول السريع من الدفاع إلي الهجوم، والعكس، وأعتقد أن السبب الرئيسي في قوة هذا الشوط هو اللعب الهجومي، وحرص الفريقين على التسجيل لتحقيق المبادرة، وبالتالي فقد كانت لدينا 12 تسديدة على المرميين من الفريقين وجاءت معظمها بين الخشبات الثلاث، وقد اختلف أسلوب لعب الفريقين في هذا الشوط، حيث اعتمد الفريق الكوري الجنوبي على الكرات الطولية العالية من الخلف إلى الأمام التي ترسل لكل من كوجاك شول، وجي دونج وون على الطرفين وأحياناً في العمق، ومن إحدى هذه الكرات تمكن الفريق الكوري من الحصول على ضربة جزاء، وتسجيل الهدف الأول. أما الفريق الياباني فقد اعتمد على الكرات المتوسطة والقصيرة العرضية والطولية مع السرعة في نقل الهجمة عبر محطتين رئيسيتين هما هوندا، وكاجاوا، وقد استجد المنتخب الياباني آلية جديدة لنقل الكرة بشكل سلس، ومفاجأة المنافس تقوم على تجميع لاعبي كوريا الجنوبية في مكان الكرة من خلال 3 تمريرات أو أربع ثم تحويل الكرة إلى الاتجاه الآخر. درجات لاعبي «السامواري» «شمشون» اليابان كواشيما 10 نجاموتو 8 ايندو 9 كونو 8 هاسيبي 8 هوندا 9.5 كاجالوا 9 أوكازاكي 8 يوتشيدا 8 إيواماسا 7 إينوها 8 ها شي مي 7 كوريا سونج هيونج جون 8 كي يونج 7 كوجاك شول 7 دو ري شا 7.5 لي تشونج يونج 7 كيم هيون مونج 7 بلرك جي سونج 8 لي يونج هيو 7 جي دونج وون 8 جاي وان هوانج 7 هيو جين شوي 7 هونج شونج هو 7 درجات لاعبي «الكانجارو» «الأوزبكي» أستراليا مارك سوارزر 8 لوكاس نيل 7 هاري كويل 8 دافيد كارني 7 ويلك شاير 7 إيمرتون 7 تيم كاهيل 7 ساسا 7.5 جيدي نيك 7 برت هولمان 7 كارل فالري 7 مات ماكي 7 أوزبكستان تيمور جوراييف 3 حيدروف 3 أحمدوف 4 إسماعيلوف 4 كبادزة 4 كاربينكو 1 حسنوف 4 نوروزوف 3 دجيباروف 4 جوراييف 3 ماكسيم 4 باروسلاف 3
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©