الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد القبيسي: أرسم الطبيعة ولا تعجبني ألوان بيكاسو

سعيد القبيسي: أرسم الطبيعة ولا تعجبني ألوان بيكاسو
14 مارس 2009 00:30
يتحدث بعفوية طفولية بالغة، لم تتلون أيامه بعد بمختلف ألوان حياة الكبار من حوله، عفوي صادق يحاول شرح حبه المبكر للفرشاة، وموهبته التي أودعها الله في صدره، يعيد صياغة العالم من حوله بريشة تعكس منظوره الخاص للأشياء، يتفاعل مع محيطه بطرق مختلفة عن الصغار، مع أنَّ عمره لا يتجاوز عشر سنوات، لكن عمله ينم عن موهبة كبيرة، إن تحررت وانطلقت عرفت طريقها لأكبر صالات العرض، هو الطفل سعيد محمد القبيسي· ظهرت موهبته في الرسم وعمره لا يتجاوز ثلاث سنوات، عن هذه الموهبة وعن اللوحات التي يرسمها تقول والدته: ''ظهرت موهبته وعمره لا يتجاوز ثلاث سنوات عندما كان يدرس بروضة أولى، ولاحظَت ذلك معلمته التي طلبت من الأطفال في يوم من الأيام رسم البحر على ورق أبيض، حينها لوّن كل الأطفال هذه الورقة بلون واحد هو الأزرق مع إضافة الأسماك، أما سعيد فقد رسم البحر واليابسة والسماء والأفق والناس والأسماك، وكان له منظوره الخاص في خط هذه اللوحة الصغيرة، ناهيك عن ذلك فهو يستطيع أن يتحكم في القلم، بحيث إذا طلب منه أن يرسم مثلاً دائرة أو مثلثاً أو مربعاً فإنه ينهي الرسم للآخِر، أي يبدأ من نقطة معينة ويكمل ويرجع لنفس النقطة، وهذه كانت كلها بوادر ومؤشرات تنم عن موهبة· وفي الروضة الثانية، فتر اهتمامه برسم الطبيعة، وبدأ يرسم ملامح الوجه، كالعيون والفم، تنبهت لموهبته واشتريت له كتب الرسم التي وجد فيها ضالته، بحيث صار يقلد ما هو مرسوم بها من حيوانات وطبيعة ووجوه وشخصيات كرتونية يحبها، وعندما وصل عمره 6 سنوات بدأ يكتشف الألوان وعالم الرسم من خلال الكمبيوتر، وأنا أرقب موهبته كيف تتنامى وتكبر، وأحاول أن أساعده في صقلها، وطموحي أن يصل للعالمية، ولم لا وهو يتمتع بهذه الطاقة الإبداعية؟، المهم أن نعرف الطريق الصحيح لتوجيهه، حتى يعرف مقومات العمل ومبادئه، ويطور ذاته حتى ينمي مهاراته الإبداعية، ولم يسبق أن درس بشكل خصوصي المبادئ الأولية للرسم وأصوله إلا على يد أحد الرسامين السوريين الذي انبهر بعمله، وأعطاه دورة اقتصرت في مجملها على 6 ساعات، أما الأوقات التي يحلو له الرسم خلالها، فهي حالات الفرح والغضب، بحيث عندما يتلقى مني عقاباً من نوع ما، يرسم لوحة، يصب عبرها غضبه عليَّ، ويصوغ ملامحي بطريقة غير سوية ليثير غضبي''· قطوف تحاول أم سعيد شرح ما غاب عن ذاكرة الابن الصغيرة لكونه بدأ مبكراً في خط أوراقه، يقاطعها سعيد مرات، ويتدخل في الحديث ليشرح رسوماته التي يتذكرها جيداً ولحظات سعادته التي تمنحها له الأوراق والألوان والفرشاة، ويقول: ''يعجبني الرسم كثيراً وهو عالمي، عندما أغضب أرسم أمي بأشكال مختلفة، وأعبر من خلال الرسم عن الأشياء التي لا أحبها ولا أرغب فيها، أما عن رغبات الرسم فهي تجتاحني عندما أكون فرحاً أو حزيناً''· ويقول سعيد إنه استعمل الكمبيوتر في الرسم: ''أحببت العمل على الورق بداية، ثم اكتشفت عالم التلوين على شاشة الكمبيوتر، لكنه لم تتح لي الحرية والفضاءات التي أريد الرسم عليها، وبالطريقة التي أريد بحيث الورقة تمنحني الحرية أكثر في التخيل والإبداع ومزج الألوان وترتيبها على الورق بطريقتي الخاصة، وسابقاً كنت أستعمل الصباغة (الطلاء) المائية، أحببتها بداية، إلا أنَّها كانت تساهم في اتساع رقعة اللون لما بعد محيط الرسمة، ولكن مدرّبي علمني طريقة استعمال الألوان المائية والقدر من الماء الذي يجب صبّه على الصباغة حتى لا يفيض على الرسم ومحيطه، كما علمني طريقة التلوين بحيث أبدأ من الوسط وأتدرج لنهاية الرسم وليس بالعكس، أما الصباغة الزيتية فهي التي تمنحني حرية كبيرة، حيث التعامل مع الألوان والرسم بطريقة مختلفة، إذ علمني أستاذي كيف أستعمل نوعاً خاصاً من الزيوت وأضيفه إلى الألوان، وطريقة مزج هذه الألوان، وكيفية استعمال السكين في رسم المجسمات بأبعاد مختلفة· وأحب كثيراً رسم الطبيعة من خلال إيحاءات بعض الكتب، ثم أشكل لوحة خاصة بي بواسطة التخيل والإبداع الشخصي ودون تدخل أحد''· وعن إنتاجه الفني يقول: ''رسمت ثلاث لوحات كبيرة الحجم، وأخرى صغيرة، واللوحة التي أحبها كثيراً هي لوحة الطبيعة''· تردد كثيراً في إطلاق اسم على اللوحة التي يحبها ويعتزّ بها، لكنه في النهاية أطلق عليها اسم ''قطوف'' نسبة إلى المنطقة التي ينتمي لها بــ''ليوا''، وهي تقع في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، وقد تمَّ له ذلك بمساعدة والده محمد سعيد المهير القبيسي· أما عن رسّامه المفضل وقدوته الفنية فهو بيكاسو، لكنه يقول إنه لا يحبذ طريقة استعماله للألوان
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©