الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الحوثيون» يمهلون هادي 10 أيام لتشكيل الحكومة اليمنية

«الحوثيون» يمهلون هادي 10 أيام لتشكيل الحكومة اليمنية
1 نوفمبر 2014 19:15
عقيل الحـلالي (صنعاء) هدد المتمردون الحوثيون، أمس، بإطاحة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي إذا لم يُشكل حكومة كفاءات وطنية في غضون عشرة أيام، وذلك خلال لقاء موسع عُقد مساء الجمعة في العاصمة صنعاء استجابة لدعوة أطلقها زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، في 24 أكتوبر الماضي بغرض «تدارس المستجدات السياسية والأمنية على الساحة الوطنية. وشارك قرابة 4 آلاف شخص من مؤيدي الجماعة المذهبية في اللقاء الموسع لـ«وجهاء وعقلاء وحكماء اليمن» الذي عُقد في الصالة الرياضية المغلقة شمال صنعاء في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضتها جماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة منذ اجتياحها في 21 سبتمبر الفائت. وشدد اللقاء الذي غاب عنه كبار زعماء القبائل اليمنية وقادة الأحزاب السياسية، على ضرورة الالتزام بتنفيذ بنود اتفاقية السلم والشراكة التي تم التوصل إليها أواخر سبتمبر برعاية مباشرة من مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر. وطالب اللقاء بـ«الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة» وفقاً لمعايير اتفاقية السلم التي منحت المتمردين الحوثيين والمعارضة الانفصالية في الجنوب جزءاً من السلطة. وأقر اللقاء في بيانه الختامي «وجوب الإسهام المجتمعي في معالجة القضية الجنوبية»، و»تشكيل لجنة جنوبية شمالية خاصة بالقضية الجنوبية تُعنى بالتشاور مع كافة فصائل الحراك الجنوبي للتوصل إلى حل عادل» لقضية الجنوب، حيث تتصاعد الاحتجاجات الانفصالية منذ مارس 2007. وأشاد البيان بدور اللجان الشعبية المسلحة الموالية لجماعة الحوثيين «في حماية المدن وصيانة الممتلكات العامة والخاصة»، وطالب بإدانة «خطابات التشكيك في دور هذه اللجان» التي تحكم قبضتها على العاصمة صنعاء ومدن رئيسية أخرى في ظل غياب القوات الحكومية عن المشهد. ودان اللقاء الموسع للحوثيين هجمات تنظيم القاعدة التي تستهدف الجيش والأمن والمدنيين «في ظل صمت مريب من بعض القيادات السياسية»، مشدداً على ضرورة مساندة مؤسسة الجيش والأمن «حتى تتمكن من القيام بمهامها على أكمل وجه». وأكد البيان الختامي «تجريم كل المحاولات الانتهازية لتوفير الغطاء السياسي والإعلامي للعناصر التكفيرية وتجريم الدعوات الطائفية والمذهبية». وشدد البيان «على ضرورة قيام الدولة بكافة مؤسساتها المدنية والعسكرية بواجباتها في حفظ الأمن والسكينة العامة»، ودعا في الوقت ذاته إلى «تشكيل لجان ثورية في جميع المحافظات اليمنية للوقوف إلى جانب المواطنين في المطالبة باستعادة حقوقهم المسلوبة والرقابة على أداء وأجهزة الدولة». وأضاف البيان :»يؤكد المجتمعون على أنهم ماضون في عملية التغيير (..) ولن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام التعاطي غير المسؤول مع القضايا المصيرية»، مؤكداً أن الخيارات ستظل مفتوحة «للحفاظ على المكتسبات الثورية» التي حققتها الانتفاضة الشعبية التي تزعمها «الحوثيون» في أغسطس، وتوجت أواخر سبتمبر بالقضاء على مراكز نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في اليمن وحزبها السياسي «تجمع الإصلاح»، اللذين تزعما الانتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011. وحث الشيخ، ضيف الله رسام، في كلمته نيابة عن زعماء القبائل اليمنية، على معالجة مظالم الجنوبيين «بالحق والعدل»، مشدداً على ضرورة سرعة تشكيل حكومة كفاءات وطنية بموجب اتفاق السلم والشراكة الوطنية. وقال :»نمهل رئيس الجمهورية عشرة أيام لاستكمال تشكيل الحكومة على الوجه المطلوب حسب الاتفاق، وإلا فإن الاجتماع الثاني سيكون في القصر الرئاسي وسيقر مجلس إنقاذ وطني»، مناشداً «كل حر وغيور التأهب والاستعداد للوقوف صفاً واحداً لمواجهة المكائد والمؤامرات». من جانبه، حذر مستشار الرئيس اليمني عن جماعة الحوثيين، صالح الصماد، من توجه لتمزيق اليمن ووحدته الوطنية المعلنة بين الشمال والجنوب في مايو 1990، منتقداً بشدة تهديدات دولية أخيرة بفرض عقوبات على زعيم التمرد الشيعي، عبدالملك الحوثي، والرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال الصماد أمام اللقاء الموسع لأنصار الحوثيين :»ننصح دول الخارج بأن يغيروا لهجتهم تجاه الشعب اليمني الذي لا يتحمل لغة التهديد والعقوبات. سيقدر الشعب اليمني كل الجهود الخيرة التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار في البلاد». وأشار إلى أن تأخير إعلان الحكومة الجديدة يزيد من حالة الاضطرابات السياسية والأمنية في البلاد «في ظل مؤامرات تحاك ضد الجيش والأمن»، وذكر أن هناك «أطرافاً تسعى لوضع مزيد من العراقيل أما تنفيذ اتفاق السلم والشراكة» الذي اعتبره بمثابة «خريطة طريق» لإنهاء الأزمة الحالية. وحذر الصماد من «عراقيل وضعت في الشمال والجنوب وتزداد يوماً بعد يوم وكأن هناك توجهاً لتمزيق اليمن ووحدته»، لكنه أكد أن «كل العراقيل «لن تنجح أبداً». وقال إن جماعته رفضت الانفراد بالسلطة بعد انتصار ثورتها ضد من وصفها بـ»قوى النفوذ» في إشارة واضحة إلى عائلة الأحمر التي تتزعم قبيلة «حاشد» وخسرت مكانتها القبلية في فبراير، الجنرال البارز علي محسن الأحمر، وهو السند القوي لحزب الإصلاح الإسلامي السني، وفر أواخر سبتمبر إلى الخارج. وأعلن عميد في الجيش اليمني أمام اللقاء الموسع عن إشهار ما أسماه بـ«المجلس العسكري لحماية الثورة»، وسط ترديد الحاضرين شعار الجماعة الحوثية «الموت لأميركا الموت لإسرائيل». وقال إن المجلس سيتكلف «بحماية الثورة من كل الأخطار والمؤامرات»، حسب قوله. وقال عبدالهادي الصلوي، في كلمة نيابة عن شباب الثورة، :»ثورتنا لم تعد محصورة في ساحة وخيمة. ثورتنا انتقلت إلى كل مرفق من مرافق الدولة وإلى كل شارع وكل بيت»، لافتاً إلى أن ثورة 21 سبتمبر «أنجزت في شهرين ما عجز الساسة عن تحقيقه في عقود». وصرخ أحد منظمي اللقاء من على المنصبة «نقول لأميركا وللغرب وللدول العشر إننا شعب واحد ودمائنا واحدة». وهتف المشاركون في اللقاء بصوت واحد :»شعب يمني واحد، جيش يمني واحد، نموت وتحيا اليمن». كما هتفوا :»ثورتنا مستمرة واليمن تبقى حرة»، و»اجتمعنا اجتمعنا.. يا بلادي انتصارنا». من جهة ثانية، اغتال مسلحون مجهولون، الليلة قبل الماضية، ضابطاً في البحث الجنائي في محافظة لحج جنوب البلاد، وذلك في أحد مسلسل عمليات القتل الذي يستهدف منذ سنوات رجال الجيش والأمن في اليمن. وقال مصدر أمني في لحج لـ(الاتحاد) إن مسلحين كانا على متن دراجة نارية أطلقوا النار على الضابط في البحث الجنائي، فضل علي، عندما كان واقفاً أمام مطعم في شارع رئيسي في مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة. وأوضح المصدر أن حملة أمنية انطلقت صباح الجمعة لتعقيب المسلحين المتورطين في حادثة اغتيال الضابط. وعلى صعيد متصل، بدأت السلطات الأمنية اليمنية تحريات واسعة لملاحقة مسلحين قبليين خطفوا، الأربعاء، طبيبة طاجاكية، في مدينة مأرب شرق صنعاء. وقالت وزارة الداخلية في بيان، نشر على موقعها الإلكتروني، إن الأجهزة الأمنية في مأرب بدأت تحريات واسعة لضبط خاطفي الطبيبة الطاجاكستانية، جوليا روف إيفا، التي تعمل مساعدة طبيب نساء وولادة في المستشفى العسكري بالمدينة. وأكد البيان حرص الأجهزة الأمنية على سلامة الطبيبة المخطوفة، وأنها «تبذل كل جهودها من أجل تحريرها في أقرب وقت ممكن بالتعاون مع المنطقة العسكرية الثالثة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©