يبدو أن دائرة تكريم الأبيض بالفوز بدورة كأس الخليج ليس لها نهاية·· مخزون الحب بإنجاز المنتخب فاق كل التوقعات، وبالأمس كان نجوم المنتخب في ضيافة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، واليوم قبل الماضي استقبلهم سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي·
وبين استقبالات كبار المسؤولين ، هناك احتفالات رجال الأعمال والقطاع الخاص والذين انبرى بعضهم وتسابق من أجل تكريم المنتخب ونجومه·· وأمام مسلسل الفرح والذي نعيش فيه كل يوم مع حلقه جديدة أصبح البعض يرى أن هناك نوعا من المبالغة يرافق دائرة التكريم التي تطال المنتخب من يوم إلى آخر ، ووجهة النظر هذه أصبحنا نسمعها تتردد مؤخرا·
وتردد مثل هذا الكلام يفرض علينا التوقف عند جزئية واحدة، هل بالفعل كانت ردة فعلنا في الإمارات على الفوز بالدورة وحجم التكريم الذي رافقها مبالغا فيه·؟ مع كامل الاحترام لوجهة النظر هذه ، إلا أننا نختلف معها، لقد كانت هناك حالة من الشوق واللهفة من أجل تحقيق لقب دورة الخليج وعندما جاءت البطولة كان من الطبيعي أن تكون ردة الفعل عارمة· إنها أشبه بفرحة المولود الأول·
وطالما أن كرة الإمارات تعيش أجواء جديدة لم تعتد عليها من قبل فما هو المانع من استغلال الفرصة كاملة والاستمتاع بكل لحظه فيها ، ولحظات الفوز بالبطولات لا تأتي كل يوم ولا تعود بسهولة وقد انتظرنا سنوات طويلة قبل أن نحصد اللقب الأول·· ما هو المانع أن تستمر الفرحة ودائرة التكريم أياما وأسابيع ، ماذا ينتظرنا؟·
الدوري والكأس، هذه مسابقات لا تنتهي وتذهب وتعود، ولكن الفرحة أيامها محدودة مهما طالت فترة التكريم أو قلت·· علاوة على ذلك ، ليس المهم أن كانت الفرحة قد أخذت أياما أو أسابيع ، بل المهم أنها تستحق كل هذا الوقت أم لا·
المهم صدق المشاعر في هذه الفرحة ، والتي جاءت بعفوية وتلقائية بعيدا عن أي تصنع أو رياء·· إنها مشاعر صادقة، من الحاكم والمحكوم، من الصغير والكبير، من المواطن والمقيم تستحق أن تأخذ مداها كاملا·· من أحب ذلك أهلا به ، ومن لم يحب فإن ذلك شأنه ، لكنه لن يغير من الحقيقة شيئا·
سيف الشامسي
عدد اليوم
