الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأولاد» يطاردون «أسود الأطلس» في طريق ربع النهائي

«الأولاد» يطاردون «أسود الأطلس» في طريق ربع النهائي
26 يناير 2013 23:11
محمد حامد (دبي)، دوربان (وكلات) - يأمل كل من المنتخبات الأربعة في المجموعة الأولى جنوب أفريقيا وأنجولا والمغرب والرأس الأخضر أن يحجز بطاقته إلى ربع النهائي اليوم في ختام الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول في نهائيات أمم أفريقيا 2013 لكرة القدم التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 10 فبراير. ولا تزال بطاقتا العبور إلى دور الثمانية حائرتين بين المنتخبات الأربعة، لكن المهمة الأصعب تنتظر المنتخب المغربي المدعو لمواجهة نظيره الجنوب أفريقي صاحب الضيافة في دوربان، بينما تنتقل انجولا والرأس الأخضر إلى بورت اليزابيت. وكانت الجولة الأولى الافتتاحية في جوهانسبيرج أسفرت عن تعادلين سلبيين، فيما فازت جنوب أفريقيا على أنجولا 2-صفر، وتفادى المغرب الهزيمة واكتفى بالتعادل 1-1 مع الرأس الأخضر في الجولة الثانية. وتتصدر جنوب أفريقيا الترتيب برصيد 4 نقاط مقابل نقطتين لكل من المغرب والرأس الأخضر (تعادل كامل) ونقطة لأنجولا. سيكون ملعب موزس مابيدا مسرحا للقاء جنوب أفريقيا والمغرب، ويكفي الأولى التعادل بأي نتيجة كانت حتى ترفع رصيدها إلى 5 نقاط وتخطف أحدى البطاقتين، فيما يحتاج المغرب إلى الفوز ولا شيء سواه كي يضمن بدوره تأهله وبخمس نقاط بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية. وفي الحسابات المعقدة أكثر، يتأهل المغرب، بطل المسابقة عام 1976 في أثيوبيا، في حال تعادله مع جنوب أفريقيا بأي نتيجة شرط أن تتغلب أنجولا على الرأس الأخضر بنتيجة لا تزيد على 1-صفر لأنه سيستفيد من فارق الأهداف، وغير ذلك لن يكون في مصلحته. ورغم الانتقادات العلنية التي وجهها المدرب المغربي رشيد الطاوسي في المؤتمرات الصحفية خصوصا ما يتعلق منها بالأخطاء “الفردية القاتلة”، لكن بصيص الأمل لا يزال موجودا لديه: “ما قدمناه في الشوط الثاني أمام الرأس الأخضر يشكل مصدر أمل لنا في المباراة المقبلة” ضد جنوب أفريقيا. وعكف الطاوسي مباشرة بعد التعادل الثاني لـ “أسود الأطلس” مع الجهاز الفني واللاعبين على دراسة هذه الأخطاء وتحليلها بهدف تلافيها من خلال أشرطة الفيديو، ثم انتقل إلى استكمال الاستعدادات التدريبية، لكن الأمطار الغزيرة التي هطلت الخميس أعاقت حركته ما استدعى إجراء التدريب على ركلات الترجيح تحت النفق الواصل بين غرف ملابس اللاعبين وأرض الملعب. وجرب الطاوسي جميع المهاجمين لديه سواء الأساسيين من يونس بلهندة (المباراة الثانية فقط) حتى منير الحمداوي مرورا بهشام إمرابط وأسامه السعيدي وغيرهم، أو الاحتياطيين من يوسف العربي وكمال الشافني إلى شاهر بلغزواني، فكان المردود عقيما باستثناء الهدف الذي سجل بإمضاء العربي وأتى بالتعادل وأبقى الأمل موجودا. من جانبه، يخوض مدرب جنوب أفريقيا جوردون ايجسوند اللقاء مسلحا بارتفاع معنويات لاعبيه بعد الفوز على أنجولا، وبالجمهور المساند الذي سيملأ المدرجات والذي شكره المدرب “الأشيب” لأنه وقف مع المنتخب ولأول مرة. ويعول ايجسوند الذي فاز منتخبه باللقب مرة واحدة على أرضه عام 1996 بعد رفع الحظر المفروض عليه بسبب سياسة التمييز العنصري في البلاد، في المباراة الأخيرة على ثبات المستوى لدى لاعبيه الذين لم يتأثروا بالتعادل السلبي مع الرأس الأخضر في الجولة الأولى، لا بل ظهروا في المباراة الثانية بإسلوب أكثر تطوراً وكانواً أكثر تصميماً وعزيمة على تحقيق الفوز. من جانبه، أكد كاتليجو مافيدا مهاجم منتخب جنوب أفريقيا الذي يملك في رصيده 23 هدفاً سجلها في 52 مباراة دولية، وهو هداف التشكيلة الحالية لمنتخب بلاده، أن المواجهة مع المغرب ستكون صعبة، ولكن صعوبتها لن تقلل من طموحات “الأولاد” للفوز بها وتصدر المجموعة الأولى، كما أشار الهداف الجنوب أفريقي إلى أن ملعب موزيس مابيدا بمدينة دوربان يمثل تعويذة الحظ لمنتخب بلاده الملقب بمنتخب الأولاد. وأكدت صحيفة “ميل آند جارديان” الجنوب أفريفية أن مافيدا لم يتجاوز الحقيقة حينما قال إن ستاد موزيس مابيدا يجلب الحظ الجيد للمنتخب، كما أنه يشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً على العكس من المدن الأخرى وعلى رأسها جوهانسبرج الذي لا يمتلئ ملعبها الشهير “سوكر سيتي” بالجماهير، حيث لا تتمتع كرة القدم بما يكفي من الشعبية في هذه المدينة، على العكس من دوربان التي يقف جمهورها خلف المنتخب بكل قوة. ولم يسبق لـ “الأولاد” أن تلقوا أي هزيمة على ملعب موزيس مابيدا، إلا في مناسبة واحدة على يد المنتخب الإنجليزي في مباراة ودية دولية، وعدا ذلك حققوا عدداً من الانتصارات المهمة في مسيرة الكرة في جنوب أفريقيا على هذا الملعب، وهو الأمر الذي ر فع من وتيرة التفاؤل لديهم قبل ساعات من مواجهة المنتخب المغربي. وعلى صعيد متصل، أكدت تقارير واردة من جنوب أفريقيا أن مواجهة المنتخب المغربي مع منتخب البلد المستضيف للبطولة تحظى باهتمام جماهيري كبير، وعلى الرغم من ظهور المدرجات خالية في غالبية المباريات التي أقيمت حتى الآن، إلا أن المواجهة المغربية مع منتخب “بافانا بافانا” قد تشهد امتلاء المدرجات عن آخرها . وأكد موقع “كيك أوف” الجنوب أفريقي أن تذاكر المباراة التي تقام بملعب موزيس مابيدا في دوربان أوشكت على النفاذ، وهو ما يعكس المصالحة الجماهيرية على أثر العرض الجيد الذي قدمه نجوم جنوب أفريقيا في مباراتهم الماضية أمام أنجولا، والتي انتهت بالفوز بثنائية بيضاء، ومن المعروف أن مدرجات ملعب موزيس مابيدا تستوعب ما لا يقل عن 62 ألف متفرج. وقد يكون الحضور الجماهيري المكثف أحد عوامل الضغط على المنتخب المغربي الساعي إلى الفوز للمحافظة على حظوظه في التأهل إلى الدور المقبل، خاصة أنه لم يتمكن حتى الآن من تحقيق أي فوز، فقد تعادل في ضربة البداية أمام أنجولا بدون أهداف، ثم سقط في فخ التعادل أمام بهدف لمثله أمام منتخب الرأس الأخضر، مما تسبب في موجة من الغضب الجماهيري والإعلامي في المغرب، خاصة أن الرأس الأخضر “كاب فيردي” من المنتخبات المجهولة كروياً والتي لا تملك تاريخاً كروياً على الساحة القارية. وتميل الكفة لمصلحة جنوب أفريقيا في المواجهات السابقة حيث التقى المنتخبان 3 مرات سابقا جميعها في نهائيات الأمم الأفريقية ففازت جنوب أفريقيا مرتين 2-1 في ربع نهائي 1998، و3-1 في الدور الأول عام 2002 (المجموعة الثانية)، وتعادلا 1-1 في الدور الأول 2004 (المجموعة الرابعة). وما ينطبق على طرفي المباراة الأولى، ينسحب أيضا على أنجولا والرأس الأخضر، والأخيرة يصيبها ما يصيب المغرب في الفوز كما في التعادل، وليس في الخسارة التي ستخرجهما معا، ويبقى فارق الأهداف التي ستسجل هو الفيصل، وربما في النهاية الذهاب إلى القرعة. أما أنجولا فتحتاج إلى الفوز وخسارة المغرب في آن معاً شرط أن يكون فوزها بأكثر من هدف. ويخشى مدرب أنجولا الأوروجوياني جوستافو فيرين من تكرار الأخطاء التحكيمية التي ساندت جنوب أفريقيا في المباراة السابقة حين قال: “جنوب أفريقيا لعبت بشكل أفضل منا، لكن لا أعتقد أن هذا المنتخب بحاجة إلى أخطاء تحكيمية تساعده على تحقيق الفوز”. وقدمت أنجولا مستوى مقبولاً أمام المغرب ثم تراجع في اللقاء الثاني بشكل لافت، فيما كان الرأس الأخضر ثابتاً في المواجهتين السابقتين، وركز مدربه لوسيو إنطونيس على الأمل الباقي للتأهل، فهل يفعلها على حساب المغرب وأنجولا بعد أن قاد بلده الصغير (نصف مليون نسمة فقط) إلى النهائيات لأول مرة في تاريخه؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©