الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الطاهر لبيب: المتغيرات العربية تستدعي مراجعة مفهوم المثقف والمفكر

الطاهر لبيب: المتغيرات العربية تستدعي مراجعة مفهوم المثقف والمفكر
19 أكتوبر 2011 09:57
دبي (الاتحاد) - استضافت ندوة الثقافة والعلوم في دبي مساء أمس الأول، الباحث والمفكر العربي التونسي الدكتور الطاهر لبيب، في محاضرة بعنوان «قراءة ثقافية فكرية في الربيع العربي»، تحدث فيها عن دور المثقفين العرب والثقافة العربية في «الثورات العربية» عموما، و»الثورة التونسية» بصورة خاصة. حضر المحاضرة محمد المر نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون وسلطان بن صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، والدكتور عبدالخالق عبدالله رئيس اللجنة الثقافية فيها، وقام بتقديم المحاضر علي عبيد رئيس اللجنة الإعلامية في ندوة الثقافة والعلوم. الدكتور لبيب بدأ بعرض البعد الفكري للثورة، من خلال طرح سؤال عن المعرفة وحدودها، قائلا إن المعرفة العربية عجزت عن التنبؤ بالثورات، فهي ظاهرة جديدة لم يكن المشهد الثقافي حاضرا فيها. واسترجع لبيب المشهد الثقافي الذي كان سائدا في الستينات والسبعينات، حيث كان هناك حراك ثقافي ذو طابع متعدد الألوان، اليساري والقومي وغيرهما، لكن هذا المشهد اختفى منذ الثمانينات، لتبدأ مرحلة الخروج من التاريخ وجلد الذات. وتحدث الدكتور لبيب عما أسماه انفصاما بين الثقافة والمجتمع على صعيد الأفكار والممارسات، قائلا إن المبدعين وحدهم، الشعراء والفنانين، هم من استشرفوا ما يجري عبر إبداعاتهم، بينما تخلفت الدراسات والأبحاث المعرفية والفكرية عن مثل هذا الاستشراف، وكل ما كان يمكن للمعرفة أن تقدمه هو حدس بالتغيير دون معرفة أشكاله وصوره. والأهم أنه إذا كان البعض قادرا على قراءة حدث هنا أو تغيير هناك، فقد ظل غائبا فهم الصيرورات التي تتشكل في العالم العربي. وتوقف الدكتور لبيب عند أنماط من المثقفين العرب، قائلا إن الغالبية هي من المثقفين الذين يتنقلون بين أنساق فكرية مختلفة، بحيث أنهم بلا أية مشاريع ثقافية أو سياسية. وأشار إلى ظاهرة غياب النقد عن الساحة الثقافية، والمزايدات التي يقوم بها البعض من خلال ادعاء المشاركة في تفجير المتغيرات. ودعا إلى أن تكون للمعرفة سلطتها وشرعيتها في الصراع على معنى الأشياء، وأن هناك سيادة لغياب المعنى يستدعي مراجعة مفهوم المثقف والمفكر. وتحدث الدكتور لبيب عن النخب الجديدة التي تشكلت في ظل الدكتاتوريات العربية، وأن هناك اليوم نوعا جديدا من النخب آخذ في التشكل، حيث أن حركات التغيير بدأت تصنع نخبتها، ودور النخبة اليوم هو أن تبني وتصوغ الخطاب المعرفي للثورة. وختم لبيب بالحديث عن أن تغييرات كثيرة ستحدث على مستوى الوعي، معتبرا أن الثورات العالمية كانت تستمر قرونا للوصول إلى المجتمع المدني، وعندها تأكل الثورة أولادها، وذلك بعد أن تكون قد أنجزت مشروعها بأبعاده المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©