السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن ترفض خطة إيرانية لحل المسألة النووية

واشنطن ترفض خطة إيرانية لحل المسألة النووية
6 أكتوبر 2012
عواصم (الاتحاد، وكالات) - ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في عددها الصادر أمس أن مسؤولين أميركيين رفضوا خطة طرحتها إيران لحل مسألة البرنامج النووي الإيراني ورفع جميع العقوبات الدولية والغربية المفروضة عليها حتى توقف ذلك البرنامج. وأوضحت أن الخطة الإيرانية تتضمن 9 خطوات تبدأ بوقف تخصيب اليورانيوم تدريجياً مقابل إلغاء كل العقوبات التي تمنع مبيعات النفط وتتسبب في انهيار قيمة العملة الإيرانية الريال، وتم تقديمها أولاً للمسؤولين الأوروبيين في شهر يوليو الماضي. وقالت: إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمسؤولين الإيرانيين استغلوا حضورهم الأُسبوع الماضي اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ليحاولوا حشد الدعم للخطة، ما يشير إلى أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية على خامنئي بدأ يشعر أخيراً بالضغط. وأضافت أنها تقترح رفع العقوبات خطوة خطوة بينما ينهي الإيرانيون العمل في أحد موقعين لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وعند الوصول إلى الخطوة التاسعة سوف يتم تعليق إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة متوسطة في موقع “فوردو” المحصن تحت سطح الأرض. ولكن مسؤولي الإدارة الأميركية قالوا إن الخطة سوف تحتل العناوين الرئيسية في الصحف غير أنها لن تضمن عدم قيام إيران بصنع سلاح نووي، حيث إنها تستطيع أن تستأنف البرنامج النووي خلال جزء من الثانية. في غضون ذلك، صرح وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية قال ديفيد كوهين بأن تراجع قيمة الريال الإيراني أمام العملات الأُخرى خلال العام المنصرم كان نتيجة سوء الإدارة الاقتصادية في إيران والعقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وقال للصحفيين، خلال زيارته مؤسسة “تشاتام هاوس” البريطانية للأبحاث في لندن”، “يرجع هذا بدون شك في جانب كبير إلى سوء إدارة الحكومة الإيرانية لاقتصادها، فضلاً عن تأثير العقوبات. بمقدور القيادة الإيرانية تخفيف الضغط الذي يشعر به شعبها، وذلك بمعالجة المخاوف من أنشطتها النووية”. في المقابل، رأى غلام علي حداد عادل، مستشار خامنئي حمو ابنه مجتبى، أن هناك “مؤامرة” على أسواق الصرف والذهب في إيران وسيتم التغلب عليها، وقال، في تصريح نقلته “وكالة أنباء فارس” الإيرانية شبه الرسمية “إن إيران تتغلب على الحرب النفسية والمؤامرة التي أحضرها العدو لسوق الصرف والذهب وهذه الحرب تتقلب باستمرار”، وأضاف “القوى المتغطرسة تعتقد، بطريقتها الساذجة، أن الأمة الإيرانية مستعدة للتخلي عن الثورة الإسلامية بالضغط الاقتصادي، لكننا نبني قوة إيران الاقتصادية”. وكانت حكومة نجاد قد أعلنت وضع برنامج اقتصادي متكامل لتخفيض سعر الدولار الأميركي أمام الريال، فيما لا تزال الإشاعات تحاصر سوق طهران الكبير، حيث ذكر عدد من التجار أن سعر الدولار انخفض بشكل مفاجئ بعد قيام الحكومة بضخ السيولة النقدية. في السياق ذاته، أعلنت النيابة العامة في طهران اعتقال 16 شخصاً من المخلين الرئيسيين بأسعار الصرف في أسواق العملات الصعبة، من خلال “استغلال الأجواء الناجمة عن الحرب النفسية للعدو، والاستفادة من الجهات التي تبث الإشاعات في الداخل والخارج، والتواطؤ مع بعضهم لتحقيق أرباح شخصية بشكل غير قانوني، والمساعدة على تنفيذ أطماع أجنبية للإخلال بأوضاع الاقتصادية للبلاد”. وأوضحت، في بيان بثته عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، أن من بين التهم الموجهة إلى المعتقلين “شراء وبيع العملات الصعبة خارج الشبكة المصرفية على نطاق واسع وتهريبها، وتشكيل عصابات منظمة، وإجراء معاملات صورية بهدف زيادة أسعار العملات الصعبة وتشويش أذهان عامة الناس، والإخلال بعمل السوق وتحصيل الأموال بطريقة غير مشروعة عبر رفع أسعار العملات الصعبة بشكل غير منطقي، وتوتير أجواء أسواق الصرف، وتضييع حقوق الناس”. وأضافت أنه، على سبيل المثال، بلغ حجم التبادل المالي والرصيد المصرفي لأحد المتهمين خلال السنة الأخيرة أكثر من ألف مليار ريال من خلال الممارسات والمخالفات المذكورة. وذكرت أن هناك متهمين آخرين تحت الملاحقة القضائية. من جانب آخر، دعت إيطاليا إلى تشديد العقوبات والضغط على إيران بسبب برنامجها النووي، محذرة من اللجوء إلى الخيار العسكري ضدها. وقال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي، في تصريح أوردته وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء “لمنع طهران من الاستمرار في مشروع زعزعة الاستقرار وامتلاك سلاح نووي، ينبغي مواصلة فرض العقوبات والضغط على نظامها”. وذكر تيرسي “لا ينبغي لإيران أن تحصل على سلاح نووي وللحيلولة دون ذلك، على الرغم من عدم استبعاد أي خيار، فمن الضروري الإصرار على العقوبات ومواصلة الضغط على النظام، لأن العقوبات تظهر فاعلية كاملة على نحو ما يظهره انهيار العملة الإيرانية”. ورأى أن الهجوم العسكري على إيران سيكون “قفزة في الظلام من شأنها أن تؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها”. كما رأى نائب رئيس الوزراء ووزير الاستخبارات وشؤون الطاقة النووية الإسرائيلي دان ميريدور، المتحفظ على لغة الحرب ضد إيران، أنه يجب تشديد العقوبات ضد طهران. وقال لصحفيين فرنسيين في باريس “إننا نرى نتائج العقوبات والعزلة الدبلوماسية لإيران. لم نصل إلى نهاية الطريق بعد، واعتقد أن ما رأيناه في إيران (الاحتجاجات على انهيار الريال في طهران يوم الأربعاء الماضي) مهم. لقد حان الوقت لتكثيف وتشديد العقوبات”. وأضاف “لدينا تحالف نادر للغاية ومهم جداً بين إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا وكل الدول العربية تقريباً، باستثناء سوريا، التي تريد وقف طريق القنبلة الذرية الإيرانية”، حسب تعبيره. وتابع “أعتقد أن كل هذا التحالف ليس ضعيفا جداً وأن إيران ليست قوية جداً وينبغي أن يفهم الإيرانيون أن أمامهم الخيار بين مواصلة طريقهم إلى القنبلة أو استمرار نظامهم”. ونأى ميريدور بنفسه مجدداً عن مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإدارة الأميركية بوضع “خطوط حمراء” أمام إيران لمنعها من صنع سلاح نووي. وقال “إن هذه اللغة بين مؤيد ومعارض للهجوم العسكري ليست أمراً أضاف شيئاً إلى أمن إسرائيل. أعتقد أننا تكلمنا كثيراً عنه وأن الصيغة التي استخدمها الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، كافية”. وأضاف “إذا كنت تريد أن تطلق النار، فأطلق النار ولا تتكلم”. وخلص إلى القول “إن الأمر الآخر المهم هو سوريا، حليفة إيران الوحيدة. كل الدول العربية تريد أن يتغير نظام (الرئيس السوري بشار الأسد) وإذا سقط نظام الأسد، فسيوجه ذلك ضربة أساسية إلى إيران”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©