الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجزيرة تعامل مع الأهلي بطريقة «الملاكمين»

الجزيرة تعامل مع الأهلي بطريقة «الملاكمين»
19 أكتوبر 2011 09:31
دبي (الاتحاد) - اعتقدت في بداية مباراة الجزيرة والأهلي أن فريق “الفورمولا” نزل إلى أرض الملعب دون إجراء عمليات الإحماء، وأنه أراد “التسخين” ابتداء من صافرة بداية اللقاء، وهو بذلك لعب على طريقة بعض نجوم “الملاكمة”، حيث يهتم الملاكم بحماية وجهه من ضربات منافسه فقط من أجل استنزاف قواه دون مبادرة بتوجيه أي ضربات. لعب الجزيرة في بداية المباراة بتمركز جيد في الدفاع والوسط مع وجود حذر في التحركات في كل الخطوط وبطء في الحركة ظهر كأنه أمر متعمد لاستكشاف طريقة لعب الأهلي ونواياه، ولم تكن هناك رغبة في تطوير الهجمات ومشاركة لاعبي الوسط فيها وهو ما جعل أوليفيرا منعزلاً في الأمام وحده دون مساندة من الثلاثي دياكيه وعبد الله قاسم ودلجادو، واحتاج “الجزراوية” 30 دقيقة لدخول جو المباراة وتحرك كل الخطوط لتحقيق الفوز. فطن الجهاز الفني للجزيرة بقيادة البلجيكي فرانكي فيركوترن إلى الخلل الواضح في طريقة لعب الأهلي، ووضع يده على نقطة الضعف الرئيسية وهي الجبهة اليسرى، التي كانت مفتاح الفوز العريض لحامل اللقب في ظهوره الأول للنسخة الرابعة لدوري المحترفين، وكانت هذه “الثغرة” بداية مسلسل الأهداف الأربعة. جاء الهدف الأول من خلال زيادة عددية في الجبهة اليمنى الهجومية للجزيرة للضغط على الجبهة اليسرى الدفاعية للأهلي، التي سمحت بتقدم المدافع لوكاس نيل وإرسال كرة عرضية إلى أوليفيرا، الذي استغل التمركز الخاطئ لمدافع الأهلي خالد محمد وسجل برأسه، بسبب وقوف مدافع الأهلي خلف مهاجم الجزيرة، وهو ما منعه من مزاحمته أو مشاركته في ضربة الرأس، وكان الأجدر بالمدافع أن يقف بين مهاجم الجزيرة وبين المرمى لمنعه من التسديد بالرأس. وفي الهدف الثاني كرر “الجزراوية” استغلال الجبهة اليسرى الدفاعية للأهلي، لكن هذه المرة كان عن طريق خالد سبيل وعبد الله قاسم لكنها كانت أيضاً إلى قدم أوليفيرا، الذي لم يحظ بأي نوع من المراقبة أو المضايقة داخل منطقة الجزاء رغم هدفه الأول، وفي الهدف الثالث أيضاً كانت الجبهة اليسرى الدفاعية للأهلي هي “كلمة السر” بين عبد الله قاسم وأوليفيرا ليضطر خالد محمد إلى لمس الكرة بيده ليكون الهدف الثالث من ضربة جزاء. الغريب أن الهدف الرابع أيضاً كان عن طريق الجبهة اليسرى للأهلي أيضاً، بعد أن فشل هاشيك مدرب الأهلي في سد الثغرة فكان طريق دلجادو سهلاً في التمرير العرضي إلى “البديل” باري، الذي سجل في أول لعبة له بعد مشاركته بعد أن انفرط تماسك لاعبي الأهلي، خاصة مع فشل المهاجمين في إحراز أهداف من الفرص التي أتيحت لهم أمام مرمى الجزيرة. كيف تفوق أوليفيرا تفوق أوليفيرا ونجح في استغلال أخطاء الدفاع “الأحمر”، وذلك بفضل سهولة الأداء والرشاقة والمهارة العالية، لأنه قد يخطئ المدافع ويفشل المهاجم في استغلال الأخطاء إذا كان هو لا يمتلك تلك المقومات التي يمتلكها أوليفيرا، الذي يترجم جهود فريقه إلى أهداف، وكان مهاجم الجزيرة مميزاً في الارتقاء الرائع وتغيير اتجاه جسمه في الهواء وتوجيه الكرة إلى المكان الذي يريده على طريقة “البلياردو”، وهذا ما كان في الهدف الأول. وفي الهدف الثاني والتسبب في الثالث كان أوليفيرا متفوقاً في التمركز الجيد داخل منطقة الجزاء وانتظار الكرة العرضية من زملائه، لأن المهاجم الجيد هو الذي يملك مهارة التوقع داخل المنطقة بتوقع تمريرة الزميل أو ارتداد الكرة من القائم أو جسم الحارس وتحضير الحل المناسب بفكر مهاري سليم وهدوء أعصاب وهو ما طبقه أوليفيرا بمهارة ودقة. تبديلات هاشيك لم تكن التبديلات التي أجراها هاشيك مدرب الأهلي فعالة بإشراك جمعة صنقور بدلاً من إسماعيل الحمادي وفيصل خليل بدلاً من خيمينيز، خاصة أن التبديل والتغيير في عناصر التشكيلة جاء متأخراً، لأن الموقف أصبح سيئاً بعد طرد المدافع خالد محمد في الدقيقة 61، والذي زاد من إرباك حسابات مدرب الأهلي الذي وجد نفسه متأخراً بثلاثة أهداف أمام فريق يعرف كيف يسجل من الفرص التي تتاح له. وقد حاول الأهلي في الشوط الثاني، الذي كان خلاله أسوأ كثيراً من الأول، الذي كان خلاله أكثر سرعة وقوة، لكن كل المحاولات باءت بالفشل بسبب التأثر بأهداف الجزيرة، وضعف الثبات الانفعالي، الذي لابد أن يكون موجوداً ليتمكن الفريق الذي يتأخر من تعويض تأخره وإيقاف منافسه، وهذا ما جعل دور الأهلي في المباراة يتوقف تماماً بعد نصف ساعة من بدء اللقاء في ظل سيطرة الجزيرة على مجريات اللقاء. وبعد مباراة الجولة الأولى لحامل اللقب والفوز الكبير على الأهلي العريق برباعية، يبقى سؤال مهم حول قدرة البلجيكي فرانكي على الاحتفاظ بتوهج فريقه واستمرار تطوير الأداء والاستفادة من الكوكبة الكبيرة من اللاعبين المحليين والأجانب، وهو رهان صعب في ظل وجود منافسة شرسة متوقعة، خاصة بعد الإنذار “الجزراوي” لكل فرق الدوري من خلال الفوز الرباعي في الجولة الأولى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©