بعد التطور الذي حصل منذ الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، تلاه القرن التاسع عشر، شهد العالم طفرة حقيقية وتطورات متسارعة في نوعية الحياة العصرية، وبات الانفتاح أكثر على كافة الصعد وشهد العالم نقلات متسارعة انعكست على حياة البشرية عامة·
وبات للمرأة ظهورها الواضح، وصارت تخوض معترك الحياة مثلها مثل الرجل، وأصبحت تنادي بالحرية والمساواة بينها وبين شريكها من الجنس الآخر، وما يشهده العالم الغربي من نداءات ومطالبات بحرية المرأة وفق فكر وثقافة شعوبها في أطر تتماشى مع طبيعة تلك الشعوب وديانتها، وبحكم أن العالم قرية صغيرة فإن الكثير من هذه الأفكار الغربية المنادية بحرية المرأة وتحريرها من قيود الرجل تبث لعالمنا الإسلامي، خاصة مع الطفرة المعلوماتية وتنوع وسائل الاتصالات والفضائيات، إلا أن ما يبث من أفكار ملوثة لا تتناسب مع قيم المرأة العربية والمسلمة التي كرمها الإسلام وحفظ كرامتها وحقوقها، بما يتناسب مع وضعها الأنثوي وطبيعتها التي خلقت عليها كامرأة وأم ومربية وشريكة لنصفها الثاني في الحياة·
وليس هناك أدنى شك في أن للمرأة مكانتها وتقديرها واحترامها وحريتها، ويأتي يوم المرأة العالمي في الثامن من مارس من كل عام محملاً بشعارات ومطالبات عديدة، إلا إن ديننا الإسلامي أول من كرّم المرأة وحفظ لها حقوقها وكرامتها وحريتها وفق النهج الإسلامي العظيم، فبعد أن سلبت منها كافة الحقوق وكانت تعامل معاملة سيئة وتعيش ذليلة منكسرة لا حول لها ولا قوة، جاء الدين الإسلامي وشرّع لها حقوقاً رفعت من مكانتها كفتاة وزوجة وأم وأرملة ومطلقة تحترم، فلتسعد كل امرأة مسلمة حصّنها الدين الإسلامي ورفع مكانتها عن باقي الديانات·
ليلى أولاد ثاني
عدد اليوم
