السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خميس المحاربي: احتفظ بـ ربع مليون صورة في مكتبتي

خميس المحاربي: احتفظ بـ ربع مليون صورة في مكتبتي
14 مارس 2009 00:38
فنان من طراز نادر، مجنون بعدسته، يطارد اللقطة، يسير إليها عشرات الكيلومترات ليرصد مشهداً لم تصل عدسات الآخرين إليه، يمضي الليل ساهراً في شواهق الجبال يتحين شروق الشمس أو التماعة القمر، جاب عمان من أولها إلى آخرها، يعرف كل شبر فيها، بحراً وصحراء وجبالا، كل قرية عمانية لها في سجلاته صورة، ففي أرشيفه نحو ربع مليون صورة· هو خميس المحاربي، اسم معروف جداً في عمان، حصل على دبلوم الدراسات العليا في إدارة الموارد البشرية، من سكوتلاند بالمملكة المتحدة ،1996 ويعمل حالياً مديراً إدارياً بمركز تقنيات التعليم في جامعة السلطان قابوس، لكن شغفه بالصورة قرّبه من عضوية نادي التصوير بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية منذ إنشاء الجمعية، كما أشرف على جماعة التصوير بجامعة السلطان قابوس خلال الفترة من 1993 إلى 1998 ، وهو متواصل مع الصحافة التي يراها انعكاساً جميلا لانتشار هوايته، ينشر حاليا مقالات سياحية شهرية عن السلطنة في مجلة ''بنت الخليج '' الصادرة من دبي إضافة إلى نشره سابقا صفحات مصورة أسبوعية بكل من جريدة الوطن عن السياحة، وجريدة عمان '' قصة صورة''· أقام 13 معرضاً شخصياً داخل السلطنة وخارجها، كان آخرها معرض ''همسات من عمان'' أكتوبر 2008 م بدمشق- سوريا، ضمن فعاليات مسقط العاصمة الثقافية، وله تسعة عروض للشرائح مع المؤثرات الصوتية، داخل السلطنة وخارجها كما شارك في 14 معارضاً للصور الفوتوغرافية داخل السلطنة وخارجها، كما حكّم عدداً من المسابقات المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي· يعتز المحاربي بمشاركته في معارض الاتحاد العالمي للتصوير الفوتوغرافي '' الخامس والعشرين '' بمدينة تون بسويسرا 1999م، و'' السادس والعشرين '' في مدينة براتو بإيطاليا 2001م، والسابع و العشرين بهنجاريا ،2004 والثامن والعشرين بالصين ،2006 ويوغسلافيا ،2008 وبسبب هذه السيرة الذاتية الثرية حصل على 11 جائزة في مسابقات الصـور الفوتوغرافية، كان آخرها فوزه بالجائزة الثالثة في مسابقة نادي التصوير بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية يناير 2007م· بعد كل هذا التعريف نتعرف على خميس المحاربي بصورة أكبر عبر هذا الحوار· ؟ كيف كانت بداية علاقتك مع التصوير؟ - منذ أن بدأت أدرك معنى الجمال حولي تولدت لدي هواية الرسم وكنت أشارك بلوحاتي في مدرسة الخليل بن عبدالله بفنجاء، وعند انتقالي إلىئ الدراسة للمرحلة الثانوية بمدرسة جابر بن زيد بمسقط، حصلت على كاميرا فوتوغرافية صغيرة كجائزة لفوزي بأحد المراكز المتقدمة، وكانت اللحظة التى تولدت لدي حب التصوير الفوتوغرافي، وفي عام 1987 اقتنيت أول كاميرا فوتوغرافية متخصصة '' S L R''، عندها كانت البداية الحقيقية لعشقي لفن التصوير الفوتوغرافي· ؟ يدفعنا الفضول لمعرفة رصيدك من الصور! - لدي حالياً مكتبة من الصور الفوتوغرافية والشرائح والصور الرقمية تحتوي على ما يزيد عن '' ربع مليون '' صورة، من داخل السلطنة وخارجها منذ بداية هوسي بالتصوير الفوتوغرافي في عام 7891 وحتى هذه اللحظات· ؟ لكن كيف تحافظ عليها؟ - هذا الموضوع هم يومي أعيشه في كل لحظاتي، وللأسف مازال هذا الكم الهائل من الصور تنبشه ساعة الزمن من التغيير الكيمائي المستمر في الأفلام الأصلية، لأني بصراحة لم أتمكن حتى الآن من المحافظة على هذا الأرشيف المهم بطريقة احترافية، فكل الصور الآن موزعة حسب الولايات والمناطق وحفظتها في ملفات تقليدية، منثورة في مواقع مختلفة· ؟ كل شبر من عمان تعرفه من خلال تجوالك·· وتعتبر موثقاً لحركة التنمية في السلطنة·· كيف ترى الطبيعة العمانية؟ وحينما تستعرض هذه الوثائق الدالة كيف تشعر إزاءها؟ - الطبيعة العمانية هي عالمي الجميل وفيها أجد نفسي كعاشق لجماليات الكون، وحب الحياة، وهي مصدر الالهام والتجلي، والسكون مع النفس، لذلك كل صورة من الطبيعة العمانية تنسيني مشاغل الحياة ومشاكلها، وقد تعودت الرجوع الى أرشيفي من الصور الفوتوغرافية عندما أشعر بالضيق من مشاكل الحياة وعندما أتأملها لبرهة، أنسى كل المشاكل وتبدأ الابتسامة تسرى في نفسي، وأعيش عندها لحظات الفرح من جديد· ؟ ما الفرق بين التصوير الرقمي والتصوير الذي أعددته قبل ذلك؟ئ - التصوير بالكاميرات التقليدية يتطلب من المصور الدقة في فهم الإضاءة، لأن المصور لايستطيع الاطلاع على صوره في تلك اللحظة كما هي الميزة الآن في التصوير الرقمي، كما أن التصوير بالأفلام كان أكثر صدقاً في نقل الواقع، إضافة إلى المهارة التي يجب توافرها في المصور في حقل العمل لإبراز إبداعاته، وهناك حدود بسيطة للتدخل في الصورة بعد التصوير، أما الآنئ فمعظم المصورين الفوتوغرافيين يتدخلون كثيرا في تعديل الصورئالرقمية من خلال البرامج المتخصصة في معالجة الصور· ؟ أي الأشياء تثيرك أكثر لتصويرها؟ ولماذا؟ - الطبيعة تثيرني جدا وأسجل جمالياتها بكل شغف، لكن الترحال في الأرض ومشاهدة الجمال الآخر في الناس شدني إليهم أكثر، ووجدت نفسي أعيش لحظات فرحهم وأتامل روعة همساتهم العفوية، وأصبحت الوجوه تشدني أكثر، وتجعلني أدخل في حالة من الاندماج الكلي في المشهد أثناء تصوير الوجوه والناس بشكل عام· ؟ من المعروف عنك جنونك في ملاحقة الصور، حتى أنك نشرت حلقات صحفية حول علاقة الصورة بك·· ماذا عن هذا الجنون؟ - لكل صورة قصة في ذاكرتي تولد مع كل ضغطة زر على الكاميرا، وهناك قصص مؤثرة جداً في مسيرة التصوير التي أعيش كل تفاصيلها، لذلك كنت أنشر صفحة مصورة أسبوعية لمدة عام كامل بجريدة عمان، لأعبر من خلالها عن علاقتي بكل صورة، وقصص التفاعل مع كل مشهد الذي يعيشه المصور الفوتوغرافي، والمواقف التى تحصل أثناء التصوير، بهدف اطلاع القراء على الجانب الخفي في حياة المصور في الميدان· ؟ قدمت أكثر من إصدار حول هوايتك·· هل ترى أن توثيق الصور في كتاب ضروري؟ - نعم·· خاصة بعد أن يكون لدى المصور الفوتوغرافي الرصيد الكافي من الصور المميزة والتى تتناسب ونشرها في كتاب، وبإذن الله سيصدر لي كتابان هذا العام، وذلك بعد التعاون مع إحدى المؤسسات المتخصصة في نشر الكتب·ئ ؟ يقال إن الأدب لا ''يوكل عيشاً'' فهل تفعل مهنة التصوير ذلك؟ - قد تنطبق هذه المقولة على هذه الهواية، إضافة إلى ذلك فإن التصوير الفوتوغرافي يتطلب الكثير من المال والجهد، ويكلف المصور الكثير من الوقت لممارسة هوايته، لكن المجتمع لن ينسى أبداً كل جهد مخلص يقدمه المصور الفوتوغرافي لمجتمعه،'' قد لا يوكل التصوير عيشا، إلا أنه يمكن أن يجني ذهبا من خلال احترام وتقدير المجتمع للمصور الفوتوغرافي
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©