الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتراق والتطهر بنار العنف

الاحتراق والتطهر بنار العنف
17 أكتوبر 2013 11:48
يعرض حالياً في عدد من صالات العرض السينمائية في العاصمة أبوظبي، أحدث فيلم أميركي بعنوان “السجناء” بتوقيع المخرج الكندي العالمي دينيس فينلوف، عن سيناريو للكاتب أرون جوز كاوسكي. وعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تيلو رايد السينمائي. ونهتم بهذا الفيلم الذي يلقى اهتماما واسعا من الجمهور محليا وعالميا، لأسباب كثيرة، أولها أنّه حصل حتى الآن على تقييم مشاهدة بنسبة 90%، بحسب “ميتاكريتيك”، وثانيا لأنه يتصدر قائمة أعلى إيرادات في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، إذ حصد في عرضه الأول في صالات لندن، إيرادات تتفوق على فيلم “رش” الذي يدور حول سباق “فورمولا1”، بعوائد قدرها مليون و370 ألف جنيه إسترليني، فيما حقق فيلم “رش”، وهو في المرتبة الثانية، إيرادات بلغت 887 ألف جنيه إسترليني، فيما تصدّر إيرادات السينما في أميركا الشمالية، ففي عروض أسبوعه الأول حقق إيرادات بلغت نحو 21 مليوناً و400 ألف دولار. وأيضا لأن فيلم “السجناء”، هو عمل درامي بالكامل، ويتخلّى عن الكثير من التقنيات السائدة التي غزت نتاجات هوليوود منذ أكثر من خمس سنوات، حيث الاعتماد على فنون الجرافيك، وتقنيات الحاسوب والتحريك وفنون تكنولوجيا صناعة الفيلم، وغيرها من وسائل الإبهار البصري، التي تفقد الأفلام روعتها ولونها، ومذاقها، ليبقى “السجناء” فيلما ممتعا ومثيرا في تصوراته وتساؤلاته، على الرغم من ضجيج المطاردات وعمليات البحث والنقلات السريعة في المشاهد، في إطار مونتاج ذكي، ومشهديات بصرية أخاذة تقوم على تصوير دقيق ومدروس في كل لقطة وحركة كاميرا، وأداء ممثل. أما السبب الثالث للاهتمام بالفيلم فيعود إلى قصته الدرامية التي تقوم على تصوير عالم الجريمة والإثارة والتّشويق والأداء الرفيع، من خلال التركيز على مؤامرة اختطاف فتاتين صغيرتين، في المناطق الريفية، في ولاية بنسلفانيا، وعملية بحث مضنية للعثور عليهما، وسط أجواء مشحونة بالترقب، وتحقيقات مكثفة مضنية، وتحليلات نفسية تحبس الأنفاس. ويجسد أحداث الفيلم وبطولته، الممثل والمنتج الأسترالي الشهير هيو جاكمان (مواليد عام 1968)، والمعروف بدور وولفرين في سلسلة أفلام “إكس من”، وهناك الممثل جايك جيلنهال بدور المحقق، ومعهما بول دانو، فيولا ديفيس، ماريا بيلو، تيرنس هوارد، وميليسا ليو، ونخبة من الممثلين المساعدين الذين ساهموا في إنجاح الفيلم الممتلئ بالحركة وجودة المناظر وأجواء مواقع التصوير التي تكشف لك طبيعة ساحرة. تبدأ أحداث الفيلم، باحتفالات عيد الشّكر، حيث نرى كيلر دوفر (هيو جاكمان) وهو رجل شديد التّدين، ويدير أعمال نجارة ناجحة، وبرفقته زوجته، وابنته الصغيرة آنا (تلعب دورها إيرين كراموفتش) وهم يحضرون مأدبة عشاء، أقامها جاره والبريش (تيرنس هوارد)، في السّكن بهذه المناسبة، وفي منتصف السهرة، تخرج آنا الصغيرة، برفقة صديقتها الصغيرة جوي والبريش (كالي درو) للتنزه واللعب، لكنهما سرعان ما تختفيان عن الأنظار، لقد تمّ اختطافهما على ما يبدو، لتبدأ عمليات مريرة من البحث عنهما بقيادة المحقق لوكي، عمليات كبيرة ومتواصلة ومنهكة، تجعلك تعيش الحالة، وقلق الأسرتين على ابنتيهما، وتثار عديد التساؤلات حول هذه الجريمة الغامضة التي تمت بهدوء، ومن دون ضجيج، حتى تصل أحداث الفيلم إلى ذروتها، حينما يتّم اكتشاف هوية الخاطفين. إنها عصابة مكونة من امرأة وزوجها، فقدا ابنهما الصغير إثر إصابته بمرض السرطان، فقررا الانتقام من الآخرين على طريقتهما، بعد أن يكونا قد أعلنا أنهما تخليا عن الإيمان والدّين، وكل القيم النبيلة، وأنهما سيعملان على دفع الناس لكي يفقدوا إيمانهم بكل القيم الدينية والسماوية، ظنّا منهما أنها هي التي حرمتهما من طفلهما، فقررا أن يكونا العدو اللدود للمجتمع، كما قررا بقوة التخطيط لسرقة فرحة أي أبوين لديهما أطفال. وبدأت جرائم سرقة الأطفال وتعذيبهم وقتلهم تتوالى، توازياً مع حالات الرعب التي باتت تصيب أهل المدينة بكاملها، أمام هذه الجرائم التي يتم التخطيط لها بعناية ودقة شديدة. ثم تأتي اللحظة الحاسمة في حياة الزوج المجرم، الذي يعود إلى إنسانيته في لحظة ضعف، فيقرر إنهاء هذه الحال، لتنتهي أول خيوط لعبة الجريمة، بذهابه طواعية إلى منزل أحد القساوسة (باتريك دون)، ويقدم اعترافه تفصيلياً، معلناً في اعترافه عن جميع الجرائم التي ارتكبها مع زوجته بحق نحو ثلاثين طفلاً وطفلة من الأبرياء. إنّه يطالب الأب، بأن ينهي حياته فوراً، وأن ينقذه من عدوانيته وكراهيته لمجتمعه، متوسلاً إليه بقوله: “إنني أستحق القتل، وإذا لم تفعل ذلك الآن، فإنك تكون قد منحتني فرصة جديدة لمعاودة قتل الأطفال، أرجوك سيدي افعلها الآن ولا تتردد”، وسرعان ما يلبي القس رغبة القاتل الذي استرد إنسانيته، فيضعه في قبو، لا منافذ له، حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، أما زوجته التي تمكّنت الجريمة من امتلاكها، فلم تأبه كثيرا لاختفاء زوجها، وظلت تمارس عمليات الخطف والقتل، إلى أن تصل أحداث الفيلم إلى قمة ذروتها، حيث تتمكن الشرطة أثناء ملاحقتها، من قتلها، وتخليص المدينة من شرورها. هذه هي المعطيات الرئيسة في فيلم «السجناء»، وشخصياته السجينة داخل عالم الكراهية، لكن قبل الحديث عن تقنياته وأسلوب إخراجه، نشير أولاً إلى إنتاجه العالمي بكل المقاييس، إنتاج مثقف ومبهر، تولاّه كل من كيرا دينيس، وبرودريك جونسون، بحيث جاءت مشاهد الفيلم كافة وافية ودقيقة وعميقة في مزجها ولونها، محققة الإيهام الفني المطلوب، مضافاً إلى ذلك جمال التصوير، وتلك المشاهد الرائعة، وبخاصة تصوير المناظر الخارجية، بكاميرا المصوّر الشهير روجر ديكنز، ومدى حساسية عدسته التي نقلت بدقة التحليلات النفسية للشخصيات أثناء أزماتها، ومن ثم جمال التصوير لاحتفالات عيد الشكر وما يرتبط بها من تقاليد، أثثت لها تلك المناظر الداخلية والديكورات التي صممها فرانك جالين، والتي عكست بجمال تصويرها الواقع الاجتماعي الأميركي داخل العائلة على مستوى روعة وجمال الحوار، وتلك اللمسات الإنسانية التي تستشفها من الإشارات والإيماءات وأحياناً النظرات المشجعة واليائسة معا، توازياً مع الموسيقى الرائعة التي صممها خصيصا للفيلم جوهان جوهانسن، ومع عمليات المونتاج السلسة والنّاعمة التي نفذها الفنانان جويل كوكس، وجاري روتش، مونتاج مبهر ودقيق، صنع كل أجواء التشويق في الفيلم، بل جعل له لونا وشكلا، مميزين في المعاني والدلالات، بحيث تشعر وأنت تتابع أحداث الفيلم أنك أمام رواية متكاملة التتابع من دون انقطاع يذكر، مع إشارة أيضاً لتلك الملابس التي صممها رينيه إبريل، وجرى اختيارها بعناية شديدة، كما أنها وظفت بطريقة ترتبط بعمق مع حالات الشخصيات وتحوّلاتها مع تطور أحداث الفيلم الذي عكس واقعاً جديداً للسينما الأميركية. ويعتقد العديد من نقاد السينما أن وراء النجاح الجماهيري الساحق الذي يحققه الفيلم يعود إلى ملل مشاهدي السينما من أفلام الصيف التي تعتمد على قصص الأبطال الخارقين ذات الإنتاج الضخم والإبهار البصري على حساب المضمون الإنساني، ودخول المشاهدين في مزاج أفلام الخريف التي يفضلها الجمهور الأكبر سنّا، خاصة أن أبطال الفيلم من النجوم الكبار نسبيا في السّن، كما أن الفيلم يركز أيضاً على قيمة العائلة وتكاتفها وقت الأزمات، بمقابل الجانب الروحي والديني الذي بات مسألة هامشية لدى الكثيرين إثر ما أحدثته تكنولوجيا ثورة المعلومات من سلبيات في ثقافة التسامح وقبول الآخر. ويقودنا كل هذا الكلام إلى الأداء الرفيع الذي قدّمه الممثل الأسترالي هيو جاكمان، بدور كيلر دوفر، حامل لقب أكثر الممثلين جاذبية في فيلم خيال علمي، وكان قد رشّح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في نوفمبر عام 2008، وجائزة البافتا لأفضل ممثل في دور رئيس، ونال عن دوره في فيلم “البؤساء” جائزة (غولدن غلوب)، كأفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي، كما تمّ تكريمه في ديسمبر عام 2012 بنجمة على ممر الشّهرة في هوليوود، كذلك تمّ تكريمه في الدّورة الأخيرة لمهرجان سباستيان السينمائي في إسبانيا بجائزة (دونوستيا)، عن مجمل أفلامه، وفي هذا الفيلم أكد جمال موهبته الفنية ليس عبر وسامته، ولكن من خلال صدق تعبيره وإحساسه بالشخصية والحالة التي يجسدها، ولهذا أصبح في وقت قياسي من أبرز ممثلي هوليوود وأعلاهم أجراً. ولا تفوتنا الإشارة في هذا السياق إلى نجاح الممثل جايك جيلنهال (مواليد عام 1980) في تجسيد دوره بدقة، في هذا الفيلم، وهو صاحب موهبة جميلة، وخبرة عريقة في مجال الفن السابع، استمدها من والدته ناوومي فونر التي كتبت وأنتجت مجموعة من الأفلام، كما نجحت في إخراج فيلم مؤثر بعنوان “فتيات جيدات جدا” مع إليزابيث أولسن، وداكوتا فاتينغ، وديمي مور، وأيضا من والده ستيفن جيلنهال الذي كتب وأخرج عددا من الأفلام السينمائية الراقية، أشهرها “خسارة إيزابا” 2005، وآخرها “جذور النبات” 2012، وقد أفاد جايك من تلك الأجواء السينمائية العائلية المحيطة به، مضافاً إليها موهبته وثقافته، ليقدم لنا في هذا الفيلم أداءً رفيعاً، متسقاً ومتناغماً مع روح الشخصية وهدف ورسالة العمل ككل. ومعهما بالطبع الممثلة ميليسا ليو، التي لعبت دور البطولة أمام هيو جاكمان، والحائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “المقاتلون”، وكان أداؤها في السجناء رائعا شفافا، ونجحت في تشكيل ثنائية عالية القيمة في الأداء والتعبير مع هيو جاكمان، بل نجحت في إضافة الكثير إلى دورها وشخصيتها، من خلال عفويتها وصدق مشاعرها وطلّتها الودودة على الشاشة، طلّة تجعلك تفكر على الدّوام بمصيرها ومصير بقية أبطال الفيلم الذين يدفعونك للتعاطف معهم على الرغم من بشاعة سلوكهم. يحمل هذا الفيلم مقومات نجاحه كافة، وبخاصة طريقة إخراجه المحكمة، من جانب دينيس فينلوف، صاحب فيلم “حرائق”، عن الحرب الأهلية اللبنانية، وقدراته الهائلة في الحديث عن الغضب في الأجواء الحميمية وسط الأسرة والمجتمع، وأن أهم ما يميز أسلوبه الإخراجي في “السجناء”، هو اعتماده على منهجية تفكيك اللقطة الواحدة، إلى لقطات جزئية صغيرة سريعة متلاحقة، ولا تكاد تشعر بذلك لدقة التنفيذ، وأن هذه التقنية التي يجيدها دينيس، تساعدنا في الواقع على الفهم السريع لانفعالات وسلوك الممثل، وربما تتبع دقّات قلبه، وعدد أنفاسه مع كل لحظة توتر تمرّ، كما أن هذا المبدع الذي لا يرى في السينما غير وجه واحد لها، أنها تصنع من أجل سلامة الروح، ومن أجل ذلك يقود جمهور أفلامه على الدوام لمناطق شائكة من خلال لقطات واسعة كاشفة، وبخاصة تلك التي تم تصويرها في أجواء قاسية ممطرة، يحقق من خلالها متعة مشاهدة إضافية، بسبب رقي لغته السينمائية ومفرداته، وشاعريته في الدخول إلى عمق الشخصيات، في إطار منهجية المدرسة التحليلية، فهو يحكي قصته بهدوء رائع، وربما تكون قصته التي يتناولها ويعرضها لنا في “السجناء”، لها أمثلة كثيرة في السينما، وبخاصة الأفلام التي تتحدث عن المافيا وعالم الجريمة المنظمة، ولكنه يمتلك قدرات خاصة، على توصيف الحالة، وبناء الصورة السينمائية بخصوصية تجعلك تبحث على الدوام عما تخفيه الصور من معانٍ ودلالات ورموز وتركيبات، تنحاز دائما للتعبير الرفيع، والإنسان في أسواء حالاته. ناهيك عن ذلك السيناريو الرائع الذي صاغه بمهارة عالية السيناريست والناقد أرون جوز كاوسكي، بعد أن قدم سيناريو دقيق خاص بالفيلم، ونعني بذلك معرفته بخفايا اللغة السينمائية، وكان في الواقع مبهراً في نسج مستويات عديدة من الحوار، والتقطيعات السريعة جداً من دون إخلال، وبخاصة رسمه الوصفي الدقيق للمناظر الخارجية، على صعوبتها، ليأتينا هذا الفيلم بصيغته الروائية التي تعكس مضموناً إنسانياً، يقوم على شمولية ومنطقية درامية، ربما لا يشوبها سوى مشاهد سريعة مكررة في تأثيراتها النفسية، لكنه يظل بالمجمل فيلم مؤثر بمواجهة مجتمع الخوف والخطف في أهم بلد في العالم. فيلم “السجناء” الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية جدا في صالات أبوظبي، وبالطبع على المستوى العالمي هو ليس مجرد فيلم يبحث في عالم الجريمة، وما يحيط بها من أعمال خطف وعنف وتعذيب وقتل وانتقام، بقدر ما هو فيلم سيكولوجي تحليلي، يأخذك بجمالياته ومعانيه إلى أبعد من ذلك، إلى مناطق شائكة ومجهولة من حياة وثقافة وحلم المجتمع الأميركي، بل وإلى مساحة من الفراغ، حيث تنشأ ظواهر مقيتة من العنف والتطرف والكراهية والإرهاب الفكري، في زحمة فكر الإزاحة، وهيمنة القوة وتسيّد الفكر العولمي في كل شيء، ولا نعتقد أن هذا الجهد الضخم المبذول لإنجاز مثل هكذا فيلم كان منصباً من أجل تصوير فكرة الانتقام، إنما هو في التقدير انعكاس منطقي لما تحدثه السياسة التي تفرض نفسها على الواقع الاجتماعي المغلّف بشعارات لا تحقق المزواجة بين النظرية والتطبيق، وهذا ما شاهدناه في عديد المشاهد النقاشية بين أبطال الفيلم حول الحياة والمجتمع والسياسة والدين. ننحاز لـ”السجناء”، بسبب مضمونه وجمالياته ولغته السينمائية العالية، التي يبدو أنها أدارت ظهرها لسينما العنف والأبطال الخارقين الذين لا يموتون، وقدمت للجمهور فيلما إنسانيا، يناقشنا بقالب الحكي والسرد الممتع، ولغة عرض التفاصيل ضمن مفردات ومبتكرات في التعبير البصري، ما يجعلك تعايش مفاهيم وحياة العائلة الأميركية البسيطة، حينما تتعرض لأزمة حقيقية، ضمن إطار (سينما المجتمع)، التي تستمد قيمتها، من الواقع المعاش، وما يحيط به من مظاهر سياسية. وعلى الرغم من تسريب مقاطع كبيرة من الفيلم عبر قرصنة (سينما الإنترنت) إلا أن الفيلم ما زال محافظاً على قيمته من حيث حجم المشاهدة الجماهيرية في صالات العرض، مشاهدة تزداد يوماً بعد يوم، منذ انطلاقة عروضه الجماهيرية في أنحاء العالم نهاية أغسطس الماضي. «اتحاد عربي للجمعيات السينمائية» لدعم صناعة السينما أعلن ممثلو جمعيات سينمائية أهلية تنتمي إلى 7 دول عربية عن تأسيس “الاتحاد العربي للجمعيات السينمائية” ليكون مظلة للجمعيات العاملة في دعم صناعة السينما العربية. ووقع مؤسسو الاتحاد وثيقة التأسيس في مؤتمر صحفي أعلنوا فيه عن أهداف التجمع الجديد ومنها: التنسيق بين الجمعيات ودعم صناعة السينما عن طريق ورش تدريب وتبادل الخبرات والعمل على استصدار قوانين وقرارات إدارية لتسهيل مهمة السينمائيين في التصوير والتوزيع بين الدول الأعضاء. وقد استضاف “مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط” الاجتماع التأسيسي للاتحاد الذي ضم ممثلين عن جمعيات سينمائية أهلية من مصر والسعودية والكويت وسلطنة عمان والمغرب والجزائر والبحرين. وتضم قائمة الجمعيات المؤسسة للاتحاد: الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما وبيت السينما المصرية والجمعية العمانية للسينما ونادي الكويت للسينما والجمعية السعودية للثقافة والفنون وجمعية شاشات لنا الجزائرية وجمعية مهرجان الرباط المغربية وجمعية البحرين للسينما. ويفتح باب العضوية لكل الجمعيات الأهلية المتخصصة في مجال السينما في الدول العربية. وتضم الدول العربية عدداً محدوداً من الجمعيات السينمائية الأهلية، بينما لا تضم دول أخرى أي جمعيات أهلية، حيث تتحكم الحكومات في الصناعة السينمائية بالكامل. برنامج واسع لمهرجان لندن السينمائي افتتحت الدورة 57 لمهرجان لندن السينمائي الدولي في ليستر سكوير وسط العاصمة البريطانية، بفيلم “القبطان فيليبس” للمخرج البريطاني بول غرينغراس الذي جسد دور البطولة فيه الممثل توم كروز، وسيختتم بفيلم “إنقاذ السيد بانكس”، وهو من بطولته أيضا إلى جانب الممثلة الإنجليزية إيما تومبسون. وحرصت إدارة المهرجان التي تقودها الأسترالية كلير ستيوارت على أن تنثر عددا من الإشارات في حفلي افتتاح واختتام هذا المهرجان البريطاني العريق، تعكس الحرص على الموازنة بين ثنائيات متعددة. فحين اختارت فيلما هوليود كان لمخرج بريطاني يعمل في هوليوود هو بول غرينغراس، وجاء فيلم الختام من بطولة ممثلة بريطانية قديرة وعن كاتبة بريطانية معروفة وكتب السيناريو له كاتب بريطاني واعد هو كيلي مارسيل وكاتبة تلفزيونية أسترالية هي سو سميث. وبدت هذه الإدارة تنافح بصعوبة للموازنة بين خصوصية المهرجان الذي عرف عنه اهتمامه بتقديم النتاج السينمائي المتميز في العالم، وتقديم صورة بانورامية عن أبرز اتجاهاته ونتاجاته على مدى عام، حتى حق تسميته حسب تعبير بعض النقاد بـ “مهرجان المهرجانات”، وتوجه الإدارة الجديدة لجعله مهرجانا تنافسياً يقدم جوائزه الخاصة وعروضه الأولى الخاصة، فبات برنامج المهرجان واسعاً يضم نحو 235 فيلما روائياً و153 فيلماً قصيراً من 57 بلداً. شبهة انتحار في وفاة المخرج الإيطالي كارلو ليتزاني توفي المخرج الإيطالي كارلو ليتزاني عن عمر يناهز واحداً وتسعين عاماً، وذلك بعد أن سقط من شرفة بالطابق الثالث في منزله بالعاصمة الإيطالية روما. وذكرت وكالات أنباء محلية أن السلطات تحقق فيما إذا كانت هناك شبهة انتحار في الحادثة. وليتزاني، الذي كان يشغل منصب رئيس مهرجان البندقية السينمائي لأربعة أعوام، هو مخرج فيلم “بانديتي أ ميلانو” عام 1968. كما شارك أيضا في إخراج بعض المشاهد من فيلم “جيرمانيا آنو تسيرو”، وذلك أثناء غياب المخرج الإيطالي روبيرتو روزيليني. وقال زميله المخرج الإيطالي إيتوري سكولا لوكالة أنسا الإيطالية للأنباء، إنه يمر “بوقت حزين للغاية”. وكان ليتزاني قد بدأ مشواره الفني كناقد سينمائي، ثم انتقل بعد ذلك إلى كتابة السيناريوهات لمخرج الواقعية الجديدة الإيطالي الشهير روزيليني. وبجانب حصوله على تكريم لكتابته في فيلم “جيرمانيا آنو تسيرو” عام 1948،. حصل ليتزاني أيضاً على ترشيح لجائزة الأوسكار عن مشاركته في فيلم “ريزو آمارو” عام 1950 من إخراج جيوسيبو دي سانتيس. وحصل ليتزاني أيضاً على جائزة أفضل مخرج من أكاديمية السينما الإيطالية عام 1968 عن فيلمه “بانديتي أ ميلانو”، الذي تدور أحداثه حول عملية بحث عن لصوص أحد البنوك. كما فاز ليتزاني أيضا بجائزة الأكاديمية لأفضل سيناريو عن فيلمه “سيلولويد” من إنتاج عام 1996. وكان ليتزاني قد بدأ مشواره الفني بعد الحرب العالمية الثانية عام 1948، بفيلم وثائقي عن زعيم الحزب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©