الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأبيض الصغير» يواجه بلداً خاض حرباً مدمرة للتأهل إلى «مونديال 1970»!

«الأبيض الصغير» يواجه بلداً خاض حرباً مدمرة للتأهل إلى «مونديال 1970»!
16 أكتوبر 2013 23:24
محمد حامد (دبي) - في «تيجوسيجالبا» عاصمة هندوارس وغيرها من مدن البلد الذي يقع في أميركا الشمالية ويقطنه 8 ملايين نسمه، احتفل الجميع بالتأهل التاريخي لمونديال الكبار “البرازيل 2014” قبل ساعات من بدء مشوار الصغار في مونديال الناشئين، وبعد أن تهدأ مسيرات الاحتفال بالمنتخب الأول، يخلد الجميع للنوم استعداداً للاستيقاظ قبل العاشرة صباح اليوم بتوقيت تيجوسيجالبا لمتابعة المباراة الأولى لمنتخبهم في مستهل مشواره المونديالي أمام «الأبيض الإماراتي»، ضمن مواجهات المجموعة الأولى. وجاء تأهل الكبار مباشرة إلى مونديال البرازيل منذ ساعات عن منطقة الكونكاكاف «أميركا الوسطى والشمالية والكاريبي»، بعد أن جاء في المركز الثالث خلف الولايات المتحدة وكوستاريكا، ليصبح بمثابة شرارة الحماس للمنتخب الصغير، فمن المعروف أن هندوراس تعشق كرة القدم بصورة جنونية، وهي البلد الوحيد في التاريخ الذي خاض حرباً وحرك الجيوش والطائرات والدبابات، بسبب مباراة التأهل الفاصلة إلى مونديال المكسيك عام 1970، والتي جمعته مع جاره «الفقير» السلفادور. حرب عسكرية وطائرات وقنابل تعود فصول القصة إلى عام 1970، حيث كان العمال الفقراء الذين يأتون السلفادور للعمل في هندوراس سبباً في توتر العلاقات بين البلدين، فقد أصدرت حكومة هندوراس قانوناً يحد من حقوقهم في البلاد، خاصة على مستوى تملك الأراضي، وبالتزامن مع ذلك وقعت هندوراس مع جارتها السلفادور في صراع على بطاقة التأهل إلى مونديال 1970، وفي المباراة الأولى فازت هندوراس على ملعبها واعتدت جماهيرها على الجماهير الفقيرة من أنصار السلفادور، وتطورت الأمور إلى مهاجمة الأحياء التي يقيم فيها أبناء السلفادرو من المهاجرين، مما دفعهم إلى الفرار إلى بلادهم تاركين ممتلكاتهم وبيوتهم، وقدمت السلفادور شكوى للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، وبعد أسبوع واحد فازت السلفادور في ملعبها، وتم الانتقام والثأر من أنصار هندوراس، حيث تعرضوا للاعتداءات، وفي أواخر يونيو عام 1969 كانت المباراة الفاصلة بينهما. السلفادور حسمت المباراة لمصلحتها وتأهلت للمونديال، ومع نهاية اللقاء كانت الدولتان نشرتا قواتهما على طول الحدود بينهما، وبعد مناوشات عدة قامت السلفادور بهجوم شامل وتوغلت في أراضي هندوراس، ولم تتردد الأخيرة في ضرب عاصمة السلفادور بالطارات، وبعد أسابيع عدة من تحركات القوى الكبرى والمجتمع الدولي توقفت الحرب، بعد أن خلفت دماراً كبيراً وخسائر بالآلاف في الأرواح، لتظل الواقعة الأكثر دهشة في التاريخ، حيث لم يسبق أن أدت مباراة كرة قدم إلى حرب شاملة في التاريخ الإنساني. بعيداً عن وقائع التاريخ وقصص الحرب، وبالعودة إلى أجواء مونديال الناشئين في الإمارات، فقد نقلت صحف هندوراس عن بعثة منتخبهم الذي يواجه «الأبيض» في ضربة البداية المونديالية اليوم، أن الجميع يشعرون بالانبهار من كل ما وقعت عيونهم عليه في أبوظبي، وخاصة ستاد محمد بن زايد الذين تدربوا عليه، ويواجهون على أرضه منتخبنا اليوم في بداية مشواره في كأس العالم. ونقلت صحيفة «ال هيرالدو» عن ألبرت إلياس مدير الفريق الهندوراسي قوله: «الملعب الذي خضنا عليه التدريب هو الذي سوف نخوض عليه مبارياتنا، إنه يتمتع بإمكانات وتسهيلات مذهلة، وجميع الأجواء تشير إلى أن البطولة سوف تكون قوية، ونحن من ناحيتنا نطمح إلى تحقيق انطلاقة جيدة في مباراتنا الأولى أمام أصحاب الأرض والتنظيم، خاصة أن المدير الفني خوسيه فالاداريس لم يترك شيئاً للصدفة، سواء طوال فترة الإعداد أو خلال المعسكر الأخير في الإمارات». ومن ناحيته، أصر فالاداريس على خوض مواجهات ودية تحضيرية للمونديال أمام أندية تفوق منتخب هندوراس في المرحلة العمرية، فقد التقى خلال معسكره التحضيري في إسبانيا مع نادي ديبورتيفو الكويانو تحت 20 عاماً، وخسر بهدف دو مقابل، ثم تعرض خسارة قاسية بالأربعة على يد فريق ليفانتي تحت 20 عاماً، وفي آخر مواجهاته التحضيرية في المعسكر الإسباني، تعمد فالاداريس خوض مباراة لرفع المعنويات واختبار مستوى فريقه أمام الفئة العمرية نفسها، ليواجه فريق إلتشي الإسباني تحت 17 عاماً، ويتمكن منتخب هندوراس هذه المرة من الفوز بخماسية مقابل هدف. وكانت صحف هندوراس قد حرصت على تسليط الضوء على منتخب الناشئين، مؤكدة أنه تم تكوينه قبل 20 شهراً، وسط اهتمام لافت من اتحاد الكرة في هندوراس بدعم هذا المنتخب الذي تمكن من انتزاع بطاقة التأهل عن قارة أميركا الوسطى والشمالية والكاريبي «الكونكاكاف»، محققاً واحدة من المفاجآت الكبيرة حينما أطاح بمنتخب الولايات المتحدة الأميركية للناشئين، والذي شارك في جميع نسخ مونديال الناشئين، ولكن نظيره الهندوراسي حرمه من المشاركة في مونديال «الإمارات 2013». تربية عسكرية يبدو أن المدير الفني لمنتخب هندوراس هو كلمة السر في طموحات منتخب بلاده، حيث يهتم كثيراً بالانضباط السلوكي قبل كرة القدم على حد تعبيره، في إشارة منه إلى أن المرحلة العمرية للاعب كرة القدم الناشئ يجب أن تقوم على هذا الجانب قبل التفكير في تنمية قدرات اللاعب بدنياً ومهارياً. وفي تصريحات سابقة نقلتها صحيفة «ال هيرالدو»، قال المدير الفني لمنتخب هندوراس للناشئين، إنه خضع للتربية العسكرية بحكم طبيعة عمل الأب، مما يجعله أكثر تركيزاً على الجانب الانضباطي، وأضاف: «أعلم أن اللاعبين في هذه المرحلة العمرية لديهم شغف كبير بقصات الشعر الغريبة، والأقراط التي يزينون بها الأذن، وغيرها من المظاهر التي تسيطر على عقول بعض الشباب، ولكنني بحكم تربيتي العسكرية لن أسمح بمثل هذه الأشياء، فالجانب الانضباطي هو الأهم بالنسبة لي، لدي قناعة تامة بأن المظهر المنضبط يشير إلى جدية الشخص في العمل ورغبته في تحقيق النجاح دون الانشغال بأي شيء آخر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©