الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دموع وأغانٍ وإغماء في استقبال الأسرى

دموع وأغانٍ وإغماء في استقبال الأسرى
19 أكتوبر 2011 15:01
رام الله (ا ف ب) - لم تتمالك الأسيرة الفلسطينية قاهرة السعدي (40 عاماً) التي أطلقت إسرائيل سراحها أمس ضمن صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين، حين شاهدت أبناءها الستة في استقبالها، فأصيبت بحالة إغماء. وكان القضاء الإسرائيلي قد أصدر بحق السعدي ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد، أمضت منها ثمانية أعوام وأطلق سراحها أمس ضمن صفقة التبادل التي أبرمتها إسرائيل مع حركة حماس. وقاهرة السعدي هي واحدة من 27 معتقلة فلسطينية تم إطلاق سراحهن أمس، من بين 477 معتقلاً فلسطينياً. وكما قاهرة، كذلك حال بقية الأسرى وذويهم، فوالدة المعتقل أحمد حسين شكري (66 عاماً) اغرورقت عيناها بالدموع، حينما استقبلت ابنها في المقاطعة، مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله. وكان شكري محكوماً بالسجن مدى الحياة وقد أمضى في السجن 22 عاماً. وقالت والدته “منذ ثلاثة أيام لم أذق طعم النوم وأنا افكر في ابني. لم أكن أتوقع أن يتم إطلاق سراحه لأن إسرائيل كانت تقول إنها لن تطلق سراح الأسرى ممن أيديهم ملطخة بالدماء”. وأضافت “لكن أنا سعيدة جداً، ولم أصدق أنه سيخرج إلا عندما رأيته بعيني، والحمد لله أنه خرج رغماً عنهم، وإن شاء الله كل الأمهات تفرح مثل فرحتي بعد أن يتم إخلاء سجون الاحتلال كافة”. ورفع أقرباء المفرج عنهم معتقليهم على الأكتاف وخرجوا بهم خارج مقر المقاطعة هاتفين “الله أكبر ... الله أكبر”. وأكد المعتقل نايف نضال (40 عاماً) الذي كان يمضي عقوبة السجن مدى الحياة، قضى منها 17 عاماً وراء القضبان، أن شعوره لحظة إطلاق سراحه لا يمكن وصفه. وقال “لا أستطيع وصف مشاعري، لكن ألمي أن هناك العديد من العائلات لم تستطع رؤية أبنائها، وأتمنى أن ترى كل الأمهات أبناءها عن قريب وأن يتم إخلاء كل السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين”. وكان آلاف الفلسطينيين من أقرباء المعتقلين حضروا منذ ساعات الصباح الباكر عند مدخل معسكر عوفر الإسرائيلي في انتظار الإفراج عن أبنائهم المعتقلين. وعند المدخل الرئيس للمعسكر عقدت حلقات الدبكة والرقص على أنغام الأغاني الفلسطينية التي صدحت في المكان من مكبرات صوت تم تركيبها على عدد من السيارات، ومن هذه الأغاني “طلعنا .. طلعنا .. طلعنا، وقهرنا السجان”. وحمل أهالي المعتقلين الأعلام الفلسطينية ورايات حركتي فتح وحماس، وكانت تلك أول مرة ترفع فيها رايات حركة حماس بهذا الكم في رام الله منذ أن سيطرت الحركة على قطاع غزة أواسط عام 2007. وفي الوقت الذي احتشد فيه أهالي المعتقلين الفلسطينيين عند المدخل الرئيس لمعسكر عوفر، أعلن ضابط إسرائيلي عبر مكبر للصوت، أن تغييراً طرأ على سير حافلات المعتقلين ما استدعى خروجهم من مدخل آخر للمعسكر واتجهوا إلى مقر الرئاسة الفلسطينية. وقال المعتقل توفيق عبد الله (54 عاماً) الذي كان محكوماً مدى الحياة وأمضى من حكمه 26 عاماً “شعوري حقيقة ممزوج بالفرحة والألم”. وأضاف “الفرحة لحريتي وخروجي من السجن وحرية أخواني الذين أطلق سراحهم معي، وألمي وحسرتي على من تبقى من أخواني في سجون الاحتلال، خاصة الذين أمضيت معهم عشرات السنين ومنهم خليل يونس وماهر يونس، والقائمة من هؤلاء تتجاوز المئة”. ولعل هذا الشعور كان القاسم الأكبر بين معظم الأسرى الفلسطينيين الذين خرجوا إلى الحرية، فالكلام عن فرحة الخروج من السجن والأسى على من بقي كان لسان حال غالبية المفرج عنهم، ومن هؤلاء أكرم الوحش الذي بدا منهكاً من ساعات الانتظار، في حين تحلق حوله العشرات من أقاربه. وحكم على الوحش بالسجن 36 عاماً، أمضى منها 32 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©