الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التعلم الأسري» يمد جسور التواصل بين الأهل والأطفال

«التعلم الأسري» يمد جسور التواصل بين الأهل والأطفال
7 أكتوبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - من أجل تصحيح مفاهيم ترفيه الأطفال، والكشف عن طرق اللعب الصحيحة، ودورها في تنمية مهارات التواصل لدى الصغار، أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية مؤخرا المرحلة الثانية من برنامج التعلم الأسري للأمهات، وفي هذا الإطار، ألقت إيمان صديق، أخصائية تربية، محاضرة في مركز أبوظبي تحت عنوان «الحوار وأنواع التواصل»، بهدف التركيز على تعامل الأمهات مع أطفالهن عن طريق اللعب. ويتم خلال الورش التركيز على التعامل مع الطفل عن طريق اللعب. وكانت المرحلة الأولى من البرنامج أطلقت أبريل الماضي. هدف البرنامج حول أهداف البرنامج، قالت راية الشامسي، المشرفة على تنفيذ البرنامج في المؤسسة، إن البرنامج يتناول الفئة العمرية من الحمل إلى 10 سنوات، حيث إن الأم يجب أن تحدث ابنها وهو في شهوره الأولى من التكوين، وتقرأ له القصص، وتحدثه عن سعادتها وفرحها، ولا تشركه أحزانها، كما يجب على الأم أن تقرأ لجنينها القرآن الكريم فمرحلة ما قبل الولادة مهمة جدا في تكوين الطفل، وتعتمد هذه المرحلة على الحوار، أما بعد الولادة فالمرحلة تكون عن طريق التواصل النظري، والحسي بحيث تنظر إليه الأم وتحدثه وتلمسه، فلمس الطفل له آثار صحية كبيرة على نفسيته، إذ أثبتت دراسة أن الأطفال الخدج يتعافون عن طريق اللمس، أما الجانب الآخر من البرنامج فيتناول جانب العقاب والثواب وكيفية إدارة التحفيز لصالح الطفل، كما أن فترات الدراسة والمذاكرة يجب أن تتخللها وقفات استراحة. وأضافت الشامسي أن البرنامج عبارة عن ورشة تدريبية حضرها أكثر من 25 أماً، والهدف من المرحلة الثانية هو تعليم الأم مهارات تعليم الأبناء خاصة أن الأم نواة الأسرة، وتم التركيز على أن يكون هذا التعلم بأسلوب منطقي مرن، ولا يعتمد على الضرب والتوبيخ، لكي لا ترتبط العملية التعليمية في ذهن الطفل بالضرب والترهيب فيكره الدراسة. من جهتها، قالت إيمان صديق خلال المحاضرة إن رؤية الوالدين تجاه التعامل مع عالم الطفل تختلف وتتنوع وفق الأصناف التالية: الأول يعتبر عالم الطفل نسخة مصغرة من عالم الكبار، فيسقط عليه خلفياته وتصوراته، أما الثاني فيعتبر عالم الطفل مجموعة من الألغاز المحيرة، ويعجز عن التعامل معه، في حين أن الثالث يعرف متطلبات مرحلة الطفولة ويجيد التعامل معها. خصوصيات الأطفال وأضافت أن عالم الطفل عالم له خصوصياته المبنية على مفاتيح بسيطة، من امتلكها فهم سلوكه وخلفياته على حقيقتها وتمكن من التعامل الإيجابي معه، وأول هذه المفاتيح يكمن فيما ورد عن المربي الأول صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة»، فالإيمان بأن كل مولود يولد على الفطرة هو تصور عقائدي ينبني عليه التزام عملي تربوي ثابت، وبذلك التصور سيتحدد نوع تدخلنا في كيانه، والذي يتجلى في وظيفة محددة هي عملية النضج والتنمية، لا التقويم والتسوية، أي ستقتصر وظيفتنا تجاه الطفل على تقديم يد المساعدة له حتى تنضج ملكاته، وتنمو قدراته. وتطبيق هذا الأمر مع الطفل سيجعل التعامل معه أثناء إلزامه بفعل الواجب تعاملاً إيجابياً وخالياً من التوتر. وتم اشتراك الأمهات في مشهد تمثيلي لتطبيق مبدأ التربية بالحوار بشرط ألا تزيد نسبة الأوامر في الحوار على 15% من إجمالي الحوار، موضحة أن الزمن الوحيد الذي يعمل الطفل وفقه هو الزمن الذي يحسه هو حسب متعته أو ألمه، فإذا كان مستغرقاً في اللعب، مثلاً، فإنه يعتقد في قرارة نفسه أن الكون كله سيتوقف احتراماً لتمتعه، فلا حق لأي كان أن يشوش عليه متعته، أما العناد عند الطفل فهو توجه نحو تجريب استقلاله وليس رغبة في المخالفة، إذ يظهر العناد عادة بعد مرور سنتين ونصف السنة، وتسمى سن العناد، ويفيدنا علماء النفس بأنه كلما أظهر الطفل عنادا قبل هذه السن كلما دل ذلك على سلامته النفسية، فالعناد الطبيعي دليل السلامة النفسية. وأجملت صديق المفاتيح السبعة للتعامل مع الطفل بالتالي: أولاً:كيف نفهم عالم الطفل؟، ثانياً: هكذا نفهم عالم الطفل على أنه كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة، ثالثا: الزمن عند الطفل زمن نفسي وليس زمناً اجتماعياً، رابعا: العناد عند الطفل نزوع نحو اختبار استقلاله وليس رغبة في المخالفة، خامسا: الفضاء عند الطفل مجال للتفكيك وليس موضوعا للتركيب، سادسا: كل رغبات الطفل مشروعة وتعبيره عن تلك الرغبات يأتي أحيانا بصورة خاطئة، سابعا: كل اضطراب في سلوك الطفل مرده إلى اضطراب في إشباع حاجاته التربوية. مشروعية الرغبات أشارت صديق إلى أن أغلب رغبات الطفل مشروعة وتعبيره عنها يأتي أحيانا بصورة خاطئة. وفسرت ذلك بقولها «من أهم المبادئ التي يدلنا عليها علم النفس أن وراء كل سلوك، مهما كان سلبياً، دافعا إيجابيا. فدوافع الطفل لا تخرج عن الرغبة في تحقيق الحاجات الحيوية بالنسبة إليه، فقد يبالغ في البكاء كي يعبر عن رغبته في الأكل، وقد يمزق الصحيفة التي بين يديك كي يثير اهتمامك، وأغلب رغبات الطفل مشروعة وتعبيره عنها يأتي أحيانا بصورة خاطئة، فإذا ما استطعنا التمييز بين السلوك الخاطئ والرغبة المشروعة، فسنحقق مجموعة من الأمور دفعة واحدة، ومنها: أننا سنصبح أكثر تحكماً في ردود أفعالنا تجاه السلوكيات الخاطئة لأطفالنا، فنعاقب الطفل إذا ما عاقبناه على السلوك الخاطئ لا على الرغبة، وسنصبح أكثر تفهّماً لسلوك الطفل، وبالتالي سنجد أنفسنا منفتحين على خيارات أخرى غير العقاب المباشر، ولذلك فقد نكتفي بتنبيه الطفل، وسنكون بذلك التحكم في ردود أفعالنا مسهمين في الحفاظ على توازنه النفسي». وأكدت صديق «لا يضطرب سلوك الطفل أبدا لأنه انحرف، ولكن لأنه يعاني من نقص فيما يخص حاجة من حاجاته التربوية والنفسية، هذه القاعدة ينبغي أن تؤخذ باهتمام خاص، لأنك عن طريق استيعابها والاقتناع بها ستوفر عليك جهداً لا طائل منه في تعاملك مع طفلك، ذلك أنه سيكون بإمكانك بدل أن تفكر في أنواع العقاب والزجر إذا ما لاحظت اضطراباً في سلوكه، أن تطرح على نفسك سؤالاً مباشراً، «ما هي الحاجة التربوية التي فرطت في تغذيتها حتى اضطرب سلوك طفلي إلى هذا الحد؟» وهكذا، فإن استمرار التوتر بيننا وبين أطفالنا، سيشعرهم بأننا قاصرون عن الفهم السليم لكيانهم ولعالمهم ولدوافعهم، الأمر الذي سيحدو بهم تدريجياً إلى نزع ثقتهم منّا، والانزواء في عالمهم الخاص، ليقدموا لنا مع بداية مرحلة مراهقتهم الفاتورة الإجمالية لعلاقتنا بهم، مكتوبا عليها «أنا لا أثق بكم». وأضافت «فلنحذر ذلك الموقف وباستحضارك المفاتيح السبعة التي بين يديك الآن، ستكون قادراً - بإذن الله - على أن تتفهم طفلك على وجه أصح، وبالتالي ستكون قادراً على اختيار رد الفعل الصحيح تجاه أفعاله، لتتجاوز قدراً كبيراً من أسباب التوتر الذي لا مبرر له بينك وبين طفلك، ولتدعم الثقة المتبادلة بينك وبينه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©