محمد حامد (دبي) - منذ انطلاقته في الصين عام 1985، كان واضحاً من البداية أن المنتخبات العربية الآسيوية، هي الأكثر قدرة على ترك بصمة حقيقية في «مونديال الصغار»، فقد حققت السعودية أفضل إنجاز بالفوز باللقب في نسخته الثالثة في إسكتلندا عام 1989، كما سجلت حضورها في النسخة الأولى عام 1985 في الصين، وتمكن «أشبال الأخضر» من بلوغ الدور الثاني، وكان الخروج على يد البرازيل 1-2 في ربع النهائي، ليجعلوا أبواب البطولة مشرعة أمام الطموحات العربية في بقية نسخ البطولة، كما ظهرت قطر صاحبة المقام الرفيع على مستوى عدد المشاركات في المونديال «7 مرات»، وسجل القطريون حضورهم في النسخة الأولى أيضاً، ولكنهم خرجوا من الدور الأول، بعد 3 هزائم على يد البرازيل والمكسيك والمجر، إلا أن المركز الرابع في بطولة 1991 يمثل إنجازاً حقيقياً للكرة القطرية والخليجية والعربية.
غياب وحيد
العلامة البارزة في تاريخ المشاركات العربية في مونديال الناشئين، أن العرب لم يتغيبوا عن الحدث العالمي، إلا في النسخة الماضية التي أقيمت في المكسيك 2011، فقد تأهلت كوريا الشمالية وأوزبكستان وأستراليا واليابان عن آسيا، فيما حجزت 4 قوى أفريقية مكاناً لها لم يكن من بينها منتخب عربي، وهي بوركينا فاسو، ورواندا، والكونغو، وكوت ديفوار.
ويعود العرب بقوة إلى «مونديال الإمارات 2013» بمشاركة رباعية، حيث يشارك «الأبيض الإماراتي»، والعراق، وتونس، والمغرب في النسخة الحالية، وسط توقعات بأن تقدم المنتخبات الأربعة مستويات جيدة بفضل الدعم الجماهيري والإعلامي، خاصة أن البطولة تحتضنها دولة عربية للمرة الثانية، وكانت المرة الأولى في مصر عام 1997، وهي النسخة التي شهدت فوز البرازيل باللقب، كما كانت شاهداً على انطلاقة النجم البرازيلي رونالدينيو.
الإنجاز الأفضل «خليجي»
هناك 4 محطات عربية جديرة بالرصد على مستوى مونديال الناشئين، أهمها فوز السعودية باللقب عام 1989 في إسكتلندا، وهي المرة الوحيدة التي تمكن خلالها العرب من معانقة المجد المونديالي على المستويات كافة، سواء الناشئين أو الشباب أو مونديال الكبار، وكذلك بطولة كأس العالم للقارات، كما أن الأندية العربية لم تنجح في الظفر بأي لقب لمونديال الأندية، ما يعني أن اللقب السعودي هو العربي الوحيد في جميع بطولات «الفيفا» الرسمية.
الإنجاز الثاني اللافت في تاريخ مشاركات العرب في مونديال الناشئين تحقق في البطولة نفسها التي عانقها السعوديون، فقد نجح المنتخب البحريني في الفوز بالمركز الرابع، بعد أن تلقى الهزيمة على يد شقيقه السعودي في قبل النهائي، قبل أن يواجه البرتغال على المركز الثالث، لينجح الأخير في الفوز على البحرين بثلاثية بيضاء والفوز بالمرتبة الثالثة.
وفي إيطاليا 1991 حقق المنتخب القطري الإنجاز الثالث للعرب بحصوله على المركز الرابع في البطولة، بعد التعادل 1-1 ثم الهزيمة بركلات الترجيح على يد منتخب الأرجنتين، وكان الإنجاز اللافت فيما حققه القطريون هو الفوز على غانا في الدور قبل النهائي.
أما رابع مؤشرات التألق العربي في المونديال الصغير، فهو حصول المنتخب العُماني على المركز الرابع في نسخة المونديال التي أقيمت في الإكوادور عام 1995، وللمرة الثانية يخسر العرب المركز الثالث على يد الأرجنتين، ومن بين الإنجازات اللافتة أن عُمان تمكنت في مرحلة المجموعات من الفوز على ألمانيا بثلاثية نظيفة، والفوز على نيجيريا في ربع النهائي.
لماذا عرب آسيا؟
نجح العرب نجحوا في الوصول إلى المربع الذهبي على الأقل 4 مرات بواسطة السعودية وقطر والبحرين وعُمان، وهو ما يعكس حالة التفوق الكاسح لعرب آسيا على عرب أفريقيا في مونديال الناشئين، حيث لم ينجح أي منتخب عربي أفريقي من بلوغ الدور نصف النهائي، وكان الخروج من الدور الأول أو الثاني هو المسيطر على المشاركات العربية الأفريقية، والتي جاءت على أكتاف تونس بـ 3 مشاركات «بما في ذلك مشاركتها الحالية»، ومصر بمشاركتين، والجزائر والسودان والمغرب مرة واحدة فقط لكل منها، ليبلغ عدد المشاركات العربية الأفريقية في الحدث المونديالي 8 مرات، فيما نجح عرب آسيا في تسجيل حضورهم في البطولة 21 مرة.
الهزائم أكثر
على الرغم من كثرة الحضور العربي في مونديال الناشئين، وعلى الرغم من الوصول للمربع الذهبي 4 مرات، الفوز باللقب مرة عام 1989 في إسكتلندا على يد السعودية، إلا أن الإحصائيات التي تتعلق بعدد مرات الفوز والخسارة، وبالأهداف التي سجلها العرب، أو تلك التي هزت شباكهم، لا تحمل مؤشرات إيجابية.
فقد بلغ عدد مباريات العرب في البطولة 95 مواجهة، نجحوا في الفوز بـ 32 مباراة، والتعادل في 20 واستسلموا للخسارة في 43 مباراة، وبلغ عدد الأهداف التي سجلها صغار العرب في المونديال الصغير 111 هدفاً، فيما دخل مرماهم 143 هدفاً.
عدد اليوم
