الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الببغاوات!

26 يناير 2011 21:48
بعض المسؤولين العرب يرددون عبارة “التجنيس ظاهرة عالمية” بطريقة مضحكة... مضحكة إلى درجة أنك قد تتخيل نفسك تتحدث مع ببغاء وليس مسؤول يفترض أن تكون لديه شخصيته وأفكاره المستقلة ليملأ الفراغ الذي وضع فيه!. ولعل هذه الظاهرة – الببغاء وليس التجنيس – واحدة من أكثر سلبيات الكرة العربية، ذلك أنها تعني “تقليد الشيء وليس إدراك معناه”، وكم نحن بحاجة اليوم لأدارك معنى التجنيس الحقيقي حتى يعود لنا بالفائدة المرجوة التي سبق وأن جنتها فرنسا وألمانيا وغيرهما من البلدان الغربية السائرة على هذا النهج. فلو تلاحظون أن التجنيس في الخليج على وجه التحديد ليس مبني على معايير واضحة، فلا يوجد رابط بين اللاعب المجنس وبين البلد الذي يدافع عن ألوانه، وهو ما يوجد حالة من عدم الانسجام بين الطرفين، فتكون النتائج عادة سلبية، ولكم هنا أن تعودوا إلى التجارب الخليجية في مجال التجنيس “العشوائي” حتى تدركوا بأنه لا يعدوا عن كونه محاولة لحرق المراحل والكسب السريع الذي لا يؤسس لقاعدة يمكن البناء عليها مستقبلاً. ولعل مباريات نصف النهائي في كأس آسيا التي أقيمت أمس الأول قدمت لنا دروساً في “الروح الحقيقية” التي غابت عن أغلب منتخباتنا العربية في بطولة آسيا، وأعني هنا الروح القتالية العالية التي تمتع لاعبو هذه المنتخبات الأربعة باستثناء منتخب أوزبكستان الذي تعرض لانهيار مفاجئ أمام استراليا لا شك أنه بسبب قلة خبرة هذا الفريق على لعب دور متقدم من عمر المسابقة القارية. ولست أعلم كيف أمكن كوريا الجنوبية أن تعود من بعيد، وفي لحظات كان الحكم السعودي خليل الغامدي يضع الصفارة في فمه لينهي المباراة لصالح اليابان المتقدمة بهدفين مقابل هدف، ليفاجأ اللاعب هوانج جاي وون الجميع بتسجيله هدف التعادل لكوريا في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني فارضا ركلات الترجيح لحسم المواجهة المثيرة. ولو عدنا لأداء المنتخبات الخليجية على وجه التحديد سنكتشف افتقارها للروح القتالية العالية التي يتحلى بها هؤلاء اللاعبون بالإضافة طبعا لفروق المستوى، ذلك إن بعض هذه المنتخبات تنتهج أسلوب التجنيس العشوائي، فيما البعض الآخر ينتهج أسلوب “الغدق” المبالغ فيه، فيدخل اللاعبون إلى أرضية الملعب دون أن يكون لديهم أي دافع يحرقون من أجله طاقاتهم، وليت الأمر ينتهي عند هذا الحد، بل أن هناك منتخبات تعاني من ثقافة “الانهزامية” وقبول القليل والمتواضع مدركة بأن “الجمهور” سيصفق في نهاية المطاف لأنه عاطفي أكثر من كونه منطقي!!. أحمد كريم (البحرين) | a7med.karim@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©