قررت كريستينا هادرتهاور، وزيرة العمل في ولاية بافاريا الألمانية، استحداث وظيفة جديدة في دوائر الحكومة المحلية، بهدف التشخيص المبكر للذين يعانون من الانهيارات العصبية بسبب العمل. وجاء القرار بعد الكشف عن تضاعف أعداد المنهارين نفسيا خلال السنين الثلاثين الماضية.
وطبقاً لما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فإن الوزيرة تحدثت عن أهمية كبيرة لوضع «مراقبي عمل» مهمتهم الكشف عن المنهارين عصبيا والمرضى النفسيين في الدوائر. واعتبرت الخطوة «ضرورية لتقليل حوادث العمل ومعالجة المخاطر النفسية الناجمة عن الإرهاق وشدة العمل». وكان اتحاد شركات التأمين الصحي قد كشف أن الأمراض النفسية، وخصوصا الانهيارات العصبية، كانت وراء 40% من حالات التقاعد المبكر عن العمل في ألمانيا. ولقد ارتفع عدد المتقاعدين عن العمل بسبب أمراض نفسية وعصبية إلى 71 ألفا عام 2010 مقارنة بنحو 64500 ألف عام 2009.
من ناحية ثانية، كانت الأمراض النفسية والعصبية وراء تعذر العثور على عمل أمام 181 ألف رجل وامرأة، أي ما يشكل 39% من مجموع الحالات. وتأتي بعد هذه الانهيارات العصبية والنفسية، أمراض العمود الفقري والعضلات، وأمراض القلب والدورة الدموية في المرتبتين الثانية والثالثة من قائمة أهم معوقات العمل.
المقلق أيضا أن معدل سن الألمان الذي يفشلون ببلوغ سن التقاعد الاعتيادي (65 سنة) يتدنى منذ عام 1990. وبعدما كان معدل أعمار المتقاعدين باكرا بسبب الأمراض يبلغ 56 سنة قبل نحو 30 سنة، فإنه انخفض إلى 50 سنة، علما بأن معدل التقاعد المبكر نتيجة الانهيارات العصبية انخفض إلى 48.3 سنة.
وإذ اعتبر الدكتور فولفغانغ كونرت، الطبيب المتخصص بأمراض العمل، أن الظاهرة ناجمة عن «زيادة شدة العمل وقلة الإجازات»، برر ديرك فون دير هايده، من اتحاد شركات التأمين، الظاهرة بأنها «مسببات اجتماعية هي المسؤولة عن ازدياد عدد الذين يعانون من الأمراض النفسية والانهيارات»، مضيفا «أن الناس اليوم صاروا أكثر شجاعة في الكشف عن أمراضهم النفسية، في حين كانوا سابقا يحرصون على إخفائها».
عدد اليوم
