السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بن كارسون».. يلعب ورقة الدستور!

12 أكتوبر 2015 03:59
اطرق الحديد وهو ساخن. هذا القول المأثور يأتي على لسان العديد من السياسيين، ومن بينهم جراح الأعصاب السابق «بن كارسون»، الذي صدر كتابه الأخير يوم الثلاثاء الماضي، فيما يواصل كمرشح جمهوري لانتخابات 2016 صعوده في استطلاعات الرأي. ويستند كتاب «اتحاد أكثر كمالاً: ماذا بوسعنا نحن الشعب أن نفعل لاستعادة حرياتنا الدستورية؟»، الذي شارك «بن كارسون» في تأليفه مع زوجته «كاندي»، والذي نشرته مجموعة «بنجوين» للنشر والطباعة، على الدستور الأميركي لسبر مختلف أبعاد الأحداث الجارية والقضايا المثيرة للجدل الآن. يقول «بن كارسون» في عرضه المسبق للكتاب «باعتباري شخصاً أجريت عمليات جراحية في الدماغ لآلاف المرات، يمكنني أن أؤكد لكم أن الدستور ليس عملية جراحية في الدماغ.. وفي عصرنا هذا من الصواب السياسي أن ندافع عن وثيقة الحقوق، التي تضمن حريتنا في التعبير، وممارسة شعائر ديننا، والكثير غير ذلك». وقد استحوذ «بن كارسون»، اهتماماً على المستوى الوطني عندما انتقد الرئيس أوباما في إفطار الصلاة الوطنية عام 2013. وقد جعلته تصريحاته يحظى بمعجبين من المحافظين الذين شجعوه على دخول السياسة. وهو الآن يعد واحداً من ثلاثة مرشحين ملفتين للانتباه في الحزب الجمهوري ضمن سباق الترشيح الرئاسي، وترتفع أسهمه هو خاصة في استطلاعات الرأي على رغم افتقاره للخبرة السياسية. وفي متوسط استطلاعات الرأي الأخيرة لمركز «ريال كلير بوليتيكس»، جاء دونالد ترامب في المركز الأول بنسبة 23 في المئة، ويليه «بن كارسون» بنسبة 17 في المئة، وفي المركز الثالث جاءت «كارلي فيورينا»، الرئيسة السابقة لشركة «هيوليت باكارد»، بنسبة 11 في المئة. ويعتبر كتاب «اتحاد أكثر كمالاً» واحداً من سبعة كتب على الأقل ألفها «بن كارسون»، والعديد منها تم تصنيفها من بين الكتب الأكثر مبيعاً. وفي حين أن هذا الكتاب يعد كتاباً تمهيدياً من 253 صفحة عن الدستور ويغطي الأساسيات مثل التاريخ والتحديات والغرض من الوثيقة التأسيسية، إلا أن «بن كارسون» استخدم مؤخراً الموضوع كوسيلة للتحدث عن موضوعات مثيرة للجدل. وعلى سبيل المثال، فقد ذكر «بن كارسون» لصحيفة «يو إس إيه توداي» الأسبوعية، أن فلسفته بشأن تقنين حمل السلاح فيد أميركا مبنية على الدستور. وهو يقول إن الدروس المستفادة من حوادث إطلاق النار بصورة جماعية، التي وقعت في الآونة الأخيرة، لا تعني وضع المزيد من القيود على حمل السلاح، وإنما هي لتحديد التهديد وعلاج الأشخاص الذين يعانون من خلل عقلي. كما ذكر الجراح الشهير والمرشح الرئاسي أيضاً أنه: «إذا كان لديَّ طفل صغير في رياض الأطفال في مكان ما سأشعر براحة أكبر إذا علمت أنه يوجد في هذا المكان ضابط شرطة أو أي شخص آخر مدرب على استخدام السلاح». ومن ناحية أخرى، تعرض «بن كارسون» مؤخراً للانتقاد بسبب تعليقاته التي تشير إلى أنه لن يدعم مسلماً يترشح للبيت الأبيض، وهو تعليق وصفه كثيرون بأنه غير دستوري. وفي شهر سبتمبر، أعلن أيضاً في برنامج «ميت ذا برس» أن المسلمين غير مؤهلين للترشح لمنصب الرئيس لأن دين الرئيس يجب أن يتماشى مع الدستور. و«أننا لن ندعو إلى تعيين مسلم ليكون مسؤولاً عن الأمة». وقبل ذلك بيوم، صرح «بن كارسون» في مقابلة صحفية بأن «الشريعة الإسلامية لا تتماشى مع الدستور لأن المسلمين يشعرون بأن دينهم يرتبط كثيراً بالحياة العامة وما تقوم به كمسؤول بالعمل العام وهذا لا يتماشى مع مبادئنا ودستورنا». وفي الواقع، فإن الدستور الأميركي ينص على أنه «لا يجوز أبداً اشتراط معيار ديني كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولايات المتحدة». وعلى رغم ذلك، فقد ذكر «بن كارسون» لشبكة «فوكس نيوز» أنه قد ألف هذا الكتاب لتعريف الآخرين بجوهر الوثيقة التأسيسية. وقال إن: «الجميع يعرف أن لدينا دستوراً ولكن كثيرين لا يعرفون محتواه، والدستور هو هناك لحماتينا، نحن الشعب». وأضاف المرشح الجمهوري لـ«فوكس نيوز»: أن «الدستور يتألف من 16 صحفة وثلث صفحة فقط، ومكتوب بأسلوب مبسط يناسب خريجي الصف الثامن حتى يتسنى للناس أن يفهموا ما هو الأساس الذي تقام عليه دولتنا». *كاتبة ومحللة سياسية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©