السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسؤولية الآباء

9 مارس 2016 23:36
أصبحنا نعرف أناساً لم نكن نعرفهم من قبل، نتابعهم عن كثب، نشاركهم لحظاتهم في المنزل، في المطعم، في المدرسة، ونرافقهم في حلهم وترحالهم، أصبح العالم قريباً جداً لا تفصله حدود ولا أعراف، لم يعد هناك وجود للانطوائية، فمن كان يجلس بالأمس مع نفسه هو اليوم منغمس بمتابعة الآلاف من البشر. إننا بكل تأكيد منشغلون ببعضنا، وأصبحت أصابعنا هي من تتحكم بنا، وهي الخادم المطيع لرغباتنا، أنها ثورة التواصل الاجتماعي كما يسمونها، ولا أعلم هي لتؤلف بين قلوبنا أو لتفرقنا عن بعضنا بعضاً، ففي الوقت الذي كانت الدول تخاف على موروثها وثقافتها من الضياع جاءت هذه التطبيقات لتدمر هذا الخوف، فلم يعد سياج الحدود له معنى، وانفتح العالم على مصراعيه، تستطيع العيش في فلوريدا، وتمارس حياتك بثوب جديد وبعادات وتقاليد جديدة وأنت في منزلك، وحسيبك ورقيبك هو الآخر مُنشغل في متابعة محبيه، ومن هنا تبدأ الكارثة الاجتماعية. عندما يغيب الوعي الاجتماعي وتـُمحى الخطوط الحمراء وتدفن المسؤولية بشكل مُتعمد، يتحتم علينا أن لا نبحث عن شماعة لتصرفاتنا، والآباء هُنَا مسؤوليتهم كبيرة، والتقدم التكنولوجي يجب ألا يُغيب هذه المسؤولية، فكم سمعنا عن حالات طلاق بسبب تطبيق اجتماعي، وكم سمعنا عن مُمارسة تقليد لعادة كانت سابقاً تُعتبر جريمة في حق الذوق العام، بل اللا حياء أصبح طبيعياً، هذا يرقص وذلك ينتقد الآخرين، والكثيرون منا يقفون متفرجين على ما يحدث بابتسامة مؤيدة، وكأن الأمر طبيعي، فمنذُ متى كان التهريج في مجتمعنا أمراً عادياً؟ ومنذ متى كان الرجل يرقص أمام الجميع متجاهلاً أبناءه وإخوانه الذين يقتدون به؟ إنها مشكلة تستحق سن قانون لمعاقبة كل من يخرج عن عاداتنا وتقاليدنا من باب الحرية المفرطة، نحن أحرار نعم، ولكن ضمن حدود ديننا الإسلامي وقيمنا. حقيقة مرة قد لا يتقبلها البعض، وعلى الرغم من ذلك نقول يجب على الآباء مراقبة أبنائهم قبل فوات الأوان، وشبح قنوات التواصل الاجتماعي ليس كالتلفاز يمكن إيقافه بمجرد قطع تيار الكهرباء، إنه شبح متخصص في إدمان صاحبه وإضاعة وقته في متابعة ما ليس لهُ معنى، ففي هذه الشبكات يتربص المتطرفون والدجالون والمحتالون وسارقو عقول الشباب، وكم هو محزن أن نسمع عن مجموعة في قبضة الأمن بسبب التحاقهم بجماعات إرهابية، وكم هو محزن أن نرى أعراض الناس تتداول في تلك المواقع. نحن مسؤولون عن كل ما يحدث، ولا أحد بريء، والمسؤولية الاجتماعية تبدأ من المنزل، وتربية الأبناء تبدأ منذ نعومة أظفارهم، وواجب علينا إرشادهم للصواب بحزم للتصدي لكل ما يأتينا من تطور بقصد الحداثة، فلا حداثة على حساب التربية الصالحة، وكل راعٍ مسؤول عن رعيته. سيف تويلي النعيمي محلل مالي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©