الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحـرير «ذُبــاب» ضربة قاصمة للمتمردين

تحـرير «ذُبــاب» ضربة قاصمة للمتمردين
12 أكتوبر 2015 10:43
حسن أنور ( أبوظبي ) استعادة سيطرة قوات الشرعية اليمنية المدعومة من قبل قوات التحالف على باب المندب وتحرير مأرب بالكامل ومدينة «ذباب» بمحافظة تعز، فضلاً عن أنها أصبحت علي بعد 30 كيلومتراً فقط من صنعاء بعد سيطرتها على معسكر اللواء 312 مشاة المعروف بـ«معسكر كوفل» التابع لقوات المخلوع علي عبدالله صالح، وبلدة صرواح، كل ذلك يمثل أهم التطورات العسكرية على أرض اليمن على مدار الأسبوع الماضي، وهي انتصارات مثلت صدمة للحوثيين وحلفائهم الذين بدؤوا يدركون أن مشروعهم التآمري والطائفي في طريقه إلى الانهيار. ومغزى ذلك أنه بفقدهم هذه المناطق فقدوا أوراق تفاوضية كانوا يرغبون في تحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية واقتصادية، كما أن هذه الانتصارات تعني مزيداً من العزلة للحوثيين وحلفائهم، وتفتح الطريق نحو تحرير العاصمة صنعاء، وربما لهذا بدأت تنهار معنويات الحوثيين وأخذوا يشعرون بانعدام التوازن أمام استمرار الضربات القاصمة لقوات التحالف العربي، ولم يعد أمامهم سوى الإقرار بالهزيمة والالتزام بالشرعية، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. لقد شهدت الأيام القليلة الماضية انتصارات ساحقة لقوات الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي والتحالف ضد قوات المتمردين الحوثيين وحلفائهم من أتباع المخلوع علي عبد الله صالح، ولعل آخرها تحرير مدينة «ذُباب» الساحلية القريبة من مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن والتي تتبع محافظة تعز جنوب غرب اليمن، والتي استعرت فيها المعارك العنيفة ضد متمردي الحوثي والمخلوع صالح الذين حاولوا استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى ميناء المخا وبلدتي «الوازعية» و«موزع» غرب المحافظة، وإلى بلدة «ماوية» الشرقية المتاخمة لمحافظتي الضالع ولحج الجنوبيتين. كما سقط أيضاً مقر اللواء 17 مشاه في «ذباب» بأيدي مقاتلي الشرعية. وجاء ذلك بعد نجاح قوات الشرعية والتحالف بتحرير مأرب وهو ما يمهد الطريق نحو تحرير العاصمة صنعاء من المتمردين الحوثيين وحلفائهم وتدشين صفحة جديدة في حياة الشعب اليمني الشقيق، الذي يتطلع إلى مرحلة من الأمن والاستقرار والبناء والتنمية. ومن المؤكد أن تحرير «ذباب»، والذي جاء بعد أيام على تحرير المضيق البحري، يمثل ضربة قاصمة للمتمردين الذين فروا بشكل جماعي صوب «الوازعية وموزع وميناء المخا». كما أن هذا الانتصار يقرب قوات الشرعية من حسم معركة تحرير تعز. كما أن تحرير باب المندب قد قضى على فرصة زمام الحوثي وصالح للحصول على أي إمدادات عسكرية قد تفكر إيران في إرسالها لميليشياتهما باليمن. وكانت مروحيات أباتشي ومقاتلات تابعة للتحالف العربي شاركت بقوة في عملية تحرير المدينة وقصفت مواقع المتمردين ما مكن القوات الحكومية من التقدم والسيطرة، وفرار المتمردين، لتواصل قوات الشرعية التقدم شمالاً لاستعادة ميناء المخا الذي يسيطر عليه المتمردون منذ أبريل. وقد قصفت مقاتلات وبوارج التحالف على مدار اليومين الماضيين تجمعات مسلحة للحوثيين وقوات صالح في ميناء المخا حيث مقر اللواء 35 مدرع. وقالت مصادر في المقاومة إن القصف الجوي والبحري استهدف بوابة الميناء ومقر اللواء 35 ومواقع عسكرية قريبة. وفي هذا الإطار كان تحرك قبائل تعز الذين يشعرون بقرب الخلاص من المتمردين فأقاموا الكمائن واشتبكوا مع الحوثيين في مختلف مناطق تعز فقتلوا وأصابوا وأسروا العشرات منهم، وهو ما دفع ميليشيات الحوثي وصالح للقيام بقصف عشوائي على الأحياء السكنية في تعز والتي تعاني من حصار مطبق وحرب غير مبررة من قبل المليشيا الانقلابية تسببت بقتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ وتشريد الآلاف من المدنيين في تكرار ممنهج لما عانته مدينة عدن قبل تحريرها. وفي مواجهة هذه النجاحات حاول المتمردون التقدم جنوباً صوب بلدة «المضاربة» غرب محافظة لحج الجنوبية، واندلعت المواجهات بينهم وبين القبائل بالمنطقة في ثلاثة محاور في «الوازعية» وفي مناطق حدودية مع «المضاربة» حيث عززت قبائل «الصبيحة» الجنوبية انتشارها هناك لمنع تقدم المتمردين مجدداً صوب الجنوب وكبدتهم خسائر فادحة بمساندة طيران التحالف العربي. وقصفت مقاتلات التحالف أيضاً تجمعات مسلحة للحوثيين في مناطق حدودية بين تعز ولحج، واستهدفت أرتالاً عسكرية ومنازل للمتمردين في «ماوية» شرق تعز، حيث هاجمت المقاومة الشعبية تعزيزات عسكرية للحرس الجمهوري وصلت إلى البلدة. وامتدت نجاحات قوات الشرعية والتحالف إلى محافظة الحديدة غربي اليمن حيث هزت انفجارات عنيفة المحافظة بعد أن استهدفت طائرات التحالف العربي منزل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ومواقع في المطار العسكري ومواقع أخرى للمتمردين بالمحافظة. وقصف طيران التحالف تجمعات للمتمردين في بلدة «سنحان» شرق صنعاء ومسقط رأس صالح، واستهدف مواقع متفرقة في محافظة صعدة الشمالية المعقل الرئيس لزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي. ووسط كل هذه التطورات، يتابع معظم سكان العاصمة اليمنية صنعاء بشغف تطورات زحف قوات الشرعية المتواصل باتجاه معسكر تمرد الحوثي والمخلوع صالح، على أمل تخليصهم من المتمردين وقوات صالح. فتح الموانئ أمر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بفتح جميع موانئ البلاد أمام الواردات من المشتقات النفطية والمساعدات الإنسانية. وقال لدى استقباله بمقر إقامته المؤقت في الرياض مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا آن باترسون وسفيري الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لدى صنعاء «لقد وجهنا الجهات المختصة بفتح كافة الموانئ اليمنية أمام الواردات من المشتقات النفطية، وكذلك المساعدات الإنسانية الإغاثية والدوائية لكسر الحصار الذي يفرضه الانقلابيون على الشعب اليمني من خلال المضاربة والسوق السوداء على حساب المواطن». وقد استأنفت شركة مصافي عدن استيراد المنتجات النفطية بعد توقف دام نحو ستة أشهر. وذكر متعاملون بصناعة النفط أنه من المتوقع أن تعزز الواردات هوامش المنتجات النفطية في آسيا في وقت انخفضت فيه الإمدادات بسبب عمليات صيانة في العديد من المصافي، سواء بشكل مخطط أو عرضي. الوقوف بحزم أمام مناورات المخلوع والحوثي على الصعيد السياسي، رفضت الرئاسة اليمنية مناورة «الحوثيين» في الالتفاف على القرارات الدولية من خلال ربط تنفيذ القرار 2216 بما يعرف ب «مبادرة السبع نقاط» في مسقط، وطالبت الجماعة بتسليم الأسلحة إلى الشرعية والانسحاب الكامل من جميع الأراضي التي تسيطر عليها منذ العام الماضي. وقال مختار الرحبي السكرتير الصحفي في الرئاسة اليمنية «موقف الحكومة اليمنية ثابت..لابد من الإعلان الكامل بتنفيذ القرار 2216 بشكل كامل ودون تغيير». وأضاف «نحن مستعدون للذهاب إلى الحوار بعد الإعلان الصريح بقبول تنفيذ القرار 2216..هم ما زالوا متحفظين على بعض البنود. أحضروا سبع نقاط جديدة والتي تعتبر شروطا مسبقة». وتابع قائلاً «الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة والتحالف للحوثي وحليفه المخلوع صالح هي ما جعلتهم يأخذون هذه الخطوة والتي نعتبرها مناورة فحسب». وكان المبعوث الأممي تلقى وعوداً مؤخراً من الحوثيين وصالح بأنهم سيعلنون التزامهم بالقرار 2216 ولكن المبعوث نفسه أصبح غير واثق من تلك الوعود الملتوية خاصة وأنهم وعدوه في المفاوضات في جنيف ولم ينفذوا. وفي الإطار نفسه أكد العميد ركن أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف أن قوات التحالف مستمرة في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية وأعوان علي صالح حتى تحقق أهدافها والتي هي إعادة الشرعية وتحقيق أمن واستقرار اليمن، مشدداً على أن إعادة الأمل ستحقق أهدافها إما عسكرياً من خلال تنفيذ العمليات العسكرية أو سياسياً بقبول القرار الأممي 2216 بكامل فقراته. وأوضح أن القيادة العسكرية لم يصلها شيء بخصوص تعهد المليشيات الحوثية بوقف إطلاق النار والإقرار بالحكومة الشرعية اليمنية، قائلاً: في حال حصل ذلك سيتم الإعلان عنه من قبل الحكومة اليمنية والأمم المتحدة بصورة رسمية. عودة باب المندب إلى الشرعية تغلق منافذ الدعم العسكري الإيراني للانقلابيين ويقضي على آمال الحوثيين في الحصول على إمدادات عسكرية من إيران كمـائن قبـائـل تعــز تقتـل وتــأســر المـئـات من ميلشيات الحوثي والمخلوع مؤامرات صــــالح لا تتوقــــف نجا نائب الرئيس رئيس المجلس خالد بحاح وعدد من الوزراء، الأسبوع الماضي من محاولة اغتيال جراء استهداف مقر إقامتهم في فندق القصر بمنطقة الحسوة غرب عدن بهجمات صاروخية وانتحارية طالت أيضاً مقراً للتحالف وأسفر عن سقوط أربعة شهداء من قوات الإمارات البواسل إلى جانب 11 شهيداً من القوات الشعبية وقوات التحالف. وتمت العملية من خلال استهداف صاروخين الفندق تبعه محاولة اقتحام سيارة مفخخة لسوره من الناحية الغربية، حيث سمعت أصوات اشتباكات أعقبها 3 انفجارات وتصاعد أعمدة الدخان بشكل كثيف، كما وقع انفجار آخر ناجم أيضاً عن سيارة مفخخة استهدف منزل الشيخ صالح العولقي الذي كان مسكناً لبعض عناصر قوات التحالف وتفجير سيارة ثالثة عند بوابة معسكر بالقرب من مصنع الحديد بمنطقة البريقة. وأكد بحاح سلامته مع وزراء حكومته والطاقم الإداري، مؤكداً أنهم باقون في المدينة، وحمل مجلس الوزراء اليمني «الانقلابيين» تغذية التطرف والإرهاب. وجاءت هذه العملية وسط ظهور تقارير دولية جديدة تتهم المخلوع صالح بالتواطؤ مع تنظيم «القاعدة» خلال فترة حكمه، واستخدامه التنظيم لابتزاز الولايات المتحدة ودول أخرى للحصول على مساعدات عسكرية». وكان تقرير سابق لبعثة خبراء من الأمم المتحدة كشف بعضاً من المناورات والتكتيكات، خاصة علاقة صالح بجماعات إرهابية يستخدمها كأذرع داعمة له من أجل تخريب اليمن والعبث بأمنه وتقويض استقراره وتعطيل أي بادرة بناءة لإرساء قواعد السلم في البلاد. وأكد التقرير تواطؤ صالح وأفراد عائلته والصلات الوثيقة التي تربطه مع تنظيم القاعدة الإرهابي وزعمائه في اليمن، حيث أكد أن وزير دفاع المخلوع محمد ناصر أحمد، عقد لقاءات عدة جمعت صالح بسامي ديان زعيم تنظيم القاعدة لوقف العمليات العسكرية ضد التنظيم في أبين. وأشار التقرير إلى أن أوامر عسكرية صدرت في مايو 2011 من يحيى صالح، وهو ابن شقيق صالح والمسؤول عن وحدة مكافحة الإرهاب في أبين، بانسحاب القوات العسكرية نحو صنعاء، مما سهل لتنظيم القاعدة شن هجوم على المحافظة والسيطرة عليها حتى منتصف عام 2012. وأفادت بعض الروايات عن زعماء في تنظيمات متشددة أن صالح كان يشرف على تلقين السجناء من تنظيم القاعدة في اليمن الأقوال والشهادات التي يتعين عليهم الإدلاء بها أمام المحققين الأميركيين الذين يتناوبون على التحقيق معهم، حسبما أوردت وسائل إعلام محلية يمنية. ومازال المخلوع صالح، بحسب التقرير، يحاول الزج بكل الأوراق سواء على صعيد العمل العسكري أم السياسي في إرباك وتعقيد المشهد اليمني من خلال مناصريه في حزب المؤتمر الشعبي العام. ففي نوفمبر 2014 اتهمت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن صالح منخرط في أفعال تقوض السلام أو الأمن أو الاستقرار في اليمن وتعطيل أي مبادرة سياسية في اليمن. وبحسب تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة الصادر في سبتمبر 2014، فإن المخلوع صالح يدعم الأعمال التخريبية وأعمال العنف من خلال تقديم الدعم المالي والسياسي وعبر قنوات مختلفة. كما أشار إلى أن صالح يستخدم عملاء له في تنظيم القاعدة من أجل تنفيذ عمليات التصفية الجسدية واستهداف المرافق العامة والعسكرية لإضعاف الرئيس عبدربه منصور هادي. اغتيالات وأبت يد الإرهاب التوقف عن العمل لوقف مسيرة الانتصار وتحقيق الإنجازات التي تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى اليمن السعيد، فقد قام مسلحان مجهولان يوم الخميس الماضي باغتيال مدير دائرة الرقابة في المنطقة العسكرية اليمنية الرابعة في عدن العقيد جمال السقاف وذلك في عملية اغتيال هي الثانية في يوم واحد، بعد أن قام مسلحون مجهولون باغتيال القاضي عباس عقربي أمين سر المحكمة الجزائية. وبحسب المصادر، فإن مسلحين مجهولين أطلقوا وابلاً من الرصاص الحي على سيارة عقربي بعد خروجه من منزله في مديرية البريقة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تنفيذ هذه العمليات والتي واضح تماماً أنها تمت من قبل جماعات تؤمن بأن الاغتيالات يمكن أن تساعد على الحيلولة دون استقرار الأوضاع ومنع شعور اليمنيين بالأمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©