الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

لا تخف على أبنائك من العصر الرقمي

لا تخف على أبنائك من العصر الرقمي
12 أكتوبر 2015 20:56

في عام 1858 قال كاتب في إحدى الصحف منتقدا اختراع التلغراف "ليس هناك شك حقيقي في أنه تسبب في خسائر هائلة...هو سطحي، مفاجئ، لا رقابة عليه، سريع للغاية أكثر من الواقع." وفي الماضي وجه البعض الانتقادات ذاتها للهاتف والراديو والتلفزيون.

والآن تنضم أحدث اختراعات الأجهزة مثل الهواتف الذكية إلى هذه القائمة، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

ويتردد كثيرا أن الآباء يخشون أن تجعل هذه الأجهزة أبناءهم منفصلين عن المجتمع وهي مخاوف يرددها العديد من الصحفيين والكتاب. وبما أن كل هذه الاختراعات اتضح بمرور الوقت أنها غير مؤذية بصورة كبيرة، فلم كل هذا الخوف؟

ربما يكون من أسباب هذا القلق الفجوة الزمنية بين وقت ظهور أي تكنولوجيا والوقت الذي نستغرقه في تقييم عواقبها، وهذا ينطبق على موقف البعض من أثر التكنولوجيا الجديدة على الجيل القادم.

وتتناول مادلين جورج وكانديس اودجرز في عدد نوفمبر من دورية Perspectives in Psychological Science الأدلة العلمية المتاحة حتى الآن عن آثار وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين. وجدوا أن المراهقين منغمسون ولا شك في العالم الرقمي، فقد أظهرت دراسة على سبيل المثال أن المراهقين يرسلون في المتوسط 60 رسالة نصية يوميا وأن 78 % منهم على الأقل لديهم هواتف محمولة متصلة بالانترنت.

لكن الأبحاث لم تصل إلى أي أدلة تدعم مخاوف الآباء، بل الخلاصة التي توصلت إليها الأبحاث هي أن تجربة المراهقين في العالم الرقمي موازية لتجربتهم في العالم الحقيقي وليست بديلة له. يستخدم المراهقون الهواتف المحمولة أساسا للتواصل مع الأصدقاء الذين يعرفونهم جيدا في العالم الحقيقي. كما أنهم ربما يقابلوا تجارب سيئة في العالم الرقمي تماما مثل احتمال مقابلتهم مشاكل وتجارب سيئة في العالم الحقيقي. وليس هناك دليل على الإطلاق على تغير الصداقات أو تأثرها نتيجة ارتفاع معدل استخدام الهواتف المحمولة.

وتناول فريق جورج وأودجرز أكبر مخاوف الآباء تجاه تكنولوجيا الهواتف المحمولة مثل احتمال أن تسبب في الانفصال المعنوي بين الأبناء والآباء أو تعرضهم للمخاطر نتيجة تواصلهم مع غرباء لكن الفريق لم يجد أدلة تذكر تؤيد مخاوفهم. لكن الباحثين وجدوا بالفعل أن الأجهزة المحمولة تسبب اضطرابات في النوم إما بسبب ضوء شاشات ال.اي.دي أو ربما الشعور المفرط بالحماسة، لذلك امنع ابنك (ونفسك أيضا) من وضع الهاتف بجوار الفراش.

كما أن العلماء يؤكدون على أن الدراسات الحالية محدودة لأن هذه المسائل لم تظهر إلا في الآونة الأخيرة، لكن الأبحاث الموجودة بالفعل مطمئنة أكثر منها مقلقة. لهذا فلماذا رغم كل هذه الأبحاث والتنبؤات الخاطئة بالآثار المدمرة للاختراعات السابقة يظن الناس أن اختراعات اليوم مختلفة جدا؟ من أسباب ذلك أن تجربة التغيير التكنولوجي والثقافي عند الأطفال مختلفة عنها لدى البالغين. ويطلق علماء النفس على هذه المسألة مصطلح "التهافت الثقافي".وكل جيل من الأطفال يتبنى كل تكنولوجيات الأجيال السابقة بسهولة، لكن كل جيل يستحدث التكنولوجيا الخاصة به أيضا لذلك فإن إتقان التعامل بها كشخص بالغ أصعب بكثير.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©