موسكو (أ ف ب) - تعرض المسؤول الثاني في السفارة الهولندية في موسكو للضرب في منزله وسط العاصمة الروسية على يد شخصين مجهولين، وذلك في إطار من توتر العلاقات بين البلدين فيما طلبت “لاهاي” أمس ضمانات من روسيا لأمن رعاياها. والأسبوع الماضي، طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هولندا “باعتذارات” بعد دخول الشرطة الهولندية إلى منزل المسؤول الثاني في السفارة الروسية في لاهاي. وتعرض اونو الديرينبوش المسؤول الثاني في السفارة الهولندية في روسيا لاعتداء مساء أمس الأول عند عودته إلى منزله في وسط موسكو كما أفادت السلطات ووسائل الإعلام أمس.
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية، الهيئة الأبرز المكلفة بالتحقيقات الجنائية، أنها فتحت تحقيقا “بتهمة انتهاك منزل بعنف”. وأكد وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس الاعتداء على صفحته على فيسيوك قائلا إنه طلب تفسيرات من موسكو. وكتب “لقد استدعيت سفير روسيا في لاهاي. وهولندا تطالب السلطات الروسية بتوضيحات حول هذا الحادث”. وأضاف “يجب أن يتمكن مواطنونا من العمل بكل أمان وأُريد ضمانة من السلطات الروسية بأنها ستتحمل مسؤوليتها في هذه المسألة”.
وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن “أسفها” إثر هذا الحادث مؤكدة في بيان مقتضب أصدرته أن الشرطة تتخذ “كل الإجراءات اللازمة للبحث عن المذنبين وتوقيفهم”. وروى موقع الأخبار الروسي “لايف نيوز” نقلا عن مصدر في الشرطة تفاصيل الاعتداء.
وقال إنه عند دخول الدبلوماسي الهولندي المبنى لاحظ أن المصعد متوقف عن العمل، وصعد على الدرج للوصول إلى شقته. وعند وصوله أمام الشقة رأى رجلين بلباس عمال كهرباء يعملان على إصلاح عطل كهربائي.
وبعدما تحدثا عن مشكلة في المبنى، طلبا منه الدخول إلى شقته للتحقق مما إذا كانت هناك كهرباء فيها. وقال مصدر الشرطة للموقع الإلكتروني المطلع عموما وقد خصص حيزا كبيرا لهذه القضية، إنه “حين فتح الدبلوماسي الباب، دفعاه على ظهره إلى المدخل فسقط وارتطم وجهه أرضا”. وأضاف المصدر “قاما على الفور بوثق يديه وراء ظهره وتخريب أثاث الشقة”.
وتابع الموقع الذي نشر صورا أيضا أن الرجلين وقبل مغادرتهما رسما بأحمر الشفاه على مرآة قلبا وعبارة بالروسية تعني “مثلي الجنس ومتحول جنسيا”. وموضوع حقوق الأقليات الجنسية يثير جدلا بين الأوروبيين والروس منذ أن أقرت موسكو قانونا يحظر “الدعاية” لمثليي الجنس.
وأضاف المصدر نفسه أن الدبلوماسي البالغ من العمر 60 عاما لم يطلب مساعدة طبية. وقال موقع “لايف نيوز” إنه لم تتم سرقة شيء من الشقة. وذكر الموقع “بالاعتداء” الذي تعرض له الأسبوع الماضي المسؤول الثاني في السفارة الروسية في لاهاي. وأضاف أن “الخبراء لم يعثروا على رابط في الوقت الراهن بين الحادثين”.
ويأتي هذا الاعتداء في إطار توتر في العلاقات بين روسيا وهولندا بعد توقيف دبلوماسي روسي معتمد في لاهاي الأسبوع الماضي لعدة ساعات. ثم قدمت هولندا اعتذاراتها لروسيا. وتمنح اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية الحصانة للدبلوماسيين. وكان ديمتري بورودين أوقف في منزله بعدما أبلغ جيرانه الشرطة بأنه يسيء معاملة أطفاله.
كما أن العلاقات بين روسيا وهولندا توترت من جانب آخر، منذ اعتراض سفينة تابعة لجرينبيس ترفع العلم الهولندي في 19 سبتمبر في القطب الشمالي الروسي. ووضع أفراد طاقم السفينة الـ30 وبينهم 26 أجنبيا قيد التوقيف ووجهت إليهم تهمة “القرصنة”، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن 15 عاما.
عدد اليوم
