الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في المشاعر المقدسة يسكنون ولكنهم لا يحجون!

في المشاعر المقدسة يسكنون ولكنهم لا يحجون!
17 أكتوبر 2013 21:39
فيما كان الحجيج على صعيد عرفات الطاهر، يؤدون ركن الحج الأعظم، كان ممدوح حجازي، مشرف عام المطابخ بمخيم منى، يباشر عمله في المطبخ مع مساعديه يجهزون الطعام لضيوف الرحمن. لم يمنع دمعات سخية انهمرت على خديه، فقد كان يتمنى أن يكون مع الحجيج على عرفات، وهو وإن أدى فريضة الحج ثلاث مرات، إلا أنه لم يكن يتصور في يوما، أن يكون من سكان المشاعر في هذا الوقت المبارك، من دون أن يؤدي فريضة الحج. وليس هذا حال حجازي وحده، فهناك الآلاف كانوا في ربوع مكة أيام الحج، غير أنهم لم يتمكنوا من أداء الفريضة، لانشغالهم بخدمة الحجيج. عن شعوره حين يفرض عليه عمله ألا يباشر مناسك الحج، يقول حجازي «على الرغم من علمي أنني أؤدي مهمة شريفة في خدمة ضيوف الرحمن، إلا أنني أكون حزيناً، وأنا أرى الحجيج يصعدون على عرفات، بينما أنا باقٍ في منى لتجهيز الوجبات لهم». ويضيف «مررت بهذا الموقف كثيراً، إلا أنني في كل مرت أبكي، شوقاً للحج». ويوضح «حججت من قبل ثلاث مرات، وحينها كانت ظروف العمل تسمح، ولكن إذا ما استدعت الظروف أن أتفرغ للعمل، فإنني أقوم به وأنا راضٍ، محتسباً عند الله عملي في خدمة الحجاج وسعي على رزقي». وتباينت ظروف مساعدي حجازي؛ فادي صواف، مسؤول المشويات بالمطبخ، ومحمد حسن «متخصص المأكولات الساخنة»، وجمال فتحي «مشويات» وأحمد الأشموني «جزار»، ومحمد صبري الأشموني «جزار ومسؤول مأكولات ساخنة»، ومحمود حامد، و«الشيف فتحي» جوكر المطبخ كما يسمونه. أما كيف تباينت ظروفهم، فلأن بعضهم قرر الحج مهما كانت الظروف، خاصة الذين لم يحجوا من قبل، ويرون أنه لا يمكن أن يكونوا في مكة ولا يؤدوا ركناً من أركان الإسلام. ويرى النيجيري محمد إبراهيم، الذي يعمل حارساً على مخيم بعثة الإمارات في منى، أنه ما زال صغيراً بعد، إذ يبلغ من العمر 19 عاماً، وإن شاء الله يتيسر له أداء الفريضة مستقبلاً، مؤكداً أنه ليس بإمكانه مغادرة المخيم لأن حراسة متعلقات الحجاج في منى لحين عودتهم من عرفة ومزدلفة تقتضي وجوده، مشيراً إلى أن ما يقوم به، وإن تقاضى عنه أجراً، إلا أنه واجب. ولم يتمكن عبد الرحمن ظهير، وهو من بورما، من أداء مناسك الحج، وعلى الرغم من حزنه، إلا أنه يتذرع بعمله كمشرف على 30 عاملاً بمخيم منى، وحال العاملين الثلاثين كان مثل حاله، فجميعهم لم يتمكنوا من أداء المناسك، على الرغم من أنهم كانوا في محيطها، ووصلت إليهم في المخيم أصوات الملبين والداعين، وكل ما استطاعوه أن يؤمنوا معهم، ويدعوا الله أن يكون لهم نصيب في الحج السنة المقبلة. وحول حكم وجود البعض في المشاعر المقدسة من دون أن يؤدوا الفريضة، يقول فضيلة الشيخ طالب الشحي، مدير إدارة الوعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ورئيس لجنة الوعظ ببعثة الحج الرسمية لدولة الإمارات «لا حرج في ذلك، والذين يقومون على خدمة الحجيج إنما يقومون بعمل عظيم، يوفرون من خلاله كل ما يحتاج إليه الحاج، ويعينه على أداء الفريضة، من مأكل ومشرب ومسكن، ووجودهم في هذا المكان وقيامهم بهذا العمل، يحصدون به الأجر إن شاء الله». ويضيف «ثبت أن النبي محمداً، صلى الله عليه وسلم، كان في سفر، وكان معه المفطر والصائم، فقام المفطرون بنصب الخيام وتجهيز المكان، فقال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر»، وهذا يدل على أن عمل هؤلاء ليس بالقليل». ويتابع «من تيسر له الحج منهم بسبب أن طبيعة عمله مرنة، وتسمح له بالانخراط في أداء المناسك، فلا بأس، ولكن من ارتبط بعقود والتزامات، فعليه الوفاء بها، ولا حرج عليه».
المصدر: مكة المكرمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©