الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محنة نهر البارد

14 مارس 2009 00:53
إعادة بناء غزة ليست المجهود الوحيد الذي يُبذل حالياً من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين· فبعد ثمانية عشر شهراً على تدميره في معركة بين الجيش اللبناني والمقاتلين الإسلاميين، بدأ مخيم نهر البارد للاجئين في استعادة بعض عافيته في إطار مشروع عرقلته أزمة سياسية، وأبطأته لامبالاة المانحين الدوليين، وغطت عليه الحرب الإسرئيلية ضد القطاع· وفي هذا الإطار، يقول خليل مكاوي، السفير اللبناني السابق رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني: ''نقول للمانحين إذا كنتم تريدون حقاً تحسين المخيمات وإنهاء البؤس، الذي يجعل هذه الأماكن مرتعاً خصباً للتطرف، فلا بد من مساعدتنا بالموارد''· ورغم الجهود التي يبذلها لبنان منذ فترة لجمع التبرعات بهدف تحسين ظروف عيش الفلسطينيين، فإنه لا يتوافر على ما يكفي من المال لإعادة إسكان نحو 30000 لاجئ باتوا مشردين بعد معركة 2007 في نهر البارد· ومن جانبها، لا تتوافر وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين ''أونروا''، المسؤولة عن رعاية اللاجئين الفلسطينيين، سوى على ما يكفي من الموارد لإعادة بناء منازل ربع سكان المخيم· يذكر أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، عددهم حوالي 300 ألف يعيشون بشكل رئيسي في 12 مخيماً، وهم أبناء وحفدة نحو 110 آلاف فلسطيني لجأوا إلى لبنان عام 1948 بعد أن أخرجهم اليهود من موطنهم غداة إنشاء إسرائيل· والمخيمات هي أحياء تعاني اكتظاظاً سكانيا كبيراً وتفتقر إلى الظروف الصحية الأساسية· غير أنه في أكتوبر ،2005 أطلقت الحكومة اللبنانية مبادرة تروم تحسين علاقاتها مع السكان الفلسطينيين· فقد فُتحت سفارة فلسطينية ببيروت في مايو ،2006 واليوم بات باستطاعة الفلسطينيين البحث عن وظائف يدوية رغم أنه مازال يحظر عليهم العمل المهني· لكن نقص الموارد المالية يهدد بإفشال العملية برمتها، فقد تمكن مؤتمر للمانحين في أبريل 2006 من الحصول على وعود بالتبرع بـ50 مليون دولار لتحسين المخيمات، لكن ''الأنروا'' لم تتلق حتى الآن سوى 17 مليون دولار من ذلك المبلغ· ثم جاءت معركة نهر البارد لتمنح زخماً جديداً لمطالب اللاجئين بتحسين ظروف عيشهم· وكان مؤتمر المانحين في يونيو الماضي يأمل جمع 450 مليون دولار، ولكنه لم يحصل سوى على 120 مليون دولار فقط مما تم التعهد به· وفي هذا الإطار يقول مكاوي متسائلاً: ''نهر البادر هو عبارة عن غزة صغيرة، وبالتالي فكيف نطلب 450 مليون دولار ولا نحصل عليها بينما تحصل غزة على 5,2 مليار دولار؟''· في المخيم، أُزيلت معظم الأنقاض من المكان، وهُدمت المنازل المقصوفة أو جرفت، بينما عاد بضعة آلاف من السكان إلى منازلهم في هوامش المخيم التي كانت أقل تضرراً· هذا ومن المنتظر أن تغطي أعمال البناء ثمانية قطاعات ستشمل المنازل المؤلفة من ثلاثة أو أربعة طوابق، والشوارع الواسعة، والفضاءات الخضراء، والبنى التحتية· غير أن نقص الموارد المالية يعني أن القطاعين الأولين فقط هما اللذان ستشملهما إعادة الإعمار· ونظراً للتوتر المستمر في نهر البارد، يمكن القول إن محنة اللاجئين مازالت معلقة في الميزان· وفي هذا الإطار، يقول البروفيسور برينن: ''بعد 25 عاماً يمكن أن نقف هنا ونقول: لقد كانت هذه بدايةَ تغير بطيء أفضى إلى تحسن هام بالنسبة للاجئين، مثلما يمكن أن نقول: يا لها من فرصة ضائعة! لكن حتى الآن من المبكر جداً قول أي منهما''· نيكولاس بلانفورد - مخيم نهر البارد ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©