واشنطن، كابول (وكالات) -أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس أنه يشعر بخيبة أمل من الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الذي فضل “توجيه انتقادات إلى القوات الأميركية بدلا من الاعتراف بالتضحيات التي قدمتها”. وقد قتل جنديان أميركيان بهجوم للمتمردين في أفغانستان أمس. وقتل أكثر من ألفي جندي أميركي من القوات الدولية المتمركزة في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لإطاحة طالبان في 2001.
وذكر موقع “آي كاجواليتيز.أورج”، المعني بإحصاء أعداد القتلى من القوات الأجانب، إن 268 جنديا أميركيا قتلوا هذا العام، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي للقتلى منذ عام 2001 بلغ 2132 قتيلاً.
وأكد بانيتا أنه يشعر بخيبة أمل من الرئيس الأفغاني. وقال للصحفيين، على متن الطائرة العسكرية التي أقلته إلى ليما، في بداية جولة في أميركا اللاتينية، إنه يتعين على كرزاي أن يتذكر أن أكثر من ألفي جندي أميركي قتلوا في أفغانستان.
وتأتي تصريحات بانيتا بعدما صرح كرزاي الخميس الماضي أن الولايات المتحدة أخفقت في ملاحقة المتمردين المتمركزين في باكستان، وهو اتهام آخر رد عليه الوزير الأميركي بحدة.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس الأول إن كرزاي اتهم الولايات المتحدة والتحالف الدولي بممارسة “لعبة مزدوجة” عبر محاربة المتمردين الأفغان بدلا من التصدي لداعميهم في المناطق القبلية في باكستان. وقال كرزاي إن “الحلف الأطلسي وأفغانستان يجب أن يخوضا هذه الحرب من حيث ينبع الإرهاب.. لكن الولايات المتحدة ليست مستعدة للذهاب ومحاربة الإرهابيين هناك، وهذا يدل على لعبة مزدوجة إذ أنهم يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر”. وأضاف “إذا كانت حربا ضد التمرد فهي إذن مسألة أفغانية داخلية فلماذا أنتم هنا؟ دعونا نهتم بالأمر”. وانتقد الرئيس الأفغاني أيضاً ما قال إنه رفض من جانب حلف شمال الأطلسي لتسليم أفغانستان أسلحة حديثة ضرورية لمقاتلة أعدائها. ورأى وزير الدفاع الأميركي إن كرزاي ركز على قضايا خاطئة.
وقال بانيتا “حققنا تقدما في أفغانستان لأن هناك عسكريين رجالا ونساء مستعدين للقتال حتى الموت من أجل سيادة أفغانستان وحقهم في الحكم وفي ضمان أمن أنفسهم”. وأضاف “خسرنا أكثر من ألفي رجل وامرأة، وخسرت إيساف (القوة التابعة لحلف شمال الاطلسي في أفغانستان) قوات هناك، وخسرت القوات الافغانية عدداً من أفراد قواتها”.
وتابع أن “هؤلاء سقطوا وهم يقاتلون العدو الحقيقي وليس العدو الخطأ، واعتقد أنه من المفيد أن يعبر الرئيس (الأفغاني) عن شكره للتضحيات التي قدمها هؤلاء الذين قاتلوا وماتوا من أجل افغانستان بدلا من أن ينتقدهم”. وتأتي تصريحات بانيتا وكرزاي ورد الفعل النادر لوزير الدفاع الأميركي وسط توتر في العلاقات بين واشنطن وكابول، بعد سلسلة من الهجمات لجنود أفغان على رفاقهم الأميركيين. وقتل 51 على الأقل من قوات الحلف في مثل هذه الهجمات هذا العام. ووصلت هذه الهجمات إلى مستوى غير مسبوق في الحرب، وقوضت الثقة بين قوات الحلف الأطلسي والقوات الأفغانية في المسعى المشترك ضد متمردي طالبان.
ومن المقرر أن يغادر الجنود الأميركيون الـ33 ألفاً الذين أُرسلوا كتعزيزات، اعتبارا من نهاية 2009، البلاد، في نهاية الشهر الحالي، ليبقى 68 ألف جندي أميركي، ونحو 40 ألفا آخرين من جنود التحالف، في هذا البلد حتى نهاية 2014.
وقال بانيتا إنه سيطمئن شركاء بلاده في حلف الاطلسي على أن الجنرال جون آلين قائد القوات الدولية في افغانستان يعمل مع الأفغان لمعالجة قضية الهجمات التي يشنها الجنود الأفغان، وأن من المهم الالتزام خطط آلين لخفض عدد القوات بحلول 2014. وقال “هدفي هو أن أوضح لحلف الأطلسي ولحلفائنا أننا نتخذ كل الخطوات اللازمة لمواجهة هذه المشكلة، وأنه يجب عدم السماح لها بأن تثنينا عن الخطة التي وضعها الجنرال آلين”.
وبدأ بانيتا أمس الأول جولة تشمل البيرو والاوروجواي، بهدف تعزيز الشراكة في مجال الدفاع مع دول أميركا اللاتينية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية إن بانيتا سيعرض على ليما مساعدة في إطار برنامج مستشاري وزارة الدفاع، المطبق حاليا، في أفغانستان. وأوضح مسؤول أن هذا “البرنامج يشمل العمل مع مستشارين فنيين لسنة أو سنتين، في إطار المساعدة نفسها”. وسيزور بانيتا الأوروجواي اليوم الأحد، حيث سيشارك في المؤتمر العاشر لوزراء الدفاع في الأميركيتين في منتجع بونتا ديل ايستي، قبل أن يتوجه إلى بروكسل غداً الاثنين، كما ذكرت وزارة الدفاع الأميركية.
عدد اليوم
