الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرح بني ياس يشارك بـ «سيد القبو» في أيام الشارقة المسرحية مارس المقبل

مسرح بني ياس يشارك بـ «سيد القبو» في أيام الشارقة المسرحية مارس المقبل
26 يناير 2013 23:30
سلمان كاصد (أبوظبي) - يستعد مسرح بني ياس في أبوظبي لتقديم عمل مسرحي جديد خلال مهرجان أيام الشارقة المسرحية في دورته الثالثة والعشرين والذي يقام خلال شهر مارس القادم. وتتناول المسرحية التي تحمل عنوان «سيد القبو» قضية الصراع الأزلي بين الغنى والفقر والخير والشر. ويأتي أختيار هذه الفكرة في إطار طرح جديد لمسرح بني ياس يحاول من خلاله أن يثبت إمكانية تناول الفكرة الواحدة بأشكال وأساليب عدّة ومختلفة. وسبق لمسرح بني ياس أن قدم أعمالاً متعددة ابتدأها بعمل للأطفال تحت عنوان «شلهوب والحاسوب» ثم «موسيقى صفراء» و«الفرن» و«مملكة النحل» و«الميرحانة» و«سبيس زون» و«فاصل ونواصل» وأخيراً «بهلول» الذي قدم محلياً وعربياً في مهرجان الشارقة الماضي وفي مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي في المغرب. وفي لقاء مع عبدالله بن حيدر رئيس مجلس إدارة مسرح بني ياس وأحد العناصر الفاعلة في إنجاز الأعمال المسرحية التي قدمها مسرح بني ياس من خلال مشاركته فيها بوصفه ممثلاً ومشرفاً ومصمماً ومنفذ ديكور تحدث عن طبيعة النص الجديد وما سيقدم للمسرح الإماراتي من إضافة مختلفة وقال: «أولاً لابد أن أؤكد عدداً من العناصر التوضيحية المهمة وهي أن النص المسرحي الذي اقترحت لادائه عدة أسماء مهمة في ساحة التمثيل الإماراتي سوف يخرجه الفنان الدكتور حبيب غلوم ويساعده في الإخراج الفنان فيصل الدرمكي ويقوم بإدارة إنتاجه الفنان عبدالله بوشامس وسوف تسند الشخصية الرئيسية في العمل إلى الفنان جمعة بن علي كونه أيضاً مؤلفاً للعمل، وسأشترك كممثل في دور رغم مساحته الصغيرة إلا أنه يشكل مسؤولية إبداعية إذ أن العمل لا يتحمل المجازفة بالطاقات الشبابية وخصوصاً في الأدوار الرئيسية وذلك لأهمية المنافسة في مهرجان الشارقة مادامت هناك أعمال ستقدم من قبل الفرق الأخرى ويؤدي فيها ممثلون محليون كبار أدواراً محكمة مسنودة بخبرة طويلة في تاريخ المسرح المحلي». الأداء العالي وتحدث بن حيدر عن ثيمة مسرحية سيد القبو وقال: «قبل كل شيء لا بد أن أؤكد أهمية النص كونه أولاً قد كتب باللغة العربية الفصحى وبذلك نجد التراكيب اللغوية الصعبة التي لم تألفها أذن المشاهد إلا من خلال الأداء العالي الذي يعوض فيه الممثل عن صعوبة الخطاب اللغوي الفصيح وثانياً بما أن العمل باللغة العربية الفصيحة وأن وقت أداء التمارين «البروفات» يعتبر قصيراً لذا فإننا نجد صعوبة مضاعفة في إتقان لغة النص التي لا تحتمل أي خطأ أمام الجمهور كوننا نحترم إمكانيات جمهورنا وإطلاعه على مفاصل اللغة العربية». وأضاف بن حيدر: «هذا من جانب ومن الجانب الآخر أجد أن هناك نقصاً في الممثلين، كوننا نبحث الآن عن ممثلين يمتلكون خبرة بسبب انشغال الكثيرين في أعمال مسرحية أخرى تتمرن الآن في ساحة المسرح الإماراتي استعداداً للمهرجان». وأضاف: «ومع كل ذلك فإننا نواجه المشاركة بطريقة هادئة ومتزنة وواثقة من نفسها لأننا نمتلك ذات الفريق الذي حقق إنجازاً مهماً وكبيراً في مسرحية «بهلول» أثناء اشتراكه في المهرجانات العربية والمسرحية الجديدة من إخراج الدكتور حبيب غلوم، ولهذا السبب فإن تجربته غير بعيدة عن فهمنا لإمكاناته وفهمه لإمكاناتنا إذ أن اشتغال المخرج مع الممثلين في المسرح لفترة طويلة يعطيه خبرة مضاعفة، كذلك الممثلون فإنهم قد سبروا أغوار ما يريد المخرج تنفيذه بسرعة كبيرة». ثنائيات ضدية وأشار بن حيدر إلى أن مسرحية سيد القبو تقوم على ثنائيات ضدية وجميعها تمثل طبيعة الكينونة البشرية إذ يرى أن الصراع بين الخير والشر أزلي الوجود وأن التذكير به من خلال الأدب والمسرح يعتبر مهمة إنسانية كبرى حيث تدور أحداث المسرحية كما يقول: «عن رجل قام بإيواء مجموعة من الأطفال مجهولي الهوية وحولهم إلى شحاذين في طرقات مدينة ما، ليكتشف أن هناك منظمات تنافسه حتى في عالم التسول، ويساومونه على أن يترك الأطفال المتسولون أماكنهم ضمن إغراءات مادية كبيرة، ولكن الرجل يرفض تلك المساومات ويتفاجأ بأن أحد الأطفال يبيعه في تلك اللحظة ويذهب مع من قدموا تلك العروض فيتركه متحسراً كونه يعتقد أنه قد أمضى حياته في إيواء هؤلاء الأطفال، ولكن تبقى القضية ذات وجهات نظر متعددة ومختلفة وكل جهة ترى صواب رأيها في قضية ما أشبه بهذه القضية». وحول إشكالية هكذا نصوص معقدة لا يستطيع المتلقي أن يميز في شخوصها بين طبائع الشر فيهم كونهم يستغلون الطفولة في حياتهم القاسية وكيفية تقديم هذه الشخوص في المسرح إلى الناس، هذا بالإضافة إلى أن الأدب العالمي قد قدم ما يشابه ذلك وبخاصة في العمل الروائي «أوليفر تولست» للروائي الكلاسيكي تشارلز ديكنز قال بن حيدر: «نعم إن هذه الثيمة تواجدت في أكثر من عمل إبداعي روائي ومسرحي وقد قدمت إلى السينما غير أننا أردنا أن نوجهها وجهة أخرى وهي محاولة توصيف اللاأخلاقي في حرب المهن الرذيلة إذ تكشف أن العالم يتحارب حتى على قيم الشر للاستحواذ عليها وأن هناك من يظن نفسه يشكل وجه الخير في شخصية الرجل بالرغم من قسوته على الأطفال واستغلالهم وهو ذات الدور الذي تريد أن تلعبه المؤسسة المساومة له، ومع كل ذلك ينبع صوت الطفل محتجاً على الطرفين متسائلاً من يكون كي يكتشف ذاته، حيث نرى محاولة لتغيب ذوات الأطفال في ساحة الشر». إمكانيات ضعيفة ومن جانب آخر تحدث بن حيدر عن إمكانيات مسرح بني ياس الضعيفة من عدة نواحٍ أهمها عدم وجود مقر دائم لإدارة المسرح ولتقديم العروض فيه وإقامة التمارين المسرحية في أروقته كونه وسيلة لتجميع الشباب المهتم بالمسرح وبخاصة في أبوظبي. وقال: «حقاً إنني أصبحت مستغرباً أننا تجاوزنا أكثر من سبع سنوات في تاريخ هذا المسرح ولازلنا نطالب الجهات المهتمة بالثقافة أن توفر لنا مقراً لتنظيم أمور هذا المسرح المهم الذي حاولنا جاهدين أن يتأسس بشكل صحيح أسوة بالإدارات الثقافية الأدبية والإعلامية التي تمتلك مقراتها، وبخاصة أن هذه المطالب تدفعنا إلى تقديم المزيد من العطاءات المسرحية الخلاّقة وتمثيل أبوظبي بشكل خاص في مهرجانات عربية وعالمية مهمة ندعى لها باستمرار». وحول ما يتردد من أخبار تتناول تخلي بن حيدر عن إدارة مسرح بني ياس في دورته الانتخابية المقبلة قال: «في البدء أقول إنه ليس تخلياً بل هو من باب تجديد الفكر الإداري والقيادي في المسرح، وهذا ما حصل من قبل مع عبدالله الجنيبي رئيس مجلس إدارة مسرح بني ياس السابق، والذي ترك رئاسة المجلس لكي تدخل دماء جديدة تقوده باتجاه فيه حياة أكثر رحابة، وذات الأمر يدفعني لكي أسمح لزملائي الأعضاء أن يقدموا رؤى جديدة ومختلفة في قيادة مسرح بني ياس تبادلاً للأدوار وتغذية لروح وفكر هذا المسرح الفني، باعتبار أننا فنانون نؤمن بشفافية الإدارة وروح التجديد والتعاون». وحول نشاط بن حيدر في مجال التمثيل قال: «أستعد حالياً لعمل بروفات في مسرحية سيد القبو ومن جانب آخر أصور برنامجاً تلفزيونياً لقناة أبوظبي وأجهز لعمل درامي وهو الجزء الخاص من مسلسل «طماشة»».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©